عرض مشاركة واحدة
قديم 21/11/08, (02:53 PM)   المشاركة رقم: 100
المعلومات
الكاتب:
سعود المسعودي
اللقب:
مراقب عام
الرتبة:

البيانات
التسجيل: 26/11/07
العضوية: 2130
الدولة: الرياض
المشاركات: 15,843
بمعدل : 2.46 يوميا
معدل التقييم: 76
نقاط التقييم: 598
سعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
سعود المسعودي غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سعود المسعودي المنتدى : المنتدي العام
افتراضي رد: اخبار( الجمعة 23/11/1429هـ ) 21/ نوفمبر /2008

تسابق خُطى التنمية وتستكمل مشاريعها
الـنــمـــاص مـــديــنــة الضـباب

فهد الرياعي- أبها
سماها محبوها "مدينة الضباب" لأنها تعانق السحاب وتغتسل بالمطر والندى والبرد و تتزين بالنُضرة والإخضرار وتفوح بأنفاس الزهور الملونة في كل صباح وتغرق في جمال الطبيعة البكر.
النماص إحدى محافظات منطقة عسير على مسافة 150 كلم شمال مدينة أبها ويحدها من الجهة الجنوبية مركز تنومة ويبلغ عدد سكانها 90 ألف نسمة بما في ذلك مركزا بني عمر والسرح.
وتشهد النماص تطورا عمرانيا وحضاريا ونموا من حيث المشاريع والخدمات من الخطوط المسفلتة ومشاريع المياه والكهرباء حيث بلغت نسبة تغطية الكهرباء والهاتف لقرى محافظة النماص نسبة 100%. ويتجلى جمال الطقس في محافظة النماص أثناء فترة هبوب الرياح الموسمية الصيفية حيث تنخفض درجة الحرارة وتهب نسمات الهواء الباردة فتتدثر المحافظة بثوب أخضر ملفوف بطوق من السحب حيث يأتي الضباب بين الحين والآخر فيضفي نوعاً من العناق البديع بين بياضه الناصع وخضرة الأشجار المتعانقة وتدب الحياة في ينابيع المياه والشلالات المائية مصدرة هديراً وتدفقاً مصحوباً بتغريد الطيور المهاجرة والمستوطنة فتصبح محافظة النماص في هذا الوقت مصدر جذب سياحي لكافة المواطنين والقادمين من دول الخليج العربي.

خدمات سياحية
ومن أبرز ما يميز هذه المحافظة كما يذكر محافظها سعيد آل مبارك أنه بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة هناك الريف بكل عاداته وتقاليده وطقوسه اليومية بما فيها من مواسم الزواجات التي مازالت تحمل عبق الماضي في ثوب من الأصالة ولكي يستمتع المصطاف والزائر بزيارته للمحافظة فقد تم توفير العديد من الخدمات الضرورية والمساندة التي تضفي المتعة لكل زائر وتوفر ما يحتاجه المصطاف من كهرباء وماء ومحاضرات توعوية دينية وتثقيفية كما يجد الزائر للمحافظة الكثير من المتنزهات المتكاملة خدمياً حيث تم توفير الماء والكهرباء وملاعب الأطفال وتهيئة الجلسات العائلية ذات الخصوصية مثل ما هو موجود في (منتزه آل وليد وجبل ناصر) ومنتزه شحر ومنتزه شعب العين ومنتزه سنان وبدعة كما أن العديد من المتنزهات تعطي المصطاف الخصوصية المطلوبة نظراً لكثافة أشجارها كما هو متوفر في غابات ومنتزهات (الغمى وجبل العرفج ومنتزه العقيقة - شعف صدريد وشعف آل زيدان ومنتزه آل جميرة - وادي ترج - وادي بدوة - وادي مدار) فيما تزخر مدينة النماص وما جاورها بالآثار التي تدل على أن المنطقة كانت منذ القدم ممرا لقوافل الحجاج القادمين من جنوبي الجزيرة بالإضافة إلى قوافل التجارة قبل الإسلام وبعده ونتيجة لذلك كان من الطبيعي أن تزدهر هذه المنطقة وأن تشهد فترة استيطان جعلت آثارها بادية للعيان.

النماص في الماضي
عبدالله بن فراج الشهري أحد كبار السن بالمحافظة تحدث عن النماص في الماضي بقوله: كانت النماص قديما عبارة عن مجموعة من القرى القليلة التي تعتمد على الزراعة والرعي وكانت ملتقى للتجار من أنحاء القرى القريبة حيث يأتي الباعة والمشترون إلى سوق المحافظة المعروف بسوق الثلاثاء والذي كان ملتقى تجاريا وثقافيا واقتصاديا ووجهة للباحثين عن التسوق والبحث عن أخبار المنطقة وكان هذا السوق يجمع أنواع المنتجات المحلية من فواكه وحطب وماشية وحبوب بأنواعها (بر، ذرة، شعير) وكان الناس يجتمعون في السوق ويتناقلون أخبار الأمطار والزراعة فيما يهتم البعض بأخبار الناس في القرى البعيدة وحياتهم الاجتماعية.
ويضيف ابن فراج: كانت الحياة الاجتماعية بسيطة ولكنها كانت تحظى بروابط قوية ويتقاسمون الأفراح والأتراح على الرغم من ضيق ذات اليد لدى كافة أفراد المجتمع أو غالبيتهم ولكن قلوبهم كانت متحابة ونظام حياتهم واحد والجميع يعيشون نفس الظروف.

أدوار متكافئة
علي العمري يضيف: كانت الحياة الاجتماعية في هذه المحافظة في السابق على الرغم من شقائها اليومي إلا أن المهام كانت متكافئة بين أفراد المجتمع، فالنساء لهن أعمالهن الخاصة بهن التي لا تقل مجهودا عن بعض أعمال الرجال فهن يقمن بأعمال طحن الحبوب والأعمال المنزلية بأنواعها وكذلك أعمال الزراعة وما يتعلق بها من جني المحاصيل ودراستها وتنقيتها وتخزينها بمساعدة الرجال بطبيعة الحال وكذلك أعمال الاحتطاب وتوفير الماء في المنازل بواسطة القرب من الآبار وغيرها من الأعمال الشاقة الأخرى وعلى الجانب الآخر يقوم الرجال بأعمال لا تقل صعوبة وشقاء عن هذه المهام إلا أنها جميعها تصب في قالب توفير المعيشة للأسرة.

المباني القديمة
للوهلة الأولى يشد انتباه الزائر لهذه المحافظة وقبائل بني شهر تلك القرى ومبانيها التي تزخر بعبق التاريخ 250 قرية مازالت تصارع الزمن وتقاوم عوامل التعرية ويد التخريب لتبقى شاهدة على تاريخ ذهبت به السنون وبقيت آثاره.
ولعل الناظر في نظام تخطيط هذه البيوت الأثرية يجد أن بيوتها تكون غالباً مبنية من الحجارة والصخور التي جلبت من الجبال والأدوية المحيطة بهم غير أن ما يميز المباني القديمة في النماص عن غيرها من مناطق الجنوب قوة بنائها ومتانتها والفن المعماري البديع الذي اعتمد في تركيبته على البناء بالحجارة التي يتم جلبها من أنحاء المحافظة وتتميز هذه المباني بالمتانة والقوة.
عبدالله الشهري أحد المسنين القلائل في محافظة النماص الذين مارسوا أعمال البناء في بعض هذه الدور ذكر أنهم كانوا يستعملون في بناء تلك المباني أحجارا تتناسب مع نوعية كل مبنى فهناك الحصون الشاهقة التي تستخدم لأعمال الحرب وتخزين الحبوب والمؤن وهذه لها طريقة خاصة في البناء والتشييد ولا يقوم ببنائها إلا بناء محترف وهي صغيرة ولكنها صلبة وثابتة ولا يزال الكثير منها قائما حتى يومنا هذا بالرغم من مرور سنين طويلة عليها ويضيف الشهري قائلا: يأخذك العجب عندما ترى البنائين القدامى يستخدمون في البناء حجارة ضخمة و صخوراً كبيرة قل أن يحمل خمسة من الرجال صخرة واحدة بل ربما كانت أكثر قوة وصلابة وحجماً وتلاحظ أن مواقع هذه القرى القديمة في النماص عموما تم تشييدها على سفوح الجبال ملتحمة ومتلاصقة وكأنها لشخص واحد وبينها ممرات ضيقة تربطها ببعضها البعض ولربما كان هذا النظام يرجع إلى حالة الخوف وعدم الاستقرار التي عاشها الناس في تلك الفترة من حرب وسلب ونهب لذا كان لزاما أن يكون أبناء القرية كلهم متقاربين في مساكنهم ليكونوا متقاربين ومستعدين لأي هجوم أو غزو قد يتعرضون له.
ويمكن تقسيم المباني القديمة في محافظة النماص من حيث الحجم والشكل أقساما ثلاثة كما يذكر علي بن ظافر الشهري أحد المهتمين بالتراث في المنطقة.

الكبيرة لعلية القوم
وهي عبارة عن المباني الكبيرة التي يصل البعض منها إلى أربعة طوابق أو خمسة وتجتمع حولها عدة مبان صغيرة وكأنها تلتف حولها وتستأنس بالقرب منها وعادة ما تكون المباني المميزة والضخمة حجما وشكلا لعلية القوم من شيوخ القبائل أو التجار في ذلك الزمن وتتميز هذه المباني بسماكة البناء ويغطي جدرانها (الجص) وهي مادة تشبه الأسمنت بيضاء اللون تغطي واجهات هذه المباني وتعطيها لونا وشكلا مغايرين من المباني القريبة منها وكان البعض من الجصاصين يتفننون في تشكيل هذه المادة على تلك القصور الشاهقة ويتفننون في تمييزها عن غيرها ويتم تجديد هذه النقوش والجص من فترة لأخرى حسب الحاجة كما أن أبواب ونوافذ هذه المباني مميزة عن غيرها فهي تتميز بمتانة الأخشاب المستخدمة في صناعة النوافذ والأبواب التي تبهر الناظر من قوتها وضخامتها وجمال صناعتها، ويضيف الشهري: عادة ما تسمى هذه القصور بأسماء القبائل مثل قصر (ثربان) وقصر (أثرب) وكذلك قصر (حارث) وقصر (عمرو) فيما يرجع بناء بعض هذه القصور إلى أكثر من 300 عام.

البيوت السكنية
وهي بيوت السكان والقرى التي تشكل نواة المجتمع القبلي والقروي آنذاك وتكون عادة من دور واحد أو دورين وتستخدم إلى جانب السكن لخزن الحبوب والأعلاف وإسكان البهائم ويقوم أفراد القرية أو القبيلة بجمع الحجارة لمن أراد أن يبني منزلا دون أن يأخذوا أجراً على ذلك من باب التعاون وكذلك يقومون بجلب الأخشاب من الغابات المنتشرة في المنطقة وعند البناء يُراعى أن تكون النوافذ والأبواب صغيرة والغرف ضيقة لظروف المناخ البارد في المنطقة.
وتقع المساجد في وسط القرية ويكون المسجد إلى جانب العبادة مقراً لاجتماع القرية وحل المشكلات والمشورة. ويذكر الشهري أن في محافظة النماص عدة مساجد يرجع تاريخها إلى العصرين الأموي والعباسي كما دلت النقوش الموجودة في بعضها.

الحصون
وتبنى مربعة الشكل تضيق كلما ارتفعت إلى أعلى وترتفع إلى عدة أدوار وتقع في وسط القرية أو على المرتفعات والجبال ومشارف القبيلة وتستخدم لأغراض عسكرية ضد أي عدو يهاجم القرى أو المنطقة وكذلك تستخدم للمراقبة وحراسة المزارع من السلب والنهب ولخزن الحبوب والأعلاف.

قصر الحضارات
قرية المقر التراثية (أو قصر الحضارات) تعتبر أعجوبة صاغتها عقلية هندسية تراثية في قالب سعودي بديع يعود بالأذهان إلى قصر الحمراء في غرناطة في القرن السابع عشر.
محمد المقر صاحب القرية التراثية يقول: استغرق بناؤها أكثر من 35 عاما واستخدم فيه أكثر من مليوني حجر طبيعي من جبال عسير لتكون من شواهد براعة هذا الإرث التاريخي.
ويحتوي هذا القصر على أكثر من عشرين واجهة تطل للزائرين وأروقة محاطة بالحدائق المعلقة، التي مازال العمل جارياً فيها وتسقى من خلال قنوات وينابيع مياه استخدمت فيها العناصر الزخرفية الرقيقة في قالب هندسيٍ فريد، وزخارف من المعمار الأندلسي الذي يكسو الجدران، مطوقاً بالقيشاني المطرز بالنقوش العربية التي ذاع صيتها في الأندلس. والقصر صمم بطريقة تسمح للشمس بأن تدور حوله دورة كاملة على امتداد نوافذ القصر.
ومن أهم ما يميز القصر، القباب السبع، التي تمثل قارات العالم السبع وهناك أكثر من (365) عموداً داخل القصر ممثلةً عدد أيام السنة تتشبع حيطانها بالحضارة الأموية والعباسية لتشكل حزاماً متناسقاً.
وتأتي الأدوار متخذة من الحقب والأزمنة التاريخية موضوعا لها امتدادا لعصور مختلفة في الماضي والحاضر، فالأول يجسد حضارة الأندلس والعصر العباسي في فن الزخرفة والنقش، والثاني يختزل الحضارة الإسلامية من الصين شرقاً وحتى غرب أفريقيا، ليكتنز الدوران معاً 20 ألف قطعة أثرية، أما الثالث فيحتوي على سردٍ لتاريخ المخطوطات الإسلامية في الطب والفلك والرياضيات وعلوم الفرائض واللغة العربية والمذاهب الإسلامية. وتحوي القرية التراثية أجنحة للسكن والإقامة، حيث بإمكانك الإقامة في هذه القرية التراثية لتنعم بالأجواء الصيفية النقية، التي تمتلكها النماص بأسعارٍ رمزية، هدف صاحبها إلى أن يستفيد السائح وسابر أغوار التاريخ بالإقامة في هذا المرتفع الجميل.

نهضة حضارية
من جهته ذكر رئيس بلدية محافظة النماص المهندس راجح بن أحمد الغامدي أن محافظة النماص شهدت نهضة تنموية وحضارية كبيرة وحظيت بنصيب الأسد من اهتمام حكومة هذه البلاد وتطورت المحافظة لتكون من أهم محافظات منطقة عسير وأصبحت وجهة سياحية للباحثين عن الطبيعة البكر والجمال العذري في ظل تطور ونهضة الدعم السخي وهناك مشاريع قادمة للارتقاء بمستوى الخدمات في المحافظة لتقديم أفضل الخدمات وتوفير كافة احتياجاتها.


















توقيع : سعود المسعودي

-----------------------------
-------------------------
-----------------------
--------------------
----------------
-----------
---------

عرض البوم صور سعود المسعودي   رد مع اقتباس