الرئيس الأمريكي يفتتح قمة العشرين بعشاء على شرف المشاركين
منظمات مناهضة لبوش وسياساته تندد بدعم بنوك وأسواق خاسرة
في حضور قادة وزعماء العالم افتتح الرئيس الأمريكي جورج بوش رسميا قمة مجموعة العشرين بحفل عشاء مساء أمس الأول في البيت الأبيض، بدأ الاستقبال الرسمي للضيوف بحضور زوجته لورا بوش وهم زعماء الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا والمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والمملكة وجنوب افريقيا وتركيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي -حسب الحروف الابجدية لأسماء الدول-، وقد سمح لوسائل الإعلام بتغطية الا\ربعين دقيقة الأولى من الحدث. وكان تتابع وصول قادة العالم إلى العاصمة الأمريكية قد بدأ منذ التاسعة من صباح الجمعة بوصول رئيس إندونيسيا سوسيلو بام بانج يود هو يوتو في التاسعة صباحا وكان آخرهم وصولا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف. وعلمت (عكاظ) أن مباحثات ثنائية ستتم على هامش القمة ومنها مباحثات مباشرة سيجريها الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي كما سيلتقي رئيس روسيا بالرئيس الجديد المنتخب باراك أوباما كما سيلتقي أيضا الرئيس الروسي في مباحثات ثنائية ورئيس الوزراء البريطاني براون بينما يقوم وزراء مالية كل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية بعد لقاء طارئ لمناقشة الوصول لصيغة تعاون مشتركة بين الدول الثلاث لمعالجة الكارثة العالمية التي تواجهها منطقتهم.
وعلمت (عكاظ) أيضا أن فريق باراك أوباما للسياسات الخارجية والأمن سيلتقي مع رئيس كوريا الجنوبية لي مييانج باك لمناقشة العلاقات الأمريكية الجنوب كورية في فترة أوباما وأيضا السياسات الأمريكية نحو الجزيرة الكورية.
وفيما انشغل قادة العالم بالعشاء والنقاش حول الأزمة المالية العالمية داخل البيت الأبيض توجه متظاهرون للتظاهر ضد الرئيس الأمريكي بدعوة من منظمات مناهضة لبوش وسياساته الاقتصادية والخارجية ومنها تحالف (آنسر) ومنظمة (عزل بوش) وذلك للتنديد بسياسات الرئيس الأمريكي الذي دعم البنوك والأسواق المالية الخاسرة من جيوب دافعي الضرائب بدلا من محاسبتهم حسب مسؤولي هذه المنظمات التي طالبت بوش بتحمل المسؤولية عن الأزمة المالية التي ضربت العالم وخرجت من أمريكا بالأساس بسبب سياسات إدارته الخاطئة.
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي رفض في كلمته أمس الأول بسوق المال (وول ستريت) اتهامه بتحمل المسؤولية محذرا من أن الأزمة لن تحل عبر ليلة وضحاها وأن هناك «أيام صعبة بانتظارنا» حسب تعبيره مضيفا أن قمة مجموعة العشرين بالأساس جاءت لوضع المبادئ لإصلاحات الأنظمة المالية في بلدان الدول الحاضرة وقال بوش واضعا نفسه وإدارته بمنأى عن المسؤولية عن الأزمة «إن المنتقدين بغض النظر عن انتماءاتهم الايديولوجية، يربطون النظام الرأسمالي بالجشع والاستغلال والفشل، ولكن الأزمة لم تكن فشلا للسوق الحر والحل ليس في أن نغير اختراع النظام ولكن في مواجهة المشاكل التي نواجهها والإصلاحات التي نحتاج إليها للتحرك قدما وفقا لمبادئ حرية السوق التي أدت إلى الرخاء والأمل لكل الناس في العالم».
هذه التصريحات أدت إلى حالة من الغضب لا سيما في الأوساط المناهضة لسياسات إدارة بوش لكنها على صعيد الأروقة السياسية في واشنطن عكست توصل الرئيس بوش وإدارته لقناعته عدم تغيير النظام المالي العالمي بعد حماس استمر لأسابيع للفكرة، وذلك ردا على شروط أوروبية تتعلق بضرورة تحسين الشفافية والقوانين المالية وفقا للنظام الأوروبي وليس وفق النظام المالي الأمريكي الذي يرى فيه كثير من الأوروبيين وكذا بعض من الدول الصناعية الكبرى أنه يخلو من قوانين صارمة تحكم وتراقب تصرفات الشركات المالية الكبرى والبنوك وضمن منظومة مراقبة حسابية تعتمد الشفافية.