مدعوما بالتطمينات الحكومية وخطوات بناء الثقة
الأسهم السعودية تعاكس الأسواق العالمية والمؤشر يكسب 5.31% بسيولة 7.8 مليارات
تحليل: علي الدويحي
تنفس المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس الثلاثاء الصعداء، مدعوما بالخطوات الحكومية الأخيرة التي ترمي إلى بناء جدار من الثقة بين المتعاملين والسوق بعد سلسلة من الهبوط وكان آخرها على مدى أربعة أيام سابقة، فقد خلالها المؤشر ما يقارب 1180 نقطة، وجاءت تعاملات أمس معاكسة لتوجه أغلب الأسواق الأوروبية والأمريكية. وأثبتت السوق أن خسائرها في اليومين الأخيرين بالذات تعود لعوامل نفسية أكثر منها مالية. من الناحية الفنية جاء الإغلاق في المنطقة الإيجابية نوعا ما على المدى اليومي، إذ تجاوز خط 5627 نقطة، ومن الأفضل أن لا يكسر اليوم خط 5496 نقطة في حالة الهبوط وأن يكون الإغلاق أعلى من 6160 نقطة كإغلاق أسبوعي ويومي، وشهد السوق أمس الثلاثاء ارتدادا أقرب للمضاربين عن طريق القطاع المصرفي، فمن علامات الارتداد الحقيقي ثبات المؤشر العام بين مستويات معينة والمرور بفترة تذبذب ضيق وممل لفترة طويلة وهذا يمكن حدوثه مستقبلا مصحوبة بارتفاع كمية الأسهم المنفذة حيث لم يثبت جديته من عدمها حتى نهاية الجلسة مع ملاحظة أنه دخل أمس سيولة استثمارية وفي أسهم محددة ومنتقاة، ولكنه مازال ينتظر لمعطيات الثلاثة الأيام القادمة مع ملاحظة أنه مازال يقع داخل قناة هابطة رئيسيه تتخللها مسارات صاعدة وأخرى هابطة تصنعها الأخبار في المقام الأول لتأتي العوامل الأخرى مثل السيولة والحالة النفسية والفنية والأسعار ومكررات الأرباح مكملة لها، حيث تزامن مرور السوق في منطقة تصحيح سابق وذلك في شهر مايو 2004م التي تعتبر الانطلاقة الفعلية للسوق السعودية حيث شهد من عندها دخول أعداد كبيرة من صغار المتعاملين بهدف المتاجرة وقد أشرنا إليه في تحليلات سابقة ليتلقى أمس جملة من الأخبار الإيجابية جاءت متزامنة مع تصحيح مايو 2004م وفي مقدمتها التصريحات التطمينية لمحافظ (ساما) إلى جانب مسايرته للأسواق العالمية، ليتمكن من الدخول في مسار صاعد لم يتم تحديد قمته ولكنه يبقى ارتدادا أقرب للمضاربين وتم تحديد هدف المسار الحالي عند مستوى 5905 نقاط ليس بالضرورة تحقيقها، ومن المآخذ على المؤشر العام أنه مازال يبالغ في الصعود كما يبالغ في الهبوط وهذا يتنافى مع طبيعة السيولة الاستثمارية التي تبحث عن تحرك منطقي للمؤشرات سواء في الصعود أو الهبوط.
إجمالا تصادف تعاملات اليوم الأربعاء إغلاقا شهريا مع آخر أسبوعي، فلذلك كل الاحتمالات واردة حيث تحاول صناديق البنوك الاستثمارية تحسين صورتها أمام العملاء كما أن صغار المتعاملين يحاولون توفير سيوله تحسبا لصدور أي أخبار خلال الإجازة الأسبوعية، وقد ركزت السوق أمس على الشركات الكبيرة ذات التذبذب المرتفع وبكميات عالية، حيث اتنهج السوق أسلوب بيع ما تم شراؤه أمس ومن المنتظر أن يكون بنهاية تداول اليوم آخر موعد أحقية أرباح المساهمين لسهم الاتصالات.
وقد افتتحت السوق جلسته على ارتفاع بمقدار 85 نقطة مدعوما بالأخبار المحلية الإيجابية وتماشيا مع توجه الأسواق المالية العالمية في بداية افتتاحها وصاحب هذا الارتفاع افتتاح أسعار بعض الشركات على فجوة سعرية لأعلى، عاد المؤشر العام وأغلق ارتفاع تلك الفجوة ولكن بعض الشركات لم تعد لإغلاقها، وقد أنهى تعاملاته اليومية على ارتفاع بمقدار 283 نقطة أو ما يعادل 5.31% ليقف عند مستوى 5621 نقطه بعد أن شهد تذبذبا في نطاق 355 نقطة وبحجم سيولة تجاوزت 7.8 مليارات ريال وكمية أسهم منفذة بلغت نحو 392 مليون سهم جاءت موزعة على 200 ألف صفقة وارتفعت أسعار أسهم 121 شركة وتراجعت أسعار أسهم ثلاث شركات: سامبا وإسمنت العربية واللجين.
في ما يتعلق بأخبار الشركات نفت شركة الرياض للتعمير صحة ما نسب إليها من أن المؤسسة العامة للتقاعد أبرمت (4) عقود لتنفيذ (4) مجمعات في مركز الملك عبدالله المالي، وفوز شركة الرياض للتعمير بتنفيذ أحد العقود، وعليه فإن شركة الرياض للتعمير تؤكد (في ما يخصها) أن هذا الخبر عار من الصحة.