مدير معهد السلام السابق في واشنطن:
انتخاب أول رئيس أمريكي أسود إيجابي لصورتنا في العالم
محمد المداح - واشنطن
رأى السفير ستيف جرياني المدير السابق لمعهد السلام في واشنطن أنه من مصلحة الأمريكان انتخاب المرشح الديمقراطي باراك أوباما لأن انتخابه كأول رئيس أمريكي أسود، سيُـحسن تلقائيا وبشكل كبير من صورة الولايات المتحدة، بالنظر إلى أنها أمة استعبدت الرّقيق من السُّـود في الماضي. وأشار في حديث لعكاظ إلى أن جميع استطلاعات الرأي العام تشير إلى أن أوباما سيكون أول رئيس أمريكي يدخل البيت الأبيض، وهذا يعيد للأذهان كيف ان الأمريكيين انتخبوا في السّـابق أول رئيس كاثوليكي، هو الرئيس جون كينيدي. وقال إن فوز أوباما، سيشكل أول تغيير في العلاقة ما بين الحكومة وقـوى السوق، حيث سيفرض الديمقراطيون الكثير من الضوابط، خاصة بعد زيادة العجز المالي إلى مستويات قياسية خلال فترتَـيْ رئاسة بوش. وحول السياسة الخارجية للولايات المتحدة، يرى السفير جريانى أن فوز أوباما سيحمِـل في طيَّـاته تغيّـرات أساسية في التّـعاطي الأمريكي مع العالم، فهو مستعدّ للحوار مع خُـصوم الولايات المتحدة ولا يؤمن بالحروب الاستباقية، بل يؤمن بأهمية التعاون الدولي والاعتماد على الدبلوماسية المباشرة والدبلوماسية الجماعية من خلال المجتمع الدولي، وهو ما يفسِّـر تطلع شعوب العالم إلى نجاح أوباما، الذي تجمّـع حوله مائتا ألف مواطن ألماني في برلين في الربيع الماضي، أما فيما يتعلّـق بالصـراع العربي الإسرائيلي تحديدا فيرى أن أجواء الحملة الانتخابية والسّـعي لأصوات الناخبين اليهود الأمريكيين، فرضت تنافسا من المرشّـحين على الالتزام بأمْـن إسرائيل وعدم الضّـغط عليها فيما يمَـس أمنها، ولكن أوباما أقرب إلى الالتزام بمبادِئ الحرية والعدْل وتلقِّـي النّـصح والإرشاد من بريجنسكي، المستشار الأسبق للأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس كارتر، ومن منسق عملية السلام السابق دينيس روس حول ضرورة العمل بجِـدّ ونشاط لتسوية الصِّـراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأشار «أما ماكين فيتبنّى وِجهات نظر المحافظين الجُـدد التي تروِّج لفِـكرة السلام مقابل السلام، وليس مقابل الأرض، كما أنه متحفز للضـرب بيَـد من حديد على ما يُـسميه الأصولية، التي يراها تهديدا رئيسيا للأمن القومي الأمريكي، وبالتالي، يستبعد التّـفاوض مع حركات إسلامية، مثل حماس أو حزب الله أو حتى دول مثل إيران.
ويرى السفير جرياني أن هناك فارقا أساسيا بين ماكين وأوباما فيما يتعلق بالعراق، فبينما سيُـواصل ماكين الوجود العسكري الأمريكي في العراق إلى أجل غير مسمّـى تحت مبرّر «تحقيق الانتصار»، ينوي أوباما تحقيق انسِـحاب تدريجي وِفق جدوَل زمني وهو بذلك يتبنى وجهة النظر العراقية والدولية في هذا الشأن.