[سعود المسعودي]

المختصون توقعوا أن يشهد «اتحاد عذيب» إقبالا محدودا من صغار المستثمرين
السوق المالية السعودية قادرة على استيعاب الاكتتابات الجديدة

حسن باسويد ـ جدة
أكد عدد من المراقبين الماليين والمستثمرين في سوق المال أن السوق المالية السعودية قادرة على استيعاب أي اكتتابات جديدة خلال العامين المقبلين. وقالوا عقب إعلان شركة اتحاد عذيب للاتصالات عن رغبتها في طرح 30% من أسهمها أي 30 مليون سهم للاكتتاب العام في أواخر شهر يناير المقبل إن توقيت طرح هذه الاسهم للاكتتاب في ظل عدم الاستقرار في سوق الأسهم في الوقت الراهن بعد الهزات العنيفة التي تعرض لها بعوامل داخلية وخارجية ربما يعد غير ملائم لكن السوق قادرة على استيعاب هذا الاكتتاب. بداية قال المراقب المالي تركي فدعق: هناك نقطة مهمة وغائبة عن معظم الناس وهي أن عملية تحديد طرح أوراق مالية من عدمه هي من اختصاص الشركات فقط ولا تستطيع هيئة سوق المال التدخل في ذلك إذا استكملت الشركة الشروط الخاصة بالاكتتاب فالنظام يسمح لها بطرح أوراقها المالية في أي وقت ترغبه هذه الشركة وتراه مناسبا لطرح أسهمها للاكتتاب العام. وحول نجاح الاكتتابات في هذه الفترة أكد فدعق أن السوق المالي السعودي يستطيع استيعاب اكتتابات جديدة وهو بحاجة لطرح أوراق مالية عديدة خلال السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة.
وبين أن الإقبال على الاكتتاب سيحظى باهتمام كبار المستثمرين وخاصة ممن لديهم النية في استثمارات طويلة الأجل، وأشار إلى أنه يتوقع أن يشهد الاكتتاب إقبالا محدودا من صغار المستثمرين والأفراد.
ومن جانبه تحدث المحلل الاقتصادي صالح بن ناصر الشمراني عن الاكتتابات في الوقت الراهن فقال إن الطرح مؤشر صحي وإيجابي على حالة السوق ويدل على ثقة الشركات في سوق الأسهم السعودي وهذا ما يجب أن ينعكس على المستثمرين في السوق، حيث أكد أنه رغم الحالة المتذبذبة للسوق حاليا فإن الاقتصاد السعودي لازال قويا وفي أيد أمينة.
وأضاف أن عامل فقدان الثقة في السوق لدى بعض المستثمرين والخوف المسيطر على تعاملاتهم من جراء تداعيات الأزمة العالمية أسهم في تدني مستوى المؤشر.
وأوضح أن كل الأسواق المالية في العالم معرضة للهزات والخسائر ولكنه من الواجب عدم ترك المجال لليأس للتسرب إلى نفوس المستثمرين.
وأشار إلى أن الإقبال على الاكتتابات سيكون جيدا، وبرر ذلك بأن المستثمرين يريدون تعويض خسائرهم في شراء أسهم شركات لها وضع مالي مميز وبيعها عند طرحها للتداول بأسعار مرضية أو الإبقاء عليها والاستفادة من استثمارها على المدى الطويل.
وكانت آراء بعض المستثمرين في صالات التداول معاكسة لآراء المحللين ويشوبها نوع من عدم التفاؤل، حيث قال سعد المرزوقي إنه لا يتوقع أن تتم تغطية الاكتتاب، حيث برر ذلك بقوله: إن الوقت غير مناسب لذلك الاكتتاب. وقد يتخوف الكثيرون من أن هذا الاكتتاب سوف يسحب جزءا من السيولة في السوق حيث إن السوق الآن يحتاج إلى ضخ المزيد من السيولة به لدعمه وليس لسحبها وضخها في اكتتابات جديدة.
وأضاف المرزوقي أن المستثمرين في حالة ترقب الآن لنتائج أرباح الشركات للربع الأخير التي من المتوقع أن تصدر بعد أسبوعين من الآن حيث يتوقع هو وكثير من المستثمرين بنتائج متدنية لللأرباح.
ووافقه الرأي فهد طلال كلكتاوي الذي أكد أنه لن يدخل أي اكتتابات جديدة بعد أن مني بخسائر غير مبررة في السوق. وقال: لن أجازف بريال واحد بعد الآن في أي اكتتاب جديد.
وعزا ذلك العزوف عن الاكتتابات بأن ثقته في السوق لم تعد موجودة وقال إن أي اكتتاب جديد لن يكون ناجحا في ظل الوضع المتردي للمؤشر وحالة فقدان التوازن.
وشاركه الرأي بندر نوح حيث إنه لا يعتقد أنه الوقت المناسب لطرح أسهم أية شركة للاكتتاب الآن في ظل الوضع المتردي للسوق.
واتفق مع الآراء التي قالت إن الاكتتاب سوف يؤدي إلى سحب سيولة ليست بقليلة من السوق.
وقال إن توقيت طرح الاكتتاب سوف يأتي بعد أن تتوقف الأسواق العالمية بسبب إجازة رأس السنة وقد يسبب هذا سحب سيولة من سوق الأسهم السعودي من بعض المستثمرين للسفر للخارج في أثناء إجازة رأس السنة الميلادية.
ولكنه أشار إلى أن هناك العديد من الناس قد يتجهون للاكتتاب في هذه الشركات الجديدة طمعا في تحقيق نسب ربح ولو قليلة.