السلام وأمن الخليج ومكافحة الإرهاب أبرز ملفات الجولة
سولانا : أوروبا تتعامل مع «النووي الإيراني» عبر الحوار والتمسك بالعقوبات
عهود مكرم - برلين
أكد خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية أهمية دور المملكة على صعيد السياسة العربية والدولية، كاشفا عن رغبة الاتحاد الاوروبي بتوسيع رقعة التعاون مع المملكة، التي تشكل مركز ثقل هام في استقرار منطقة الشرق الاوسط. وقال في حديث لعكاظ قبل بدء زيارة يقوم بها الى المملكة ضمن جولته الشرق أوسطية بعد غد الثلاثاء، قال ان الدول الأوروبية حريصة على تكثيف علاقاتها مع دول الخليج العربي، منوها بأن الأوضاع الدولية التي فرضت نفسها على الساحة تتطلب من الاتحاد الاوروبي تطوير وتكثيف قنوات الاتصال والتشاور مع شركائه وأصدقائه. وحول الملفات الرئيسية التي يحملها معه الى المنطقة قال سولانا إنه يحمل ملفات عدة تتعلق بالسلام في الشرق الأوسط والملف النووي الايراني والعلاقات الأوروبية الخليجية والمناخ والطاقة وملفا خاصا بمكافحة الإرهاب. وعن أمن الخليج ومستقبل العلاقات مع ايران في ظل الملف النووي الإيراني قال سولانا ان الاتحاد الاوروبي يوكل للدبلوماسية (ذات المسار المزدوج) أهمية كبيرة في أسس الحوار مع ايران، بمعنى مواصلة الحوار للتوصل الى وقف طهران تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وفي الوقت ذاته يظل التمسك بالعقوبات المفروضة عبر قرارات مجلس الأمن قائما، وذلك الى ان تنفذ ايران المطالب الدولية.
وأضاف أن للمملكة دورا لا يستهان به في عملية السلام، حيث مهدت للحوار الفلسطيني الفلسطيني عبر اتفاق مكة، الى جانب دورها في تهدئة الأوضاع في لبنان من خلال التوصل الى وفاق بين جميع أطرافه اضافة الى دورها القيادي في جميع الملفات العربية المتداولة على الساحة. وحول المقابلات التي سيجريها في الرياض قال سولانا انها ستتمحور حول التسوية الشاملة في الشرق الأوسط، لتحقيق السلام الشامل والعادل ومحاربة الإرهاب، مشيرا الى سعي الاتحاد الأوروبي للتعاون مع الرياض في الملفات السياسية.
وحول احتمالات انعقاد اجتماع للرباعية الدولية قريبا قال سولانا ان المرحلة القادمة ستتطلب تعاونا مباشرا مع الأطراف الرئيسية، حيث ستقوم الرباعية الدولية بدعوة مفوضين من السلطة الفلسطينية واسرائيل للمشاركة في اجتماعها القادم الذي سيعقد قبل نهاية هذا العام في الشرق الأوسط.
وفي ما يتعلق بزيارته الى دمشق أوضح سولانا أن العلاقات الأوروبية المتعثرة مع سوريا بدأت تنفرج نوعا ما منوها بأن الاتحاد الأوروبي له شروط خاصة للتعاون المستقبلي مع سوريا، موضحا أن هناك قنوات اتصال مع سوريا على ملفات مختلفة.
واعتبر سولانا أن التحول الحاصل على الساحة اللبنانية والسورية فيما يخص تطبيع العلاقات الدبلوماسية وفتح سفارات خطوة هامة، مشيرا الى أن الجانب الأوروبي يتوقع من دمشق أن تساهم بدور حول أزمة الدول الغربية مع إيران.
وفي شأن اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي العربي أوضح سولانا أنه يتوقع أن يتم التوقيع على الاتفاقية بين الطرفين في أقرب فرصة ممكنة، مشيرا الى ان أوروبا تتطلع الى هذه الخطوة، بعد توضيح بعض الملفات.
وقال ان الاتفاق بين الجانبين ليس تجاريا فقط وانما هو اتفاق متطور يشمل متطلبات العصر، من حيث التمسك واحترام المعاهدات الدولية منها معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله.