المجلس الرمضاني الثاني عشر
" أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك "
قال صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
كلنا تعلمنا هذا الحديث النبوي منذ نعومة أظفارنا , وحفظناه عن ظهر غيب
لكن اليوم لي وقفات بسيطة مع هذا الحديث وما احتواه من معانٍ عظيمة تدل على عظمة ديننا و روعته
والله أسأل أن يرزقنا حب المسلمين جميعا حق الحب فيه ...
# في كل ركعة من كل صلاة نقرأ سورة الفاتحة , تلك السورة التي تعد من السبع المثاني ,, لكن هل تأملنا يوما أننا عندنا ندعو بالهداية فإننا ندعو لجميع المسلمين وليس لأنفسنا فقط ! ألا نقول كل ركعة " اهدنا الصراط المستقيم " ,,, اهدنا و ليس اهدني .. فسبحان الله ... حتى هنا جمعنا نحن المسلمون معا
فالأولى بنا في الأمور الأقل من الهداية أن نحب للمسلمين جميعا ما نحب لأنفسنا وأن ندعو لهم بالخير والصلاح دوما.
# قال صلى الله عليه وسلم: " والله لا يؤمن, و الله لا يؤمن , و الله لا يؤمن , قالوا: من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه "
كن لجارك كما تحب أن يكون جارك لك .. فإنه من الإيمان
من حسن الجيرة , ومن باب محبتك للمسلمين ما تحبه لنفسك ..
سؤال أسأله لنفسي قبلكم .. ماذا وجد منا جيراننا؟ وكيف تعاملنا مع أخطاءهم و زلاتهم؟ أكما نحب أن يعاملونا؟ أم كما نرى أنفسنا دوما من فوق أبراج عالية ؟!
# من محبتنا للمسلمين .. تربية صغيرهم , فهذا نبي الأمة يعلمنا .. فقد قال لسلمة بن الأكوع رضي الله عنه وهو غلام : "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك "
وقال لعبد الله بن العباس وهو غلام: " احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك .... "بقية الحديث المشهور
فهذا معلمنا وقدوتنا لم يتكفِ بتعليم أبناءه وأحفاده بل حتى أبناء المسلمين ,
ونحن اليوم إذا ما سمعنا صبيا صغيرا يبكي أظهرنا مللنا وربما تفوهنا بكلام أزعج أبويه وضايقهما , بينما هم أطفال لا يعون
فما أجمل أخي / أختي أن تعلم طفلا صغيرا خلقا من أخلاق الإسلام .. و ستجد من يكون في عون أبناءك كذلك لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا
# من أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك .. آداب كثيرة وأمور قد نغفل عنها
في وسط الازدحام , سواء عند محل فلاني أو مكان معاملات أو ماشابه نرى الناس يقفون "طابور " ثم تأتي أنت عزيزي المسلم وتريد أن تتخطى كل هؤلاء الناس الواقفون من فترة من الزمن لتنجز مهمتك سريعا , ربما لأنك تمتلك واسطة أو صوتا عاليا أو أسلوبا فظا .. أو ربما لأنك "سعودي " وبعض الواقفين " أجانب " أو لأي سبب آخر .. غير عابئ بنظرات العتب في أعينهم وغير مكترث لوقفتهم الطويلة قبلك ..
هل أحببت لهم ما أحببت لنفسك هنا ؟ هل تحب لو أن الأدوار قُلبت وكنت أنت الواقف المنتظر وغيرك هو الذي أتى متأخرا وسبقك ؟
لا تقل لي أنك في عجلة من أمرك وأن خلفك مئة بل وألف شغلة وشغلة أخرى .. فلست وحدك في هذا العالم ,, كل أولاء البشر لديهم أمور مستعجلة ولديهم ظروف وشغلات كثيرة لا يعلم بها إلا الله ..
فضع نفسك دائما مكان الآخرين .. ثم انظر ..هل تحب أن يكونوا كما كنت ؟
" أحب لأخيك ما تحب لنفسك "
# من محبتنا للمسلمين حب الخير لهم , ونصحهم عند الخطأ , والستر على أفعالهم , واللين و الرفق بهم , و الدعوة الصالحة لهم في ظهر الغيب
فكلنا نحب أن يكون إخواننا المسلمون لنا كذلك .. فلماذا لا نكون نحن لهم كذلك؟
"أحب لأخيك ما تحب لنفسك "
# من باب المحبة أيضا توقير الكبير ومعرفة حقه ومقامه , فكلنا يحب أن ينزلنا الناس منازلنا وأن يوقرنا الأصغر منا
وكذلك يجب أن نكون للمسلمين نحن .. فكما نحب أن يكونوا لنا فلنكن لهم ..
# هذا الباب كبير جدا ,, و يتسع للكثير و الكثير و الكثير من المعاملات و الآداب ,, ولنضعه دائما نصب أعيننا ونحن نتعامل مع إخواننا المسلمين في كل المواقف .. ليزداد إيماننا إيمانا بإذن الله
محبتكم في الله
الشهيدة
حدث في مثل هذا اليوم " الثاني عشر من رمضان " :
*وفاة الإمام بن الجوزي عام597هـ/16 يونيو1200م إمام الحديث و الفقه واللغة و التفسير وصاحب التصانيف التي بلغت نحو ثلاثمائة مصنف من أبرزها ( المنتظم في تاريخ الملوك و الأمم ) و (صفوة الصفوة) و( أخبار الأذكياء ) وغيرها .
*بناء جامع ابن طولون في القاهرة عام265هـ/7مايو879م
*فتح أنطاكية عام666هـ/25مايو 1278م على يد الظاهر بيبرس وتقع في جنوب تركيا.