[سعود المسعودي]

المدربون يستغربون تنحيتهم .. والرؤساء يردون : أنتم جاهلون
«سعودة» التدريب في الأندية.. مسؤولية من ؟


عبدالله الثبيتي – مكة المكرمة
تعود قضية المدرب الوطني إلى الواجهة في كل مرة يفشل خلالها المدرب الأجنبي في اثبات وجوده لكنها هذه المرة صعدت بقوة الى السطح في ظل عدم وجود أي مدرب وطني يتولى الإشراف على أي من فرق الدوري الممتاز والذي يحمل اسم دوري المحترفين وسط اتهامات متبادلة بين المدربين الوطنيين ومسؤولي الأندية حول من يتحمل مسؤولية عزل الوطنيين ووضعهم على الرف .
مسؤولو الأندية يرون أن المدرب الوطني ينقصه الشيء الكثير من الامكانيات والخبرة واللغة وهو ليس كفء لتحمل مسؤولية تدريب الاندية الكبيرة ولابد من أن يطور نفسه من خلال دورات خارجية تستمر لأشهر وكسب لغة غير لغته العربية ..لكن المدربين الوطنيين يردون باتهام مسؤولي الاندية بالجهل الفني والاستسلام لتأثيرات الصحافة والجماهير مطالبين بتدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم لفرض المدرب الوطني بعقد كما يحدث مع المدرب الأجنبي لضمان حقوقه.
رسوب الأجنبي
في البداية يتحدث المدرب الوطني محمد الخراشي فيقول: القضية ليست «شحا» فلدينا ما يقارب 35 مدربا وطنيا يعملون في الأندية الممتازة ومؤهلون على أعلى مستوى وقد مارسوا كرة القدم على أرض الواقع ومتخصصون في التدريب في الحراسة واللياقة والتدريب العام ما نسبته 90% ويستطيعون تحقيق نتائج وبطولات, وبعضهم حقق البطولات عندما اتيحت له الفرصة مشيرا الى ان معظم رؤساء الأندية من كبار رجال المجتمع ورجال اعمال و لا يملكون خلفية رياضية كاملة عن البيئة الرياضية في الأندية السعودية ولم يسبق لهم أن مارسوا الكرة وحضورهم للملاعب محدود وهذا كله نتيجة مباشرة للاستعانة بالمدرب الأجنبي .
وأضاف أن الملعب مفتوح أمام الجميع والواقع يتحدث عن رسوب مذهل للمدربين الاجانب فما ان يتلقى الفريق في بداية الموسم هزيمتين حتى يتم عزله و اتهامه بأنه مدرب غيركفء مع انه يحتاج لعدة اشهر حتى يتكيف مع اجواء الكرة السعودية والبيئة بشكل عام.. فلماذا لا تتم الاستعانة بالمدرب الوطني المتعايش مع الكرة السعودية عن قرب وجاهز لتحمل المسؤولية ويستطيع التكيف مع ظروف الأندية لأنه أفنى عمره الرياضي فيها كلاعب كما أن المدرب الوطني نجح في اعداد مواهب شابة تعتمد عليها الاندية السعودية الآن وقد نجح مع مرتبة الشرف حينما اتيحت له الفرصة في تدريب المنتخبات الوطنية.
اجراءات حماية
المدرب بندر الجعيثن قال: مع الأسف الشديد رؤساء الأندية استسلموا لتأثير الصحافة والجماهير وبعض ما يسمى بأعضاء الشرف فهم بعيدون كل البعد عن الحقل الرياضي بتجاهل المدرب الوطني والاستعانة بالمدرب الاجنبي وفق شروط عقد باهظة ومكلفة لخزينة النادي ولا يحقق النتائج المرجوة في كثير من الأحيان ويتم الغاء عقده لكن الغريب أنه عندما يغادر الدوري السعودي تجد أندية سعودية أخرى تتسابق للتعاقد معه وربما بعقد أعلى من عقده السابق رغم علم ذلك النادي بفشله سابقا ويعرف أنه تم الغاء عقده لتدني نتائج الفريق رغم أن لدينا مدربين -وللأمانة- يتفوقون على المدرب الأجنبي وحينما سنحت لهم الفرصة أوصلوا فرقنا ومنتخباتنا الى منصات التتويج وانتصروا على فرق ومنتخبات بقيادة مدربين أجانب.
وطالب الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتدخل لحماية المدرب الوطني من خلال طرح فرص في الاندية السعودية تتيح للمدرب الوطني العمل وفق أسس علمية تكفل حقوقه لأن المدرب الوطني لديه امكانيات تفوق المدرب الأجنبي ولكنه يحتاج للفرصة التي حجبت عنه من مسؤولي الأندية بدون وجه حق.
المستقبل مجهول
المدرب ابراهيم تحسين رأى أن المشكلة ليست وليدة اليوم وظلت عالقة بدون حل فقد افرزت الساحة الرياضية السعودية جيلا من عمالقة الكرة السعودية في مرحلة سابقة مؤهلين تأهيلا علميا وفنيا على أعلى مستوى ومارسوا كرة القدم ولعدة سنوات على ارض الواقع تحت اشراف مدربين عالميين ونظرا لتجاهل الاندية لهم وعدم منحهم فرصة العمل المهني اختفوا تماما من الساحة الرياضية لأن الفرصة غير ممنوحة والعمل في الاندية السعودية بكل صراحة ووضوح غير آمن ..فالتمسك بالعمل الوظيفي أرحم من التفرغ المهني الفني للاندية فليس هناك عقد يضمن الحقوق المادية من مقدم عقد وشرط جزائي عند الغاء العقد فربما تتعاقد معك ادارة النادي اليوم وترفضك غدا فأين ستذهب بعد أن تفرغت وتركت عملك الوظيفي .
ويطالب تحسين الاندية بتطوير كادرها الاداري فهناك أشخاص يعملون في الاندية ليس لهم علاقة أساسا بالرياضة ويحتاجون الوقت لتطوير أنفسهم رياضيا قبل الحكم على المدرب الوطني ..فهذا المدرب ولد في الساحة الرياضية لاعبا ومارس كرة القدم وتعلم حتى وصل الى قمة العلم الرياضي لكن الفرصة حجبت عنه من قبل اشخاص لا يقدرون قيمته الرياضية.
سعودة الأندية
ويطالب المدرب عبدالرحمن الحمدان الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتدخل من خلال فرض المدرب الوطني على الأندية مثل فرض السعودة في القطاعات الخاصة ولابد من تواجد المدرب الوطني في الاجهزة الفنية متهما الاندية بأنها المتسبب الرئيسي في حجب الفرصة عن المدرب الوطني رغم أنه لا يقل امكانيات عن المدرب الاجنبي فقد كان لاعبا سابقا ثم بعد ذلك خضع لدورات تدريبية خارجية نال شهادات معترف بها مثل المدرب الاجنبي ولكن تكافؤ الفرص رجح كفة المدرب الأجنبي في الهيمنة على العمل الفني في الأندية السعودية حيث تصرف عليه الاندية ملايين الريالات ويفشل في منتصف الدوري ويتم الغاء عقده بتكلفة مالية باهظة ويجد فرصة أخرى ويقوم ناديه السابق بالتعاقد مع مدرب أجنبي دون أن يعطي الفرصة للمدرب الوطني لإصلاح ما أفسده «الخواجة» فلا يمكن أن ينجح المدرب السعودي في ظل هذا التجاهل الكبير من قبل الاندية والصحافة التي لم تعط المدرب الوطني حقه في اثبات وجوده وأنا اقولها بالفم الملآن لو اتيحت الفرصة والاجواء للمدرب الوطني بنفس الاجواء والفرصة والعقود للمدرب الاجنبي سوف يبدع ويصنع فرقا ويحقق بطولات.
سلب حقوق
ويسأل المدرب الوطني بالنهضة يوسف الغدير عن الامكانيات التي يتفوق بها المدرب الاجنبي على الوطني فنحن نمتلك شهادات تدريب من الاتحاد الآسيوي ومعترف بها من قبل اتحاد الفيفا وهي نفس الشهادات التي يمنحها الاتحاد الاوروبي للمدربين ولكن مع الاسف الشديد فإن مسؤولي الأندية السعودية هم السبب الرئيسي في سلب حقوق المدرب الوطني ومنحها بالكامل للأجنبي من عقد مميز يحمل بدل مقدم عقد وبدل سكن وشرطا جزائيا حينما يتم الاستغناء عنه فلماذا لا يحصل المدرب السعودي على نفس المميزات حينها نستطيع التفرغ لمهنة التدريب أما بالوضع الحالي فلا يمكن للمدرب الوطني أن يجازف بوظيفته للتفرغ للعمل بالاندية ونحن كمدربين نطالب الاتحاد السعودي بالتدخل لحمايتنا عبر عقود تكفل كامل حقوقنا ويتم فرضنا على الأندية من خلال ملف لكل مدرب يحتوي على سيرته المهنية منذ أن كان لاعبا والدورات التي حصل عليها.
الأمور بالتدرج
رؤساء الأندية كان لهم رأي آخر فيقول رئيس نادي الوحدة جمال تونسي: مع الأسف الشديد المدربون الوطنيون يعدون على أصابع اليد الواحدة وقد سبق وأن اعطيت لهم الفرصة فلم يحققوا أي شيء فهم يحتاجون الى دورات خارجية تدريبية لعدة اشهر وليس دورات قصيرة لأسابيع كما أنهم يحتاجون للغة بحيث يستفيدون من المدرب الأجنبي حينما تتاح فرصة العمل في النادي كمساعد مثلا حتى يكسب الخبرة الميدانية لانه لابد ان نأخذ الأمور بالتدرج لاننا كرؤساء أندية مطالبون بتحقيق نتائج ايجابية فليس لدينا الوقت لمنح الفرصة كتجربة لاننا نخسر أموالا طائلة على فرقنا بحثا عن النتائج فلذلك نلجأ للمدرب الأجنبي لأنه مؤهل ومستعد لاستلام المهمة الفنية لأن تاريخه وسجله يشفعان له بمنحه عقودا مالية باهظة ونتمنى أن يصل المدرب الوطني الى مستوى الاجنبي وحينها سوف نمنحه العقد الذي يتقاضاه الاجنبي ولكن بشرط أن يكون في مستوى الأجنبي ويحقق نتائج وبطولات ترضي عشاق النادي.
تطوير قدرات
ويتفق مع التونسي رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري في أن عدد المدربين الوطنيين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة وهو يقول إن الاندية لم تتجاهل المدرب الوطني بل هي تبحث عن الافضل الذي يستطيع ان يحقق لها نتائج تقودها الى منصات التتويج من خلال سجل حافل لمدرب يفرض نفسه على ادارة النادي. ويرى الدوسري أن المدرب الوطني يحتاج الى تطوير نفسه وهذا لا يعيب حينما نتحدث بهذه اللغة بل بحثا عن السبل الكفيلة لإيصاله الى مستوى وامكانيات المدرب الأجنبي وهو التسلح بشهادات عالية الجودة و الدورات المكثفة داخليا وخارجيا وحينما يصل الى درجة عالية من العلم المهني المتقن بكل تأكيد سوف يفرض نفسه على الساحة ويلغي دور المدرب الاجنبي في الاندية السعودية ويأخذ فرصته ونحن في ادارات الاندية سوف نكون سعداء حينما نرى على أرض الواقع تفوق المدرب الوطني على الأجنبي أما أن نستسلم للعاطفة ونقول هذا مدرب وطني نسلمه دفة الفريق الأول دون النظر في المصلحة العامة فهذا أمر غير جيد والنتائج التي قد تخالف هذا القرار في عملية تسليم المهام الفنية لكادر وطني وهو في الواقع أقل مهنية من الأجنبي وبدون شك سوف نلحق الضرر بالأندية .والمدرب الوطني مطالب بتطوير نفسه حتى يصل لقدرات المدرب الاجنبي.