المؤشر يكسر خط 6 آلاف نقطة ويقلص خسائره في الساعة الأخيرة
السوق يتفاعل مؤقتا مع تخفيض الفائدة.. والسيولة تتصارع على القيادية
تحليل: علي الدويحي
واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس طريقه في البحث عن قاع جديد كاسرا خط ستة آلاف نقطة ليسجل رقما جديدا عند مستوى 5696 نقطة، فاقدا ما يقارب 557 نقطة او ما يعادل 8% مع بداية افتتاح الجلسة، ومع نهاية الجلسة حاول تقليص خسائره لينهي تعاملاته على تراجع بمقدار 93.20 نقطة او ما يعادل 1.49% ويغلق عند مستوى 6160 نقطة وبحجم سيولة تجاوزت 7 مليارات ريال وكمية اسهم متداولة بلغت نحو 297 مليون سهم، وتراجعت اسعار اسهم 105 شركات وارتفعت اسعار اسهم 20 شركة وكان هذا الهبوط متوقعا خاصة مع هبوط اغلب اسواق الأسهم العالمية في جلساتها السابقة، فمن الواضح انه يتبع توجهات اسواق مالية اخرى، متأثرا كغيره بالازمة المالية التي تدور رحاها حاليا بين معظم الاسواق العالمية. ويبدو ان السوق السعودي اصبح بحاجة ماسة الى اعادة النظر في وضعيته حيث يحتاج الى رؤية منطقية بدعمه خلال الايام القادمة وعدم ترك المؤشر العام يتحرك بعشوائية، خصوصا اذا عرفنا ان ما يزيد على 90% من المتعاملين والمراقبين له يتابعون حركة المؤشر العام اكثر من تتبع اسعار اسهم الشركات، ولكن يجب ان يكون هذا التدخل مقرونا بالتفسير والتوضيح، وان يتم تحديد عمق ارتباط السوق المحلي على وجه الخصوص والقطاع المالي والمصرفي بشكل عام بالازمة الحالية، حتى نتمكن من التعامل بواقعية ونتجاوز هذه الازمة او على الاقل يتم التخفيف من آثارها وكذلك تتضح الصورة امام المستثمر الراغب في الاستمرار او الذي ينوي الدخول من جديد ليقوم ببناء قراراته وفق رؤية مستنده على منطقية وفلسفة استراتيجية واضحة.
اجمالا دخل السوق ومنذ استئناف التداول وبعد اجازة عيد الفطر المبارك مرحلة فقدان الثقة حيث افتتح على هبوط وبشكل عمودي على مدى الثلاثه الايام فلم يستجب للاخبار والتصريحات وكذلك النتائج الإيجابية الفصلية لعدد من الشركات المساهمة مما يعني ان السوق شهد تغيرا جذريا بعد الأوضاع الاقتصادية العالمية ولم تعد الاخبار المحلية ذات مفعول، فكما شاهدنا أمس تفاعل السوق مع الاخبار المتسربة عن تخفيض الفائدة في البنوك الأجنبية فمن الصعب التنبؤ بمستقبله على المدى اليومي ومن الصعوبة ايضا تقديم النصائح في ظل المتغيرات المتسارعة وخصوصا مع حالة الذعر التي اجتاحت اغلب الاسواق ان لم تكن معظمها، ومثال ذلك تباين حجم السيولة اليومية خلال الثلاثة الايام الماضية، فهناك عدة احتمالات ومنها ان هذه السيولة لم تكن سيولة شراء وانما هي سيولة بيع اسهم تم شراؤها عن طريق القروض والتسهيلات البنكية، يتم استرداد تلك السيولة بعد ان وصلت الى النسبة المحددة ويدعم هذا الاحتمال كميات العرض مقابل كمية الشراء في الشركات القيادية مع بداية الجلسة ويؤكدها لو تم تخفيض اسعار الفائدة من البنوك مستقبلا كما كان من الملاحظ ان هناك قوى مالية تتصارع على الأسهم القيادية وبالذات سهمي سابك والراجحي، مع ملاحظة ان الاغلاق على المدى اليومي جاء في المنطقة الايجابية ولكن ذلك يحتاج الى تأكيد خلال الثلاث الجلسات القادمة حيث تعرض وعلى مدى اربع جلسات سابقة لضغوط بيعية فمن الافضل الانتظار حتى تظهر بوادر ايجابية لعكس المسار الهابط الى مسار صاعد واستقرار السوق بتخفيف حدة تذبذب المؤشر بين دوراته الحادة هبوطا وصعودا وتوقف الشركات من تسجيل قيعان جديدة حتى تعود الثقة تدريجيا، وهذا الكلام موجه للمضارب الذي لا يجيد عمليات المضاربة السريعة وقراءة المؤشرات الفنية.