سابك تتجه لإعادة تقييم الأسعار في ظل المتغيرات العالمية
الأسمدة الزراعية ترفع فاتورة التكلفة الإنتاجية للمنتجات الوطنية
محمد العبد الله ـ الدمام
قال مستثمرون زراعيون في المنطقة الشرقية، إن الحديث عن خفض سعر الأسمدة الكيماوية بدأ منذ منتصف سبتمبر الماضي، حيث أشارت بعض المعلومات إلى إقدام الشركة السعودية للصناعات الاساسية "سابك" على اتخاذ خطوة باتجاه إعادة تقييم الأسعار الحالية مع مطلع اكتوبر الحالي، بيد أن الأسعار لا تزال عند المستويات السابقة التي سجلت زيادة كبيرة مع نهاية الموسم الماضي، لذا سجل سعر اليوريا ارتفاعا كبيرا بنسبة 73% مقارنة مع الأسعار السابقة، فيما بلغت نسبة الزيادة في المركبات 70%.
وأوضح علي المرهون (مستثمر) أن الميزانية المرصودة للموسم الزراعي الحالي كبيرة مقارنة مع ميزانية الموسم الماضي، خصوصا أن أسعار الأسمدة في العام الماضي لم تسجل زيادة سوى في نهاية الموسم، بينما الوضع في الموسم الحالي مختلف تماما، مشيرا إلى أن بعض المزارعين وضع ميزانية تتجاوز الميزانية السابقة بحوالى 2 - 3 أضعاف، فإذا كانت الميزانية في الموسم الماضي تبلغ 200 ألف ريال فإن الموسم الحالي الميزانية لن تقل عن 600 ألف ريال تقريبا، مؤكدا أن الموسم الزراعي الذي بدأ مطلع سبتمبر الماضي استنزف ميزانية كبيرة، جراء أسعار الأسمدة المرتفعة، إذ وصل سعر اليوريا إلى 150 ريالا للكيس 50 كغم مقابل 40 ريالا في الموسم الماضي، فيما وصل سعر المركبات الى 250 ريالا للكيس 25 كغم مقابل 80 ريالا سابقا، بينما وصل سعر البوتاسيوم 400 ريال للكيس 25 كغم مقابل 60 ريالا سابقا.
واعتبر حسين الحمود (مستثمر) أن استمرار الأسعار الحالية يدخل المزارعين في مشاكل كبيرة، خصوصا أن أسعار المنتجات الزراعية المحلية تباع بأسعار زهيدة للغاية، بسبب الوفرة الكبيرة في المنتج خلال الموسم الزراعي، ما يعني أن أسعار البيع لا تغطي التكاليف الإنتاجية الكبيرة، مشيرا إلى أن الكثير من المزارعين يتخوف من الأسعار مع بدء تسويق المنتج مطلع ديسمبر المقبل، حيث سجلت تكلفة الزراعية للدونم زيادة كبيرة خلال الموسم الزراعي الحالي، فإذا كانت التكلفة في المواسم السابقة لا تتجاوز 20 ألف ريال فإن التكلفة في الموسم الزراعي الحالي ستتجاوز حاجز 50 ألف ريال تقريبا، وبالتالي فإن إجراء تعديلات جوهرية في أسعار الأسمدة الزراعية سينقذ المزارعين من الموقف الصعب الذي وجدوا أنفسهم فيه بعد قرار شركة سابك زيادة الأسعار بمستويات غير مسبوقة في نهاية الموسم الماضي، موضحا أن مسلسل الارتفاعات لم يقتصر على الأسمدة الزراعية بل شمل كذلك عبوات الفلين، حيث ارتفع سعر العبوة إلى 150 هللة مقابل 80 هللة بنسبة 88% وكذلك سعر البلاستيك المستخدم في البيوت المحمية، حيث سجل زيادة بنسبة 100% ليصل إلى 700 ريال مقابل 350 ريالا سابقا.
وأوضح الدكتور حسن محمد (متعامل) أن المؤشرات الحالية توحي باتجاه قوي لدى سابك إلى إجراء تعديلات كبيرة في أسعار الأسمدة الزراعية، خصوصا في ظل المتغيرات الكبيرة الحاصلة في العالم التي انعكست بصورة مباشرة على مستويات أسعار الأسمدة الزراعية في الأسواق العالمية، وبالتالي فإن الأسواق المحلية على موعد مع إعادة الأسعار مجددا إلى المستويات السابقة أو القريبة منها، الامر الذي يشكل انفراجة كبيرة للشركات الزراعية العاملة في المملكة، التي تواجه مصاعب مالية كبيرة بسبب الارتفاع القياسي لأسعار الأسمدة الزراعية.