بعضهم يلعب القمار أملا في ضربة حظ تمكنه من الوفاء بالتزاماته العلمية .. ضعف مكأفاة الطلاب المبتعثين في بريطانيا تهدد بعودتهم للمملكة

لندن ، مانشستر ، برايتون (سبق) :
تهدد الأوضاع المادية القاسية التي يعاني منها المبتعثون السعوديون في المملكة المتحدة ( بريطانيا ) عددا كبيرا منهم بقطع رحلته العلمية والعودة إلى المملكة دون تحقيق الهدف الذي ذهبوا من أجله .
وقال عدد من المبتعثين لـ " سبق " إن الظروف المادية تضغط عليهم بشدة وأنهم قد يضطرون لقطع رحلتهم العلمية بسبب قلة المكافآت المقررة لهم . و تحدث المبتعث ( أ . س ) عن الأوضاع التي يعيشونها قائلاً : أنا مبتعث للحصول على درجة البكالوريوس وللأسف الشديد فإن مكافآتنا الشهرية هي 850 جنية إسترليني ( حوالي 6300 ريال سعودي) , وهي لا تكفي العشرة أيام الأولى من الشهر " . ويضبف " الحياة في بريطانيا مكلفة فالسكن يأخذ 450 جنيها إسترليني شهرياً ويتبقى 400 جنيه فقط يذهب منها مبلغ 50 جنيها مواصلات إلى المعهد الذي أدرس به اللغة الإنجليزية , ليتبقى 300 جنيه مطلوب أن تفي بالمآكل والمشرب الذي يكلفنا كثيراً إذ أن أقل وجبة غداء تكلف ما لا يقل عن 10 جنيهات " .
وتابع المبتعث نفسه " يأتي نصف الشهر ونحن – كمبتعثين – لا نملك جنيهاً واحداً ويضطر البعض للاقتراض في حين يعتمد البعض الآخر يعتمد على مساعدات تأتيه من أهله " .
أما الطالب ( م . م ) فقد اصطحب " سبق " ليلاً إلى الملاهي الليلة بمدينة برايتون الساحلية جنوب لندن ليرينا الواقع المآساوي الذي يعيشه الطلاب السعوديون هناك ، كانت الملاهي تعج بطلاب سعوديين يلعبون القمار لمواجهة تكاليف الحياة الباهظة في بريطانيا . وقال مرافقنا " هذا هو وضع الكثير من الطلبة يأتون لتلك الملاهي المخصصة للعب القمار ليستطيعوا مواصلة الشهر دون الحاجة لأحد" . وروى ( م . م ) لنا أن " بعض الطلبة يأتي ليقامر براتبه كاملاً أملاً في أن يكون الحظ حليفه لكن للأسف يخسرون كثيراً " ثم قال بحسرة " مجبرُ آخاك لا بطل " .
و تحدثت الطالبة ( ض . ص ) المبتعثة لدراسة الدكتوراه عن عدم إمكانية مواصلة التفوق العلمي والتحصيل بسبب الضغط النفسي الذي يعاني منه المبتعثون بسبب قلة المكافآت وعدم وجود مصدر دخل آخر لمواجهة تكاليف الحياة في بريطانيا , وقالت أنها اضطرت للاستغناء عن المحرم المرافق لها لأن المكافأة لا تكفي لشخصين .
ولفت الطالب ( ح . ي ) النظر لجانب أخر في المشكلة هو أن جميع العاملين في الملحقية الثقافية من غير السعوديين , ويتعاملون مع المبتعثين بطريقة سيئة جداً وكأنهم هم من يصرفون لنا المكآفات الشهرية .
وحملت الطالبة ( س . ب ) وزارة التعليم العالي مسؤولية فشل المبتعثين ، حيث قالت إن المبتعث السعودي يأخذ 850 جنيه إسترليني شهريا ، في حين يحصل زميله الكويتي على 1500 جنيها و الليبي على 1200 جنيه ، موضحة أن الطالب السعودي يقبع في المرتبة الأخيرة في هذا المجال .
وبين الطالب ( ن . ش ) أن المعاهد في بريطانيا دائماً ما تطرد المبتعثين السعوديين لأن الملحقية السعودية تتأخر في سداد رسوم المعاهد .