كشف عن عقوبات غير مسبوقة
رئيس لجنة الحكام: لا نجامل لأن الكارثة ستقع على رؤوسنا
سامي المغامسي -المدينة المنورة
اعتبر منصور الأحمري رئيس لجنة الحكام وعضو اللجنة الفنية في الاتحاد الآسيوي لكرة السلة أن اللجنة لا تجامل أندية على حساب أخرى، ورد على الانتقادات الموجهة لجهاز التحكيم، فاعترف أولا بوجود أخطاء، لكنه رفض أن تكون تلك الأخطاء ساهمت بتغيير نتيجة مباراة معينة. مشيراً إلى أن اللجنة تعاني من مشكلة عدم وجود رغبة للالتحاق بسلك التحكيم، حيث أن غالبية الدورات التي تقيمها لا تشهد سوى مشاركة اثنين أو ثلاثة. وكشف عن أن اللجنة اتخذت عقوبات بحق عدد من الحكام، لم يشهدها تاريخ اللعبة، لكنه رفض الإعلان عن تلك العقوبات أو أصحابها، حفاظا على نفسية الحكام، مبدياً رغبته بوجود جيل جديد من الحكام، يتسلم المهمة من الجيل السابق، الذي وصفه بالقيادي.
نعترف بالخطأ
كيف ترد على الانتقادات الموجهة للتحكيم، بسبب الأخطاء التي وقعت في بعض المباريات؟
- نعم هناك أخطاء تحكيمية في بعض المباريات، ونبحث عن تطوير مستوى الحكام والوصول بهم الى الهدف الذي يبحث عنه اتحاد السلة، ولكن هذا يحتاج إلى جهد مضاعف، لأن المستويات الفنية بين الحكام متفاوتة، ونحن نتقبل النقد، ولا شك أن اتساع رقعة المملكة، ووجود عدد كبير من المباريات على جميع المستويات، يحتاج لعمل كبير، لكون معظم المباريات تلعب نهاية الأسبوع، ونحن نرسل جميع التقارير والملاحظات على الحكم عبر بريده الالكتروني أو الفاكس، وهذا أسلوب مثالي في متابعة الحكام.
وهل هناك مباريات تأثرت نتيجتها بسبب الأخطاء؟
- نعمل على أن لا يكون للتحكيم تأثير مباشر على تغيير نتيجة مباراة، ومن خلال مراقبتي لعدد كبير من المباريات الهامة سواء في الدوري أو البطولات المجمعة لم أشاهد أخطاء أثرت بشكل مباشر على نتيجة مباراة، وقد تجرفنا الانفعالات إلى احتجاجات غير منطقية ومشكلة كرة السلة، عدم وجود تعادل بها، ومع ذلك هل أقول أننا راضون عن التحكيم 100% أقول لا.
ما هي طبيعة العقوبات التي تفرض على الحكام، وهل تعرض أي منهم للإيقاف؟
- عقوباتنا غير معلنة لنواح نفسية، أما بالنسبة للايقافات، فنحن أوقفنا ستة حكام بسبب خطأ في التسجيل وخمسة آخرين في إحدى المباريات، لعدم التأكد من تجديد بطاقة لاعب، كما أبعدنا عددا من الحكام عن البطولات والمباريات لأول مرة في تاريخ اللعبة، وكل هذا يؤكد أننا لا نقبل الضرر على الأندية، ومع ذلك استمر عدم الرضى..
رغبة مفقودة
تفتقر بعض المناطق لوجود الحكام على عكس مناطق اخرى، فكيف تنظر للأمر؟
- لا تهمنا الجغرافية، إنما إيجاد حكام بارزين لديهم المقومات التي نستطيع صقلها، ومع ذلك نعاني من وجود جفاف في الحكام، والمشكلة تكمن في عدم الرغبة في الالتحاق بسلك التحكيم، رغم الإعلان عن اقامة الكثير من الدورات التحكيمية للمستجدين، فغالبية الدورات لا يتقدم لها سوى اثنين أو ثلاثة، وفي بعض الأحيان نضطر لإلغائها، لعدم وجود العدد المطلوب لإقامة مثل هذه الدورات.
وجود لجنة الحكام تحت مظلة اللجنة الفنية سابقا.. هل كان يحد من عملكم؟
-
تلك الظاهرة مطبقة في البطولات الدولية والعربية والخليجية، وسبق أن طالب الأمير طلال بن بدر رئيس الاتحاد والأمين العام عبدالرحمن المسعد، بفصل لجنة الحكام عن اللجنة الفنية، وهذا ما حدث بعد التشكيل الجديد لاتحاد السلة، وما يهمنا الآن إيجاد جيل من الحكام، ووضع برامج وخطط لإعدادهم وتأهيلهم بشكل جيد.
مجاملات مرفوضة
فقد التحكيم في الفترة الأخيرة عددا كبيرا من الحكام البارزين، لأن بعض حكام الجيل السابق يحصلون على عدد كبير من المباريات مقارنة بالحكام الآخرين الذين ينتظرون الحصول على فرصتهم.. فهل الأمر من باب المجاملة؟
- الجيل الذي تتحدث عنه هو جيل القيادات التحكيمية الذي يضم الزملاء عبدالله العجلان وعبدالاله الشعيل ومنصور بن حسين ويوسف الساير، إضافة للقادرين على قيادة أي مباراة مهما كانت صعوبتها، ونستطيع أن نزج معهم حكاما يحتاجون للدعم، ويوجد في الساحة قياديين جددا منهم نذير اسعد ومحمد الصالح، وقد يكون محمد المرزوق حكما قياديا في الموسم المقبل، ولدينا مشاريع من أجل تشكيل جيل مقبل، وليس هناك قلق على مستقبل التحكيم، كما لا يمكن أن نجامل في عمل مكشوف للجميع، لأن الكارثة ستقع في النهاية على المسؤول.
لكن الانتقادات انصبت على عدد المباريات الكثيرة التي يحصل عليها بعض الحكام؟
- قد يكون المقصود هو عبدالله العجلان، واتحاد السلة لديه استطاعة أن لا يكلف العجلان أسبوعين أو أحد الحكام القياديين، لكننا ننظر في التقييم لأداء الحكم أولا.
انتقادات عاطفية
هل تعتقد أن البطولات التي حققها الأنصار والهلال، خلت من التدخل التحكيمي في ظل تذمر نادي أحد حول مستوى الحكام في نهائي النخبة؟
- أولا التحكيم لا يؤثر على مباراة لم تلعب، وإذا كانت هناك أخطاء في اللقاء الأول، فلا يمكن أن تؤثر على اللقاء الثاني، وأنا لا أحب أن أتدخل في النواحي الفنية، ولكن يجب أن لا ننتقد بعاطفة، وانا مستعد للمناقشة عن طريق الفيديو إن كانت هناك أخطاء مؤثرة، والمشكلة أنهم لايتحدثون عن تطور الحكام، بل عن الأخطاء و الجدول واللجنة الفنية ومشاركة المحترفين، مع العلم أن الانفعالات بعد نهاية المباراة هي التي تجعلهم يتحدثون من مبدأ العاطفة.
رفضت اللجنة الفنية احتجاج بعض الأندية، وهو ما اعتبره البعض غير منطقي، لاسيما أنكم قبلتم احتجاجات أندية منافسة ورفضتم قبولها لأندية أخرى؟
- هذا التفسير غير صحيح نهائيا، واللجنة تنظر لجميع الفرق بمنظار واحد، ومثلا في مباراة العربي وأحد، قدم الأول احتجاجا ولم يتم التوقيع على ورقة التسجيل، وهذا يلغي الاحتجاج شكلا ومضمونا، ومع ذلك تقبلناه، لكن عدم تجديد البطاقة يدخل في النواحي الإدارية وليس الفنية، وفي احتجاج أحد على عدم تجديد بطاقات لاعبين، كان هناك خلل إداري في أحد وأقر بهذا الخطأ، وفي مباراة الفتح والمسيرة، اكتشف مسؤولو الفتح وجود أخطاء في ورقة التسجيل، لكنها لم تؤثر على النتيجة التي كانت لصالح المسيرة.
مشروع التطوير
ما هي المشاريع التي تطبق من أجل إعداد جيل جديد من الحكام؟
- يوجد مشروع ينتظر فقط التنفيذ، وسيكون نواة حقيقية في مجال التحكيم، بشرط أن يتحمل اتحاد السلة ووزارة التربية والتعليم تكالىف المشروع ماديا مناصفة، ويتلخص المشروع في تحقيق مبدأ التطوير الشامل لكرة السلة في مراحل التعليم العام، وإيجاد جيل من الحكام صغار السن يتوافق مستقبلاً سنياً وفكرياً، وتثقيف الناشئ في مراحل التعليم العام تثقيفاً في مفاهيم كرة السلة ومهاراتها وقوانينها، ودعم الدوري المدرسي بحكام مؤهلين من الطلاب داخل المدارس، وفي البطولات المدرسية المجمعة تحت إشراف شؤون الحكام في الاتحاد، وصناعة قاعدة مستقبلية صلبة للتحكيم السعودي في كرة السلة، والتخلص من الانتماء العشوائي للتحكيم المتمثل في الدخلاء على كرة السلة، والتخلص من عقبة ارتفاع أعمار الحكام.