[سعود المسعودي]

تباينت آراؤهم حول انعكاساتها على الأسعار
المختصون: المشاريع التطويرية الكبرى تنعش السوق العقاري وتوفر المزيد من فرص العمل

نصير المغامسي ـ جدة
تباينت آراء المختصين حول انعكاسات المشاريع التطويرية العقارية الكبرى بمنطقة مكة المكرمة على مستويات الأسعار، وأكد البعض أن أسعار الأراضي السكنية ستشهد المزيد من الارتفاع بسبب زيادة الطلب عليها من قبل أصحاب الأملاك المنزوعة لصالح المشاريع التطويرية فيما يرى البعض أن تنفيذ مشروعات بهذه الضخامة سيوفر معروضا كبيرا في السوق العقاري يحد من ارتفاع الأسعار، واتفقوا على أن هذه المشروعات التطويرية التنموية ستكون لها دلالتها الحضارية، وتأثيرها على سوق العقار في المنطقة. المطور العقاري عبدالمنعم مراد أكد أن المشروعات التطويرية القادمة والمعلن عنها ستشكل فكرا وأسلوبا جديدا في إدارة النشاط العقاري من حيث البيع والشراء وسن الأنظمة العقارية التي تتواءم مع المرحلة القادمة، مبينا أن المكاتب العقارية الحالية لن يكون باستطاعتها التعامل مع إدارة أو تسويق مثل هذه المشروعات المتسمة بضخامتها المادية والعقارية، التي سيكون لها تأثيرها المباشر على نشاط الاستثمار العقاري بشكله العام، وستسهم في خفض أسعار العقارات بعد زيادة عدد المعروض منها، إضافة إلى ذلك أنها ستساعد في إيجاد فرص العمل، وإيجاد بيئة اجتماعية صحية تتوفر بها كافة المقومات التي يحتاجها المواطن.
وأردف قائلا: ستكون هناك بلا شك حركة انتقال لسكان المناطق التي سيشملها التطوير، وستكون هناك حركة كثيفة في عمليات البيع والشراء والإيجار.
تعويض للأملاك المنزوعة
أما المثمن العقاري بغرفة جدة عبدالله الأحمري فقال إن ميزانيات هذه المشروعات التطويرية، التي تتضمن تعويضات أصحاب العقارات المنزوعة، سيكون لها بلا شك تأثيرها الكبير على نشاط سوق العقار في المنطقة، إلا أن حركة انتقال السكان أصحاب الأملاك المنزوعة في مناطق التطوير ستشكل عبئا على باقي الأحياء والمرافق، ولذا أرى أن الأجدى هو إيجاد منازل بديلة في أحياء مخصصة لأصحاب الأملاك المنزوعة، حتى لا نقع في هذه الإشكالية التي ستظهر دون أدنى شك مع البدء في نزع الملكيات والشروع في تنفيد المشروعات التطويرية، ويضيف: مشروعات التطوير والمعلن عنها ستشمل مساحات شاسعة كانت ولاتزال مأهولة بالسكان، فبالإضافة إلى أنهم سيشكلون عبئا على المرافق والخدمات في الأحياء الأخرى، سيواجهون ارتفاع أسعار العقارات التي ستنجم عن مشروعات التطوير تلك، وسيأخذ ارتفاع الأسعار دورة زمنية ما تلبث أن تعاود للاستقرار، لذا أرى ضرورة الأخذ في الحسبان إعطاء التعويض الملائم مع إيجاد البديل السكني لذوي الأملاك المنزوعة.
وأكد عضو الغرفة التجارية عوض الدوسي حدوث متغيرات عديدة مع قيام المشروعات العقارية الضخمة، في مقدمتها المتغيرات الاجتماعية، المتمثلة في حركة سكانية جديدة تنطلق من المناطق التي سيتم بها تنفيذ مشروعات التطوير، حيث ستزداد نسبة الكثافة السكانية في الأحياء التي تتوفر بها أكثر المرافق والخدمات، ثم لا تلبث أن تكون الحركة السكانية "معاكسة" نحو المناطق التي تم تطويرها والتي غالبا ما تكون في وسط البلد، أما عن تأثير ذلك على أسعار العقار، فأجد -والحديث للدوسي- أن تنفيذ المشروعات العقارية الضخمة سيكون على حساب كثير من المخططات الإسكانية لاسيما تلك التي تقع في أطراف المدينة والتي وصلت مؤخرا إلى مستويات قياسية، فتنفيذ مشروعات عقارية بهذه الضخامة وفي قلب المدن سيكون قبلة لمعظم المواطنين ورجال الأعمال، وسيوفر معروضا كبيرا في سوق العقار وسيحد من ارتفاع الأسعار غير المبرر لكثير من العقارات.. مطالبا أصحاب العقارات المنزوعة في مشروعات التطوير الدخول كمساهمين فيها بدلا من استلام قيمة عقاراتهم. ويرى عبدالله البلوي شيخ طائفة العقاريين أن مثل هذه المشروعات من شأنها إيجاد نقلة عقارية حضارية للمنطقة، وزيادة فرص الاستفادة من المساحات والمسطحات العقارية وانتعاش حركة السوق العقاري التي ستسفر عن تنقل عشرات الآلاف من سكان المناطق العشوائية نحو مناطق أكثر تطورا، وأضاف: هناك حركة قادمة سيشهدها سوق العقار جراء انتقال سكان المناطق العشوائية إلى مناطق أخرى، وبالتالي ستكون هناك أسعار جديدة في السوق العقاري بحسب حركة التنقل وبحسب الأحياء التي تتوفر بها المرافق والخدمات.
أما المستثمر العقاري سعد النفجان فقال: سوق العقار يعاني حالة من الكساد بسبب ارتفاع الأسعار، فلا يمكن للفرد شراء أرض سكنية ناهيك عن أن تكون تجارية، ولذا أجد أن تنفيذ مثل هذه المشروعات التطويرية سيسهم في زيادة الأسعار العقارية، في مقابل توفير الوحدات السكنية التي ينشدها المواطن.. سواء بالتملك أو بالإيجار، حيث إن الزيادة في الأسعار ستصحبها زيادة في المعروض العقاري، ما تلبث أن تدفع بالأسعار للاستقرار مع مرور الوقت.
يذكر أن من أبرز المشاريع التطويرية التي تشهدها منطقة مكة المكرمة في المرحلة القادمة هي برج المملكة ومشروع تطوير منطقة وسط جدة ومشروع تطوير قصر خزام، ومشروع المدينة الاقتصادية، وباب جدة، ومشروع برج دبي.. إضافة لمشروع أبراج مكاتب كورنيش جدة، ومشروع الأندلسية، ومشروع لمار، إلى جانب مشروع درب الخليل، وجبل عمر.