خيبة أمل في الأوساط النسائية لرفض الشورى إعادة النظر في ضوابط الزواج من الخارج:
المتزوجون من أجنبيات مراهقون في خريف العمر وهاربون من «المتسلطة» إلى هاوية الاستنزاف
زين عنبر - جدة
برر المعارضون للتوصية التي قدمتها لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى والتي طالبت فيها بإعادة النظر في ضوابط زواج السعودي من أجنبية لتخفيضها بما يسهم في التغلب على الآثار السلبية لهذه الظاهرة معارضتهم بوجوب إقفال هذا الباب تماما بسبب ازدياد نسبة العنوسة في المملكة أو الحد منه إلى أقصى درجة ممكنة فيما ارتأى المؤيدون بأن الزواج لا يعترف بجنسية ولا بلد.. بل واعتبروه توثيقا للعلاقات بين الشعوب لافتين إلى أن من يقدم على هذا الزواج هم من كبار السن ومن ذوي الاحتياجات الخاصة علما بأن المجلس وافق على توصية تؤكد إلزام الأب السعودي بتصحيح أوضاع ابنائه وفي حالة عدم تمكنه من الصرف عليهم يحالون إلى الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج «أواصر» .
أما على الصعيد الاجتماعي فقد تباينت الآراء أيضا بين مؤيد ومعارض فترى عدد من النساء أن زواج السعودي من أجنبية يوضع في دائرة الاستنزاف من جهة وتعريض ابنائه من زوجته المواطنة للاهمال ومخاطر الضياع ويرى عدد من الشباب أن الزواج من أجنبية أقل تكلفة وأكثر أمانا كون الفتاة السعودية كما يشير بعض هؤلاء تصبح بعد الزواج متسلطة وكثيرة الطلبات.
أم عبدالرحمن لم تخف خيبة أملها من عدم إقرار مجلس الشورى لضوابط الزواج من أجنبية حيث قالت كنا نتوقع من المجلس التصويت بالإجماع على ضوابط مشددة للزواج من الخارج وذلك للحد مما يترتب عليه من أضرار اجتماعية أبرزها اختلال التربية وظهور أطفال غير مستقرين نفسيا.
وتضيف..عايشت هذه التجربة عن قرب حيث تزوج أحد الاقارب من دولة عربية دون علم الأسرة وأصبح كثير الاسفار مما أثار الريبة لدى أسرته بعد أن لاحظوا ما يصرفه على المشتريات والهدايا عند السفر وبالبحث اتضح أنه متزوج منذ سنوات بحجة أن تكاليف الزواج من الخارج أقل بكثير مما هي عليه في المملكة لكن تبين فيما بعد أنه يتكبد أموالا طائلة في كل رحلة واضطر بعد ضغوط من أسرته لتطليق زوجته الثانية وترى أم عبدالرحمن ضرورة إعادة النظر مرة أخرى في هذه التوصية وتقنين ضوابط مشددة على الزواج من الخارج تجنبا لاستنزاف السعوديين وتفاديا لعواقب هذا الزواج الخطير على حد تعبيرها.
مراهقون في خريف العمر
وتوافقها الرأي هالة محمد والتي روت بالتفصيل قصة زواج أبيها منذ سنوات من امرأة في إحدى الدول العربية حيث تقول فوجئنا بعدما تقاعد الوالد من الوظيفة أنه أصبح دائم الخلاف مع والدتي وبات يسافر بحجة تغيير الجو وفي كل مرة يسافر كانت تراود اخواني مخاوف من استغلال الوالد عند السفر وبالفعل وقع ما كنا نخافه حيث أخبرنا والدي أنه تزوج بحثا عن الاستقرار الذي يفتقده مع والدتنا في الوقت الذي أصبح زواج والدي حديث مجالس العائلة وأصبحنا نسمع أن زواجه ما هو الا مراهقة خريف العمر وبعد الكثير من الضغوطات التي واجهها والدي بضرورة تطليق الزوجة العربية باءت كل المحاولات بالفشل حيث بات يقيم في الدولة العربية مع زوجته لأشهر طويلة تمتد إلى السبعة أشهر وأهمل والدتي تماما من الحضور والمصاريف ولكن لم تطلب والدتي الطلاق نظرا لوجود أختنا الصغرى التي لم تتزوج بعد والتي تخاف عليها من عدم الاستقرار النفسي الذي يؤثر على مستقبلها الدراسي وترى السيدة هالة ضرورة ترتيب الضوابط للزواج من الخارج وخاصة بين فئة كبار السن والذين يتعرضون للاستنزاف المادي من قبل الزوجة الأجنبية.
متسلطة كثيرة الطلبات
ومن جانبه يروي الشاب خالد قصته حيث يقول إن ما يدفع الشباب للزواج من أجنبية هو السفر الدائم مع الاصدقاء والذين باتوا يرون أن الزواج من الفتاة الاجنبية أو العربية أقل تكلفة بالإضافة لفكر الشباب حول الفتاة السعودية بأنها تتحول بعد الزواج إلى متسطلة وكثيرة الطلبات وتفضل الوظيفة على الزوج.
صبورة على السراء والضراء
وعن تجربته يقول سافرت إلى دولة عربية مع اصدقائي وتعرفت على أسرة في إحدى السهرات ودعوني لزيارتهم وكانت لديهم ابنة في الخامسة والعشرين من عمرها ولم تكن في تلك الفترة تراودني فكرة الزواج وعدت من السفر وأصبحوا يطلبون مني طلبات عند رحلتي القادمة وكنت أشتري لهم الهدايا وفي إحدى الرحلات تقدمت لخطبة الفتاة من أبيها ورحب على الفور وصارحت أسرتي بالأمر وبدأت سلسلة المشاكل وعدت بعد الخطوبة من السفر فقام والدي بطردي من المنزل فتشبثت بموقفي وسكنت بعيدا عن أسرتي ولكن بعد فترة من الاتصالات بخطيبتي بدأت تسأل عن ما يمتلكه والدي ووالدتي وأصبح حديثها عن الفلوس وكيفية تأمين مستقبلها بعد الزواج ويضيف خالد قررت بعد ذلك فسخ الخطوبة فإذا بدأ الأمر بالسؤال عن ممتلكات أهلي فحتما سينتهي بزواج مصلحة ويعترف خالد أنني في فترة الخطوبة كنت أرى أن الهدايا للمجاملة ولكن كان الاستغلال واضحا وينصح خالد الشباب بضرورة الزواج من الفتاة السعودية فهي صبورة وتقاسم زوجها في ظروفه المادية.
وترى آمال عبدالله ضرورة إعادة مجلس الشورى النظر في الزواج من الخارج فكم من بيوت كما تقول هجرها الاستقرار بعد زواج الرجل من الخارج نتيجة مراهقة منتصف العمر وما يترتب على ذلك من ابناء ومشاكل بين الزوجة الأولى والزوجة الأجنبية الأمر الذي أحدث شرخا في العلاقات بين الابناء والآباء ولهذا يفترض أن يكون لاسباب مقنعة مستغربة عدم تصويت المجلس على التوصية وأضافت.. الزواج حق مشروع لكن تبعاته يجب الوقوف عندها طويلا