[سعود المسعودي]

أقسى هبوط سنوي


ونحن نودع عاما أثخن الكثيرين بالجراح حيث هبطت استثماراتهم بصورة مريعة، وكأن أول العام كان يبشر بذلك فما إن حقق المؤشر أعلى ارتفاع له منذ انهياره في فبراير عام 2006م حتى هوى محققا انهيارا آخر لا يقل بقسوته وعنفه عن انهيار فبراير. ففي 1/1/2008 كان أداء المؤشر 11964 نقطة وكان أدنى مستوى وصل إليه في أول شهر بالسنة التي نشرف على وداعها 9183 ثم أغلق شهر يناير عند 9678 نقطة أي بانخفاض قدره 19.25% تقريبا. خسائر المؤشر بلغت منذ أول العام 7740 نقطة تقريبا أي بنسبة 65%، ومع ذلك مازالت المخاوف تنتاب الناس من انخفاضات أخرى. ما يحدث حقيقة يعتبر ترويعا لا تفسير له، فخسائر المؤشر تحققت في ظل ظروف اقتصادية عالمية عادية واقتصاد سعودي مزدهر وكانت المبررات أو التفسيرات هي المخاوف السياسية التي حدثت من جراء التصعيد السياسي الذي كان متوقعا أن يتطور إلى تصعيد عسكري بسبب أزمة البرنامج النووي الإيراني. ثم ظهرت بعد ذلك بوادر حدوث أزمة جديدة بدأت بظهور اختلاسات جبارة بأحد البنوك الفرنسية تبعها ظهور أعراض خطيرة بنظام الرهن العقاري الأمريكي، ما لبثت أن أحدثت المزيد من الأضرار بسوق الأسهم وتطايرت معها الإشاعات وبثت المخاوف مجددا وتوالى الضغط على أسعار الأسهم التي هوت إلى مستويات تكاد تكون أقل من مستويات عام 2002 تقريبا. ولم يعد يعرف ما هي الأسهم التي ستكون ملاذا آمنا وتلك التي يجب أن يتم التخلص منها. فالسوق اعتاد على خذلان الكثيرين فما إن يتجهوا إلى أسهم العوائد إلا وتطير أسعار الأسهم الخاسرة، ويتخلى ذوو الألباب عن ألبابهم لعل في الجنون مكاسب ويتجهون قسرا إلى الأسهم الخاسرة التي ما تلبث أن تهوي مخلفة وراءها الكثيرين ممن اشتروها بأسعار لا تصدق.
عبدالله كاتب