صواريخ أمريكا في النقب..!؟
طلال صالح بنان
نصبت الولايات المتحدة، في صحراء النقب، نظام دفاع صاروخي متقدم قادر على اعتراض أية صواريخ موجهة طويلة المدى، ليتكامل مع نظام إسرائيل الصاروخي المتطور من طراز أرو 2. هذا النظام الصاروخي الجديد قادر على رصد أي تحرك، ولو كان بحجم كرة البيسبول، على بعد 4700 كيلوم متر من إسرائيل.. ليتعامل مع أي هجوم صاروخي إيراني محتمل، خلال خمس دقائق ويدمره قبل أن يصل إسرائيل بمسافة تتجاو 2300 كيلو متر...!؟
تماماً كما تبرر واشنطن نشر نظامها الصاروخي الدفاعي في بعض دول أوربا الشرقية، بحجة مواجهة احتمال هجوم صاروخي عليها من قبل ما تسميه الدول المارقة.. أو من قبل القاعدة..!؟ لكن الاختلاف بين الحالتين: أن روسيا لم تقبل بفكرة نشر صواريخ أمريكية دفاعية تقليدية في أوربا الشرقية، وقد تجازف بالحرب للحيلولة دون نصبها، بينما هناك اتجاه في المنطقة بقبول ضمني للتفسير الإسرائيلي الأمريكي لنشر نظام الصواريخ الجديد في النقب، دون تبصر لخطورتها الناجزة على الأمن القومي العربي..!؟
استراتيجياً: لا يمكن تصنيف أي سلاح بأنه هجومي أو دفاعي بمجرد النظر إلى دليل الاستخدام المرفق معه. قد يبدو من الوهلة الأولى أن هذا النظام الصاروخي المتقدم الذي تنشره واشنطن في صحراء النقب دفاعي من أجل اعتراض أية صواريخ هجومية، قد تطلق من إيران، في أية مواجهة محتملة. لكن سرعان ما يتحول ما هو دفاعي إلى هجومي، إذا ما قاد السلاح الدفاعي إلى إحساس أكبر بالأمان لتبني استراتيجيات هجومية عدوانية.
إسرائيل ستشعر أنها أقوى وأقدر على استخدام آلتها العسكرية لخدمة أهداف سياستها العدوانية في المنطقة، وبالتبعية أهداف واشنطن، بفضل إمكانات الردع الهجومي الكامنة والمضافة في نظام الصواريخ المتقدم، هذا.
تطور خطير يحمل في طياته عوامل عدم استقرار مفزعة في منطقة غير مستقرة، أصلاً.. وتعاني من مشاكل جسيمة في توازنها الاستراتيجي.