صحاري بيشة وظلم والمويه تبتلع 30 مجهولاً
المواطنون يطالبون بشبكة للجوال وطائرة للدفاع المدني
عبدالله آل قمشة - بيشة، عبدالله المقاطي- ظلم
أنهى رجال الأمن في محافظة بيشة 120 ساعة بحثا عن ركاب السيارة الجيمس التي كانت محملة بـ 15 مجهولا ماتوا عطشا في عملية تهريب عبر الصحراء بين محافظتي بيشة وتثليث وتوقفت في الرمال بالمنطقة المسمـــــاة ( الدانــة ) شرق مركز الجنينة شمال بيشة. وكشفت مصادر “ عكاظ” أن معظم الجثث التي تم العثور عليها اتجهت سيرا على الأقدام باتجاه الشمال الغربي وهو نفس الاتجاه التي كانت تسير عليه السيارة بينما وجدت جثة السائق السعودي باتجاه الشمال الشرقي ( اتجاه تثليث ) ، وذكرت المصادر أن المتوفين حاولوا مقاومة العطش بتفريغ وشرب ماء الرديتر حيث وجدت سدته مفتوحة. وفي وضع مأساوي وجدت جثتي اثنين من المجهولين عراة بعد أن نزعوا ملابسهم من العطش ومصارعة الموت ، وتبين لفرق البحث أن الجيمس تعرض لبنشر في وقت لم يكن هناك كفر احتياط ( استبنة ) ما اضطر السائق للسير على الكفر بدون هواء لمسافة تعرض خلالها الكفر للتمزق قبل أن تتوقف السيارة في نقطتها الأخيرة التي بدأت منها رحلة الموت عطشا ، كما تبين أن السيارة لم يكن بها أي أوان لحفظ المياه بكميات كبيرة . من جانب آخر أوضح مصدر في مستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بيشة أن ثلاث جثث بينها جثة سائق الجيمس نقلت لمستشفى النماص لعدم توفر أماكن في ثلاجة مستشفى سبت العلاية أو رنية. وقد وصل أمس إلى بيشة فريق من الطب الشرعي في عسير لمعاينة الجثث. وجرت عمليات البحث بإشراف مباشر من مدير شرطة بيشة العميد فائز علي حجلا وبقيادة ميدانية من المقدم علي عروان مدير شرطة النقيع والرائد حسين شيبان العلياني مدير الدفاع المدني في بيشة والرائد محمد عبدالله القرني مدير الأدلة الجنائية بالشرطة والملازم أول محمد ناصر الشهراني مدير العمليات في الدفاع المدني ورئيس الرقباء عبيد السعدي مدير مخفر شرطة الجنينة ووكيل مركز الجنينة بدر محمد السعدي ، إضافة لعدد كبير من رجال الشرطة والدفاع المدني والبحث الجنائي.
من جهة اخرى جددت الحادثة مآسي الموت عطشاً في الصحاري خلال مواسم الصيف ومن المناطق التي تشتهر بهذه الحوادث “ظلم والمويه” حيث بلغ عدد الهالكين في صحاريها نحو 15 ضحية في السنوات القليلة الماضية فيما تم إنقاذ أكثر من 56 آخرين. حيث تقذف المغامرات الصحراوية بالمتجولين في الصحاري ومهربي المخالفين. ومن المواقف المحزنة التي رواها الناجون.. انهم يضطرون من شدة العطش الى اكل الاعشاب او شرب مياه الراديتر املا في سد الظمأ..كما يؤكد الناجون بأنهم يعمدون الى السير ليلاً على الاضواء التي يشاهدونها وهم لايعلمون الى أي اتجاه تأخذهم.. واشار المواطن سعد الروقي إلى أن القضية تتمحور في غياب شبكة الجوال التي بإمكان المفقود الإبلاغ عن موقعه من خلالها للحد من هذه الكوارث. كما أن إهمال المفقودين لأنفسهم يؤدي لهذه المآسي. اما المواطن زيد البقمي فقال ان وجود طائرة الدفاع المدني بالطائف للمسارعة في البحث عن المفقودين اصبحت ذات ضرورة ملحة.