[سعود المسعودي]

الهجوم رسالة للناخب الأمريكي في توقيت سيئ


فتحي عطوة - القاهرة
هجوم المروحيات الأمريكية على منطقة البوكمال الحدودية مع العراق داخل سوريا، جاء في توقيت سيئ، ولكنه يرمي الى التأكيد للناخب الامريكي من قبل إدارة بوش الجمهورية بأن الحرب على الإرهاب مستمرة، وذلك بعد الانتقادات التي وجهت مؤخرا للسياسة الأمريكية، ولذلك جاء تأكيدا لمصدر عسكري أمريكي أن العملية تستهدف وفق ما سماه شبكة تابعة لتنظيم القاعدة على صلة بعملياتِ نقل لمقاتلين أجانب إلى العراق عبر سوريا. وبالنظر إلى خطورة هذا الهجوم على سيادة دولة مستقلة وذات سيادة، فإن العلاقة بين الإدارة الأمريكية وسوريا اتخذت منحى سلبيا خلال الشهور الماضية، ورددت الإدارة الأمريكية مزاعم قامت سوريا بنفيها ، وهي أن سوريا ضالعة في مساندة الإرهاب داخل العراق، واشتكت في السابق من أن سورية هي نقطة العبور الرئيسية للمسلحين
الأجانب إلى العراق، كما اتهمتها بأنها ضالعة في أنشطة نووية بمساعدة كوريا الشمالية، لكن سوريا نفت ذلك وأكدت ان هناك قوات عسكرية سورية على طول الخط الحدودي مع العراق البالغ 650 كم مهمتها منع التسلل والتهريب بين البلدين. وكانت الإدارة الأمريكية قد اتخذت موقفا سلبيا من الغارة الإسرائيلية على دير الزور في سبتمبر 2007 ، حين قال مسؤولون امريكيون وغربيون انها تأتي من مخاوف عسكرية اسرائيلية بأن دمشق تسعى لامتلاك أسلحة نووية او اختبار الدفاعات الجوية الجديدة لسوريا او منع وصول الاسلحة الايرانية لحزب الله في لبنان.على أية حال فإن توقيت هذه الغارة يثير التساؤل، خصوصا وان العديد من الخبراء والمراقبين يعتبرونه غير مناسب، لأنه يقضي على الجهود الأخيرة المبذولة لإحياء التنسيق والتعاون بين دمشق وواشنطن حيال قضايا الأمن والسلام في المنطقة، كما وأنه يتزامن مع قرب نهاية رئاسة جورج بوش وفي وقت يسعى فيه العديد من حلفاء واشنطن الأوروبيين كالفرنسيين والبريطانيين إلى تطوير علاقاتهم بدمشق.