بسبب تصريحاته ضد غزو العراق .. السفير مقصود
70 % من العرب والمسلمين في أمريكا يؤيدون المرشح الديمقراطي
محمد المداح- واشنطن
أكد د. كلوفيس مقصود سفير الجامعة العربية الأسبق لدى الأمم المتحدة ورئيس مركز دراسات عالم الجنوب بالجامعة الأمريكية في واشنطن ان 70% من العرب والمسلمين في أمريكا سوف يصوتون لصالح المرشح الديمقراطي أوباما، وذلك بسبب تصريحاته التي أدان فيها غزو العراق. وأضاف مقصود في حديث لعكاظ ان الصوت العربي والمسلم أصبح أكثر ميلا إلى أوباما، الذي لم يتنكر لكون والده كان مسلما، وهو ما زاد من إعجاب العرب والمسلمين به. رغم ان ذلك لم يدخل في حسابات التعبئة العربية الأمريكية والتعبئة الإسلامية الأمريكية لصالحه. ويضيف أن النقطة الأخرى التي تدعم أوباما من قبل العرب هي تمسكهم بالقضايا المصيرية ورغبتهم برؤية شخص يكون أكثر انفتاحا على الحوار وليس على الإملاء مثل ما تقوم به إدارة بوش موضحا ان برنامج أوباما الذي أصبح برنامج التغيير الشامل ليس فقط تغييرا اجتماعيا واقتصاديا ولكنه تغيير في نمط الانفتاح على الدول ونمط الحوار والتركيز على الحوار . وقال إذا ما نجح أوباما فإنه سيحاول الانفتاح بدلا من الإملاء. مشيرا الى ان برنامجه منفتح على الأجيال الجديدة التي استطاعت للمرة الأولى عمل اختراق كبير حول الخريطة البشرية الجغرافية للولايات المتحدة كمستقبل واعد. وحول طريقة التعاطي مع الأزمة المالية قال ان أوباما عالجها بتأن وبدون انفعال وبدون دراما في حين أن خصمه ماكين تصرف بشكل ارتجالي في كثير من الأحيان، وأكبر دليل على ذلك أن الأمريكيين بدأوا يفقدون الثقة في شخص ماكين رغم ما يتمتع به من احترام وما له من رصيد كبير في الوطنية باعتبار أنه خدم كجندي أمريكي في فيتنام.
ويرى أن اختيار ماكين لحاكمة ولاية آلاسكا سارة بالين كنائبة له قد أثار القاعدة الشديدة اليمينية في الولايات المتحدة وكذلك المحافظين الجدد والإنجيليين المتصهينين أو المتشددين، كما اعتبر هذا الاختيار مأساة حتى في داخل الحزب الجمهوري وقد قيل بأنه اختيار غير موفق ودليل على نقص الحكمة من جانب ماكين فى اتخاذ القرارات.
وحول دور المؤسسات العربية والاسلامية الأمريكية في هذه الانتخابات يقول كان هناك تردد في البداية بأن كلا المرشحين أوباما وماكين مثل بعضهما لأن المقياس بالنسبة للعرب الأمريكيين كان لحد كبير هو مقياس المساندة بالنسبة لإسرائيل حتى وصل لحد المزايدة فيما بين المرشحين أمام مؤتمر الإيباك الأخير، لكن عندما أدرك العرب الأمريكيون أن قضية العراق كانت مهمة في التناغم مع حملة أوباما، تم تحويل الميل الانتخابي باتجاه أوباما.
ولفت السفير السابق الى انه كان هناك نوع من التخوف في صفوف الحزب الديمقراطي بأن أوباما ونظرا لجذوره الافريقية فقد يكون من الصعب التصويت له، غير أن الحماس الذي أظهرته السيناتور كلينتون وزوجها الرئيس السابق لتأييد أوباما كدليل على التزامهما بمبادئ الحزب الديمقراطي أكثر من محبتهما لأوباما قد أغلق الباب على أي فكرة للانقسام في صفوف الحزب،موضحا أن هناك حملات شرسة ضد أوباما تتهمه تارة بالإرهاب وتارة بأنه غير مهيأ لقضايا الأمن القومي ولكن جاء كولن باول وأطلق دعما مدويا لأوباما بقوة من رجل في الحزب الجمهوري من المفترض أنه يتنبى سياسات بوش وماكين ولكنه دعم حملة أوباما بكل قوة .