قضية العراق بدأت ساخنة ثم توارت وراء الأزمة المالية العالمية
فتحي عطوة -القاهرة
عندما بدأت الانتخابات في المراحل الأولى كان العراق أحد الموضوعات الساخنة على ساحة الجدل بين المرشحين الأمريكيين . وكان هذا طبيعيا فقد كانت الحرب في العراق قضية كبرى في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس عام 2006 حين انتزع الديمقراطيون الهيمنة على مجلسيه من الجمهوريين.
فقد اتخذ أوباما موقفا معارضا للحرب منذ البداية ووعد بتغييرات هيكلية في السياسة الخارجية الأمريكية ، وانسحاب القوات الأمريكية من العراق في حين أيد ماكين الحرب على العراق معتبرا أن الولايات المتحدة تحقق انتصارات هناك. وخلال الحملات الانتخابية وعد المرشح الديموقراطي أوباما بانتهاج خط جديد في السياسة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك سحب القوات الأمريكية من العراق وإغلاق معتقل جوانتانامو. وخلال مناظرتهما الثانية في 8 أكتوبر الماضي اختلف الاثنان مجددا على مواقف سابقة بشأن الحرب التي أيدها ماكين منذ البداية وعارضها أوباما من اليوم الاول حين أصبح سناتورا لولاية ايلينوي عام 2004.
وأعلن ماكين خلال المناظرة أن الحرب في العراق أديرت بشكل سيئ في البداية، غير أن الولايات المتحدة بدأت تنتصر الآن، واستطرد ماكين قائلاً: "إلا أن السيناتور أوباما يرفض الإقرار بأننا ننتصر في العراق."ورد عليه المرشح الديمقراطي "ذلك ليس صحيحا ، وهاجم أوباما خصمه بالقول إنه (ماكين) كان مخطئاً بشأن الحرب في البداية، مضيفاً أن سيناتور أريزونا فشل في توقع الانتفاضة ضد القوات الأمريكية وتفجر العنف الطائفي في العراق.
ولكن في المراحل النهائية من الانتخابات توارت قضية العراق عن الانظار بدرجة كبيرة.
ويقول محللون ان هذا يرجع الى ثلاثة عوامل رئيسية.. تحول انتباه الرأي العام إلى الازمة الاقتصادية العالمية وانهيار الاسواق وتراجع العنف في العراق وتقلص الاختلاف في وجهة النظر الخاصة بقضية العراق بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري.