سياج حديدي وهواتف قادت المحققين إلى الطعن في روايته
تضارب الأقوال يحيل الشاهد في مصرع البنغلاديشي إلى قاتل

إبـراهـيم عـلـوي - جـدة
أبلغ عامل بنغلاديشي معارفه في حي العزيزية الشعبي وسط جدة، عن مقتل صديقه ورفيقه في السكن على يد ثمانية مجهولين، قفزوا على سور منزله وسددوا إلى صدره طعنات قاتلة قبل أن يتواروا عن الأنظار، حاملين معهم أجهزة هواتف كان القتيل يستخدمها في نشاط تمرير المكالمات غير الشرعية، وبرر الشاهد عدم إبلاغ الأمن بما حدث لرفيقه لخشيته من الجناة، ولكن هذه المعلومات وصلت سريعا إلى ضابط في وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في شعبة التحريات والبحث الجنائي، وأسفرت عمليات التقصي والبحث المستمر عن تحديد مكان الشاهد الفرضي في أحد البيوت الشعبية في العزيزية، لتنجح الأجهزة الأمنية في كشف سر مقتل عامل بنغلاديشي، يقطن في حي بريمان، بعد ثلاث ساعات من وقوع الجريمة.
الأقوال المرتبكة، والمتناقضة للشاهد دفعت المحققين إلى محاصرته بالأسئلة والدلائل، ولم يجد الرجل بدا من الاعتراف بالإجهاز على رفيقه في السكن، على خلفية نزاع حول مبلغ ألفي ريال، وذكر الجاني لمحققي الشرطة في أقواله الكاذبة أن الحادث وقع يوم الجمعة الماضي، عندما كان المجني عليه في غرفته إذ قام ثمانية أشخاص بمهاجمته، وقتله بقصد سرقة أجهزة وأدوات كــــانا يســـــتخــــدمانـــــها في تمرير المكالمات الدولية، ونجح الجناة في الفرار ، ولكن الأجهزة الأمنية شككت في أقوال الشاهد، وحاصرته بالأسئلة والدلائل منها عدم وجود أية آثار عنف أو مقاومة في الغرفة، إلى جانب وجود سياج حديدي على سور المنزل يصعب معه تسلق الجدار، كما وجدت الشرطة أجهزة التمرير مخبأة في دورة مياه المنزل، وأمام هذه البينات انهار الشاهد، واعترف بقتل رفيقه في السكن، والإجهاز عليه بعد عراك عنيف، وذكر القاتل أن خصمه حمل سكينا من المطبخ وحاول طعنه، غير أنه نجح في انتزاعها من يده، وتسديد ضربة قاتلة إلى صدره .
خبراء من الادلة الجنائية انتقلوا إلى مسرح الجريمة، وتحفظوا على أداة الجريمة، فيما تولى الطبيب الشرعي فحص جثة القتيل لتحديد أسباب الوفاة، تواجد ميدانيا رئيس مركز شرطة السامر، وذكر الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أن القاتل في الأربعين من عمره، وسجل اعترافا رسميا بفعلته، مشيرا إلى أن مسرح الجريمة كان مخصصا لإدارة أنشطة مخالفة في تمرير المكالمات الدولية.