الحكام الأجانب كلفوا 10 ملايين .. والمعنيون يقيّمون القرارات الجديدة
الحوافز تعيد الثقة والمعايير الواضحة تزيل «القيل والقال»
عادل النجار - جدة
توّلى نحو 66 حكما من جنسيات مختلفة قيادة المباريات الحساسة في الدوري وكأس ولي العهد وكأس الأبطال وكأس الأمير فيصل بن فهد منذ الخامس من صفر عام 1425 وحتى التاسع عشر من شهر شوال الماضي كلفوا خزينة اتحاد الكرة نحو 9.900.000 ريال حسب التعرفة الأخيرة. من هنا جاء قرار الخطة الخمسية لتطوير الحكام والتي أعلنها مؤخرا الأمير نواف بن فيصل نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم من ضمن سلسلة قرارات تهدف في المقام الأول لتحفيز الحكام السعوديين وإعادة الثقة فيهم بالإضافة لوضع حد للأموال المهدرة في استقطاب الحكام الأجانب مع العلم أن هيئة دوري المحترفين ستصرف على الحكام المميزين طوال السنوات الخمس القادمة مليوني ريال من خلال جوائز ستمنح لافضل خمسة حكام للساحة ومثلهم لرجال الخطوط أي أنها ستوفر نحو ثمانية ملايين ريال.
«عكاـظ» وضعت تلك الخطوة الهامة أمام المعنيين الذين أبدوا اقتراحاتهم بهدف إنجاح هذه الخطوة الهامة في طريق استعادة الثقة في الحكم السعودي في المقام الأول لكنهم طالبوا بوضع أسس واضحة لتنفيذ هذا القرار الحاسم.
المعايير جاهزة
عبد الرحمن الزيد نائب رئيس لجنة الحكام كشف أن معايير تقييم الحكام جاهزة من العام الماضي وسوف تعدل بعد القرار الذي أصدره الأمير نواف بن فيصل بتخصيص جائزة سنوية للحكام لتتماشى مع هيئة دوري المحترفين السعودي، وقال ستشكل لجنة خاصة لتقييم الحكام بعد الاطلاع على تقارير المراقبين للمباريات لوضع الدرجات الخاصة لكل حكم مع نهاية كل أسبوع وسيستمر هذا التقييم حتى نهاية الموسم وقبل إعلان الفائزين . وأشار إلى أن المكافآت المالية سيتنافس عليها (70) حكما ثلاثون منهم للساحة والباقون من المساعدين وهؤلاء هم من يدير مباريات دوري المحترفين والدرجة الأولى لأن النظرة ستكون متساوية للجميع ولكن سنأخذ في الاعتبار التقييم حسب أهمية المباريات وصعوبتها.
مشروع ناجح
الخبير الرياضي غازي كيال يرى أنه لكي تنجح هذه القرارات يجب أن تكون هناك أسس واضحة يسير عليها الحكام ومعرفة ما لهم وما عليهم وتعريفهم بأسلوب احتساب النقاط من مباراة لأخرى إلى جانب تصنيف مباريات الدوري إلى ثلاثة مستويات (قوية – متوسطة - عادية ) ولكل من هذه المستويات نقاط معينة تحتسب للحكم المرشح لها . وأشار إلى أن هناك ضوابط يجب أن تعلن وتدرس حتى لا نقع في فخ الاختيار العشوائي ويفقد الحكام ثقتهم في اللجنة وتتحول الجائزة من تحفيز ورقي بمستوى التحكيم إلى إحباط ومزيد من الأخطاء. وطالب لجنة الحكام بوضع شرط لاختيار الحكام المستجدين بأن يكونوا لاعبين سابقين وممارسين للعبة من أجل سهولة صقل القانون.
معايير الاختيار
الحكم الدولي عبد الرحمن الجروان طالب لجنة الحكام بسرعة وضع آلية واضحة لكيفية اختيار أفضل الحكام في نهاية الموسم وأسلوب احتساب النقاط لكل حكم وشرحها لكافة الحكام المعنيين حتى لا يترك المجال للتشكيك في اللجنة وأن يكون الاختيار للأفضل وفق معايير واضحة يقتنع بها الجميع عند إعلان الاسماء. وأضاف أن هذه القرارات تصب في صالح الرياضة السعودية في المقام الأول وسترد بإذن الله الثقة في حكامنا خاصة أن الحوافز مجزية وتتماشى مع حجم المباريات التي سيقودها الحكام السعوديون في مباريات دوري المحترفين بالإضافة إلى أنها سترفع مستوى الإقبال على طلب الالتحاق بدورات الحكام المستجدين بعد أن عانت اللجنة في السنوات الأخيرة من هذه الناحية.
لا للأجانب
علي الطريفي الحكم الدولي المساعد قال إن الكرة الآن أصبحت في مرمى الحكام إذا أرادوا إلغاء فكرة الاستعانة بالحكام الأجانب بعد أن وفر المسؤولون عن الرياضة السعودية كافة الحوافز التي تساعد على تطوير الحكم والتي توازي حجم النقلة النوعية التي تعيشها رياضتنا بصفة عامة ولعبة كرة القدم بصفة خاصة بدخولنا دوري المحترفين. وأضاف أن مثل هذه الحوافز تفسح المجال امام جو من المنافسة الشريفة بين الحكام لتقديم الأفضل خلال مباريات الموسم وعلى ضوء ذلك ستعود الثقة مجددا لهم تلقائيا.
نقطة تحول لحكامنا
عمر المنها الحكم الدولي السابق رأى إن هذه القرارات ستكون نقطة تحول حقيقية في مستوى التحكيم السعودي بشكل عام لأن هذه الحوافز بلاشك ستوجد نوعا من المنافسة بين الحكام لتقديم الأفضل وإنهاء هجوم الأندية على الحكم السعودي الذي دائما يكون ضحية لأي خطأ . وأضاف يقول لابد من اللجنة أن تعقد اجتماعات عاجلة بجميع الحكام لتوضيح آلية احتساب النقاط لكل مباراة حسب اهميتها ليكون الاختيار في نهاية المطاف منصفا للجميع.
وقال منصور الشمري الذي ينتظر تقليده الشارة الدولية مطلع عام 2009 إنه بعد هذه القرارات ليس لدينا أي عذر حيث أن الحوافز المادية موجودة بالإضافة إلى أن الأميرين سلطان ونواف يدعمان التحكيم السعودي بشكل كبير وهذا غير مستغرب من سموهما ونحن بدورنا كحكام يجب أن نستعيد ثقة الجماهير السعودية وأن نقضي على فكرة الاستعانة بالحكام الأجانب ونحن كحكام ننتظر معايير الاختيار كي تتضح الصورة أمامنا.