المجلس الرمضاني التاسع
أحبائي ,, اليقين بالله عز وجل
تذكرت هذه القصة التي سمعتها قبل عدة أيام وأحببت أن تقرؤوها بتدبر وتفكر معي..
رُوي أن موسى عليه السلام اشتكى من مرض يوما , فتوجه بالدعاء لله عز وجل أن يشفيه فقال له الله عز وجل اذهب إلى هذه الشجرة وكل من أوراقها, فلما أكل موسى من أوراقها شُفي بإذن الله , ثم إنه بعد مدة من الزمن اشتكى موسى عليه السلام من نفس المرض مرة أخرى فذهب فورا إلى تلك الشجرة و أكل من أوراقها لكنه لم يشفى! فتعجب, وسأل الله عز وجل عن السبب فأخبره الله عز وجل أن السبب أنه في المرة الأولى ذهب وأكل من أوراق الشجر وهو متيقن بأن الله هو الذي أمره بذلك وهو الشافي , لكنه في المرة الثانية كان يقينه واعتقاده في أن الدواء في الشجرة , ولذلك شفي في المرة الأولى ولم يشفى في المرة الثانية , وهكذا نحن اليوم !
نظن أن مانريده في الأسباب وننسى أن المسبب هو الله عز وجل و هو القادر على كل شئ
فإذا أصاب أحدنا مرض تراه يجزع ويفزع إلى الطبيب دون أن يتذكر أن الطبيب سبب وأن الله هو الشافي
وإذا أصابته مصيبة جزع إلى البشر ونسي أن بعضا منهم سبب وأن الله هو القادر على كل شئ
فأين يقيننا أحبائي بالله عز و جل ؟
انظروا معي إلى المسلمين الأوائل : " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " آل عمران 173
انظروا معي لشدة يقينهم , ونحن في أقل المواقف و أضعفها يظهر لدينا ضعف اليقين بالله عز وجل
وانظروا معي ليقين الرسول صلى الله عليه وسلم بربه حينما كان في الغار في طريق الهجرة فقال له أبو بكر : لو أن أحد من المشركين رفع رجله لنظر إلينا , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما "
الله أكبر!
ماهذه إلا مقولة رجل متيقن بربه عز وجل
فأين نحن عن هذا اليقين؟
أحبائي .. يجب أن نزيد من يقيننا في ربنا وأن نعلم أنه هو وحده القادر على كل شئ
فيامن ابتليت بمرض , بمصيبة , بفقر , بجوع , بهم وحزن ... توجه إلى الله عز وجل متيقنا أنه هو وحده القادر على كل شئ
ثم خذ بالأسباب .. لأن الأسباب وحدها بدون يقين لا تغني ولا تسمن عنك شيئا
وكذلك اليقين بأن كلام الله حق , وأن أوامره يجب أن ننفذها بدون طلب "حكمة "
فأحيانا لا نعلم الحكم ..سبحان الله
فهلموا بنا لنزيد يقيننا بالله قوة .. حتى نحصل على حلاوة الإيمان
قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" العنكبوت69
فالجهد أولا يأتينا بالثمرة "الهداية" بإذن الله
أسأل الله يرزقنا اليقين جميعا
حدث في مثل هذا اليوم "التاسع من رمضان":
*قيام موسى بن نصير باستكمال غزو الأندلس عام93هـ وتم فتح إشبيليه و طليطلة.
*فتح صقلية عام212هـ/1ديسمبر 827م على يد زياد من الأغلب.
*معركة الزلاقة المشهورة والتي انتصر المسلمون فيها بقيادة يوسف بن تاشفين على الفرنجة بقيادة الفونسو السادس عام497هـ/17ديسمبر1086م حيث نجا الفونوسو مع تسعة فقط من أفراد جيشه.
*وصول محاربي الحجاز مصر لمحاربة الحملة الفرنسية عام1213هـ مع إخوانهم المصريين المجاهدين.