أربك خطط إسكانهم في المدينة
منع سفينة قديمة من الإبحار يكدس الحجاج السودانيين في سواكن
عبد الرحيم بن حسن ـ المدينة المنورة
أوقفت المؤسسة العامة للموانئ سفينة ركاب عن العمل بحجة أنها قديمة ووضعها الراهن يهدد حياة الركاب، ورفضت طلب الناقل البحري الذي تعود إليه السفينة التمديد لها إلى ما بعد موسم الحج لكونه مرتبطا بعقود نقل حجاج من السودان مما اضطره لاتخاذ إجراءات عاجلة أبرزها استئجار سفينة بديلة تتسع لـ 900 راكب في حين أن سعة السفينة الموقوفة عن العمل تبلغ 1500 راكب.
مدير إدارة الحج السودانية عصام خلف أوضح أنهم ارتبطوا قبل عدة أشهر بعقد مع الناقل البحري يتضمن جدولا زمنيا لنقل 16 ألف حاج إلى المملكة عن طريق ميناء جدة الإسلامي وقال إنهم تلقوا إفادة بأن السلطات السعودية منعت إبحار سفينة تابعة لذلك الناقل من الإبحار من ميناء جدة إلى ميناء سواكن لأسباب تتعلق بإجراءات بين الناقل ومؤسسة الموانئ في وقت لم يصل فيه إلى المملكة إلا 12 ألف حاج فقط.
وأضاف: بعد فترة وجيزة تلقينا إفادة أخرى بأن هناك سفينة بديلة تتسع لـ 900 حاج فقط حلت محل الموقوفة التي تصل حمولتها إلى 1500 حاج .
واستطرد مضيفا بناء على ذلك اختلفت آلية البرمجة تماما، وصرنا في موقف حرج حيث أن اتفاقاتنا مع أصحاب المجموعات السكنية في المدينة المنورة ستلغى لأن الأعداد التي ستصل ستكون أقل وكل حاج سيصل ابتداء من 25 من شهر ذي القعدة سيبقى في مكة وكنا نخطط أن يبلغ العدد الذي يصل للمدينة خلال الفترة الحالية 75% من إجمالي الحجاج .
وحول الترتيبات الطارئة التي اتخذوها حيال أزمة السكن قال: ارتبطنا مع المجموعات السكنية بمدة زمنية قدرها ثمانية أيام، وبالطبع فتلك المجموعات لديها ارتباطات أخرى مع حجاج آخرين من دول مختلفة سيفدون بعدنا مباشرة ليسكنوا وفق جدولة معينة لذا فقد أطلعناهم على المستجدات التي طرأت علينا وأن الظرف قاهر بالنسبة لنا وخارج عن إرادتنا ولا زالت المفاوضات جارية معهم حتى الآن للوصول إلى تسوية نهائية . وهناك مشكلة أخرى فالحجاج الذين كانوا مهيئين أنفسهم لزيارة المدينة المنورة في الموسم الأول باتوا في ورطة ومنهم من هو مرتبط بمواعيد في السودان يريد إتمامها بعد العودة من أداء المناسك لكن تأخيره إلى الموسم الثاني سيجعله أمام خيارين إما العودة أو البقاء لذا فلا أتوقع أن تصل البعثة السودانية كاملة هذا العام إلى المدينة بحسب التقديرات الأولية.
وعلى الطرف الآخر من البحر الأحمر بدأ الحجاج يحتشدون في ميناء سواكن منتظرين السفينة المخصصة لحملهم إلى المملكة، ونظرا لتزايد الأعداد الناجمة عن صغر حجم السفينة البديلة تدخلت السلطات السودانية وأوقفت خروج الحجاج من الخرطوم لتبدأ عملية تنظيمية جديدة يفوجون بها أعداد أقل عن السابق.
وحول هذا الجانب قال عصام خلف: إن البقاء في ميناء سواكن مكلف من ناحية السكن والإعاشة ومنهك للحجاج لذلك فهناك اجتماعات يومية بين كبار المسؤولين في الدولة والاتصالات مكثفة بيننا للوقوف على آخر تطورات الموقف.
وأبان مصدر في المؤسسة العامة للموانئ أن قرار منع استخدام السفينة جاء بناء على تقرير يؤكد أنها غير قادرة على الإبحار بوضعها الراهن فهي قديمة جدا وجددت أكثر من مرة لكن هناك معايير للسلامة لا نقبل المساس بها وقد أخبرنا الناقل بذلك وتفهم الموقف.