أمريكا في عهدة إدارة جديدة
محللون يتوقعون نجاح أوباما في تصحيح خطايا بوش
محمد المداح - واشنطن
توقع محللون أمريكيون أن ينجح الرئيس المنتخب باراك أوباما في تصحيح الصورة المشوهة للولايات المتحدة والتي كرسها سلفه الرئيس جورج بوش على مدى السنوات الثمان الماضية. وأعربوا عن اعتقادهم أن أوباما بات يمثل طموحات الأمريكيين خلال السنوات الأربع المقبلة. وكما استطاع أن يستأثر بالمشاعر عندما استخدم مفردات أقرب إلى الأدب منها إلى عالم السياسة ، ونجح في إحداث الإلهام المفقود في قلوب الكثير . فقد طالب الأمريكيين أن يكتبوا تاريخا جديدا لهم . عندما قال «يمكنكم أن تختاروا الأمل وليس الخوف كبداية لهذا التاريخ ووعدهم بالتغيير في مواجهة الأمر الواقع» . غير أن الحقيقة أيضا أن أوباما بات يمثل طموحات بلدان وشعوب أخرى حول العالم ترى في التغيير الذي وعد به منطلقا آخر لها في تغيير السياسة الأمريكية في الكثير من أبعادها وملامحها فيما يخص دولا وشعوبا أخرى. لذا بات العالم ينتظر هذا الرجل الذي يعتقد البعض أن بإمكانه إنقاذ العالم من تخبطات السياسات الأمريكية لسلفه الرئيس جورج بوش والتي تسببت في الكثير من الخلل السياسي والأمني والاقتصادي بل والأخلاقي في العالم .
الدكتور جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأمريكي في واشنطن قال إن شعار التغيير الذي رفعه أوباما بات هو المفهوم السحري الذي يستأثر بعقول وقلوب الكثير وينتظر الأمريكيون في العام الأول أن يروا ماهية هذا التغيير. وأضاف أن أوباما سوف يعيد صياغة الكثير من القرارات السياسية التي ألحقت الضرر بسمعة الولايات المتحدة في العالم جراء الحرب في أفغانستان والعراق وماحدث من تعذيب في جوانتانامو والتي قوضت معها مفهوم القانون والأخلاق والعدالة الأمريكي لدى الكثير من دول وشعوب العالم . ورأى أن إغلاق جوانتانامو في حد ذاته من شأنه أن يصحح الكثير من هذا الخلل ويعيد الصورة الأمريكية من جديد إلى حقيقتها .
أما فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي فإن أوباما حسب زغبي يمكن أن يعيد ترتيب الأوراق لاسيما أن الأحداث الدموية في غزة سوف تساهم في التعجيل بالتسوية أو تحريك جديد للمفاوضات .
أما السفير ريتشارد بيرت المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي فقال إن هناك قضايا هامة على الساحة الدولية ستحظى بالاهتمام في سنة أوباما الأولى منها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكيفية التعامل مع إيران ؟وهل سيجلس أوباما مع الرئيس أحمدي نجاد لإنهاء الجدل حول الملف النووي ؟.
وأشار إلى أنه على إدارة أوباما أن تحضر لثلاثة مؤتمرات قادمة هي قمة حلف شمال الأطلسي وقمة العشرين وقمة الدول الأمريكية والتي ستعقد جميعها تباعا خلال الثلاثة الأشهر المقبلة . ومن المتوقع أن تتضح ملامح السياسة الخارجية لإدارة أوباما من خلال ما سوف تسفر عنه نتائج هذه المؤتمرات .
فيما أوضح الدكتور ستيف مينستر أستاذ العلوم السياسية بجامعة ولاية كولورادو أن أوباما نفسه حدد التحديات التي سيواجهها في كلمة له عقب فوزه في الانتخابات . وقال إنه وفقا لاستراتيجية أوباما فإن العراق ليس الميدان الحقيقي للحرب على الإرهاب إنما الميدان الحقيقي هو أفغانستان ، ولذا سيكون هذا الميدان هو المجال الذي سيترقب فيه نقاد أوباما تصرفاته.