بعدما طرقت أبواب الأسواق الأوروبية بقوة
شركات التأمين تواجه الأزمة المالية برؤية غير واضحة
محمد العبد الله ـ الدمام
اكد خبير في صناعة التأمين انعكاس الازمة الائتمانية الامريكية على شركات التأمين في العالم العربي ومن ضمنها العاملة في المملكة، خصوصا ان الازمة التي كانت تحوم داخل اراضي الولايات المتحدة بدأت تأثيراتها تصل للاسواق الاوروبية، الامر الذي يسهم في امتداد الازمة للاسواق العالمية الاخرى وبالذات القطاع المالي "البنوك - شركات التأمين". وقال زياد القاسم "خبير تأمين" ان امتداد الازمة المالية للاسواق الاوروبية سيفاقم الازمة على المستوى الاقتصادي، بحيث ستصل لا محال للدول العربية وبالخصوص لشركات التأمين العاملة في الوطن العربي، مشيرا الى ان سوق التأمين العربية يتعامل مع شركات إعادة التأمين الاوروبية في الغالب، وبالتالي فان وصول الازمة المالية للاقتصاد الاوروبي وتأثيرها على شركات اعادة التأمين يمثل جرس انذار بالنسبة للكثير من شركات التأمين العربية مؤكدا، ان تأثيرات الازمة الائتمانية على البنوك جاء بشكل مباشر من خلال تراجع السيولة وانخفاض قيمة العملة وزيادة الطلب على الاستثمارات الآمنة "العقارات" والخروج من الاستثمارات ذات الخطورة العالية "الاسهم - السندات"، موضحا ان تأثير الازمة الائتمانية على شركات التأمين سيبدو اوضح مع دخول الاقتصاد الاوروبي في التباطؤ.
واوضح ان شركات التأمين العربية ستتلمس تداعيات الازمة الائتمانية في حال ظهرت بوادر عجز لدى العملاء في القدرة على دفع الاقساط المستحقة، خصوصا ان الشركات تقوم بتسويق وبيع خدمات التأمين، وبالتالي فإن عجز العملاء عن الدفع سواء بسبب انخفاض القيمة السوقية للاوراق النقدية الموجودة في الحزائن او بسبب صعوبة الاستيراد او صعوبة التصدير او عدم القدرة على تحصيل المبيعات، فهذه الملامح ستكون مؤشر بارزة في دخول الازمة بشكل مباشرة على شركات التأمين، مما يضعها في موقف صعب للغاية، مضيفا، ان الفترة الراهنة ما تزال غير واضحة بالنسبة للكثير من شركات التأمين بالنسبة لما يجب عمله خلال الفترة القادمة.
وذكر ان تحديد الفترة الزمنية لوصول الازمة بشكل مباشر لشركات التأمين ما يزال صعبا خلال الفترة الحالية، خصوصا في ظل غياب الرؤية الواضحة بالنسبة لحجم التأثيرات المباشرة على الشركات على الاقل حاليا.
واشار الى ان المخاوف التي تنتاب شركات التأمين متنوعة ومتفاوتة وغير محددة، خصوصا في ظل التخوف من قدرة الولايات المتحدة في تجاوز الازمة بالرغم من اقرار الكونجرس لخطة الانقاذ البالغة 700 مليار دولار.