اختفاء المحفزات القوية لانتشال السوق وقمم وقيعان هابطة تبحث عن المجهول
المؤشر يختبر نقطة دعم بين 4550 و4280
تحليل: عبدالله كاتب
أقفل سوق الأسهم السعودي تداولاته منخفضا بتسعة وثمانين نقطة بعدما قلص خسائره يوم الأربعاء وسط تداولات طغى عليها أسلوب تحقيق الأهداف السريعة والخروج مبكرا خشية التعلق بأسعار غير مضمونة رغم انخفاضها، ولا تزال أوضاع الأسواق العالمية تؤثر بشكل مباشر على مسار السوق ومن الواضح أن السوق في أغلب أيام تداولاته يسير بدون صانع إلا في الأيام التي نشهد فيها فقط ارتفاعا أو انخفاضا حادا، ومثل هذا الأمر يمثل وضعا يعبر بوضوح عن أن السوق لم يتعاف بعد ولم يصل إلى أسوأ حالاته، فالمصارف نراها بانحدارات سعرية تتزايد أسبوعا بعد آخر ولا يبدو أن لديها جديدا يشفع لها بانتشالها من حالتها المزرية، والبتروكيماويات تمر في مرحلة ركود عميق بالطلب على المنتجات والمشتقات البترولية وسط تشاؤم بالغ بسوء الأوضاع التي قد يتعرض لها هذا القطاع بسبب ظروف الاقتصاد العالمي.
ومن ذلك فإنه يبدو في أفضل الأحوال أن المؤشر قد يحقق ارتفاعات بسيطة ومن ثم يهوي إلى منحدرات وصلنا إليها ولكنها لا تمثل نهاية الوجهة التي يرغبها البعض من كبار المتداولين حتى يقوموا بإعادة ضخ أموالهم وتوجيهها نحو الاستثمار بالأسهم الاستثمارية التي سجلت أسعارا مغرية، إلا أن غياب الأخبار والحقائق يعتبران عائقا حقيقيا للدخول بمثل تلك الأسهم، وهناك أمثلة كثيرة تجسد هذا الواقع، فأسهم استثمارية قوية مثل التعاونية التي كان سعرها في يوم ما فوق المئة ريال وبمكررات لا تزيد كثيرا عن العشرة أصبح الآن عند مستويات الخمسة وثلاثين ريالا، فهل تقوم الشركة بتزويع أرباح قوية خلال الفترة المقبلة وتعيد الثقة بسهمها أم أن تلك المخاوف ستكون بمحلها، وهذا الوضع في الحقيقة لا يمثل حصرا لشركة التعاونية بقدر ما أنه مثال يضرب ويقصد منه أغلب الأسهم الاستثمارية ومن ذوات العوائد. ومن الناحية الفنية نلاحظ أن المؤشر لا يزال يحقق قمما متهاوية تقل عن سابقتها فيما يحقق قيعانا جديدة دون أن يعطي مؤشرا قويا بأن تلك القيعان تعتبر كافية ولا مزيد منها، فبالامس حقق قاعا جديدا وصل إلى 4880 نقطة فيما أصبح نقطة 5080 نقطة تمثل قمة مرهقة له تدل عن وجود مقاومة عنيفة عند هذه القمة وفي أفضل الأحوال هناك قمة أخرى ليس من السهل تجاوزها عند نقطة 5220 نقطة، ولذا فإن من المتوقع أن يشهد السوق خلال أيام تداولاته الأولى انتعاشا خفيفا لا يعدو كونه اختبارا فاشلا للقمم المذكورة آنفا، فيما سيواصل تسجيل قيعان جديدة وقد نشاهد هذا الأسبوع اختبارا لنقطة الدعم عند 4550 أو 4280 نقطة وعند هذه النقطة سيكون المسار الهابط قد تشبع تشبعا بالغا بهبوطه إلى المستويات المتدنية وقد يكون قاعا للسوق إلا أن كسر هاتين النقطتين -وهو أمر محتمل جدا- سيؤدي إلى كسر حاجز الأربعة آلاف نقطة لكن هذا الوضع قد يكون حدوثه مبكرا ولا ينتظر خلال هذا الأسبوع.