المستوطنون والجدار يحرمان الفلسطينيين من فرحة موسم القطاف
70 % من حقول الزيتون في الضفة تعرضت للحرق والقطع وطرد أصحابها
ردينة فارس- غزة
يستعد الفلسطينيون في الضفة الغربية في شهر أكتوبر من كل عام لموسم قطاف الزيتون، لكن منغصات الاحتلال تفسد عليهم فرحة جني موسمهم، الذي يمثل للفلاح الفلسطيني ثروته السنوية والتي تمثل نحو 20% من الدخل القومي للفلسطينيين. وأكدت منظمات حقوق الإنسان أن 70% من حقول الزيتون الفلسطينية الواقعة في مناطق محاذية للجدار والمستوطنات تعرضت إما للحرق أو القطع أو تعرض أصحابها للطرد. فيما أكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي غالباً ما يتحرك لحماية المستوطنين، وليس لحماية الفلسطينيين. ويتطلب الخروج لقطف الزيتون طلب الحصول على تصاريح إسرائيلية لدخول الفلاحين الفلسطينيين إلى حقولهم الواسعة الواقعة خلف الجدار التي تبلغ مساحتها 11 ألف دونم، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت منح 366 من سكان قرية نعلين التي تبعد نحو 17 كيلومتراً إلى شمال غربي مدينة جنين، تصاريح دخول إلى أراضيهم. فيما قيدت دخول الباقين بساعات وأيام محددة.
ورغم تضاؤل اعتماد الفلسطينيين على الزيتون في معيشتهم بسبب الطابع الموسمي لإنتاجه، فإنهم يسخّرون كل طاقاتهم له حين يحل الموسم، لما يشكله من مناسبة شديدة الخصوصية، حيث تخرج فيها العائلات إلى حقولها في تقليد اجتماعي متوارث يشبه مهرجاناً احتفالياً.
إلى ذلك فقد وجد أصحاب الزيتون في فلسطين أنفسهم هذا العام أمام احتمالات سيئة إما ان يكون الجدار عزل أرضهم، أو أن يكون المستوطنون منعوهم من الوصول إليها أو أضرموا النار فيها أو قطعوا أشجارها، أو أن ترفض السلطات الإسرائيلية منحهم تصاريح دخول إليها في حال وقوعها خلف الجدار. وفي هذا السياق حددت الحملة الوطنية لمقاومة الجدار، 110 مواقع وصفتها بالساخنة تتعرض إلى اعتداءات المستوطنين .
ووجهت المتضامنين الأجانب إلى تلك المواقع للمساهمة في توفير حماية للمزارعين من الجيش والمستوطنين. كما انبرت مؤسسات حقوقية إسرائيلية هذا العام للوقوف مع المزارعين الفلسطينيين أمام اعتداءات المستوطنين، فقام مركز «بتسيلم» بتوزيع كاميرات فيديو على مزارعين في المناطق القريبة من المستوطنات لتصوير الاعتداءات.