فتاة يصنعن العطور والمكياج في أول مصنع نسائي
عدنان الشبراوي-جدة
احتوى أول مصنع نسائي لتصنيع العطور ومستحضرات التجميل في جدة 60 فتاة سعودية رفضن انتظار قطار التعيين، واستثمرن مهارتهن وإمكانياتهن في تطوير أنفسهن. وبعد أربع سنوات من حصول هناء اليحياوي على شهادة البكالوريوس في تخصص الأحياء من جامعة الملك عبد العزيز، ملت من انتظار الوظيفة وجلوسها بلا عمل، وبعدما صادفت إعلانا في إحدى الصحف عن فرصة عمل في أول مصنع للسيدات لتصنيع العطور ومستحضرات التجميل، وجدت نفسها مشرفة خط إنتاج مع 60 فتاة يدرن المصنع المتخصص في تصنيع ماركات عالمية من العطورات ومستحضرات التجميل.
واستطاعت هناء صقل موهبتها من خلال العمل في المصنع واستقرت بعد التدريب على وظيفة مشرفة خط إنتاج براتب 4500 ريال لتكتب لنفسها فصلا جديدا من حياتها نحو الإبداع واكتشاف الذات.
وجاءت تجربة المصنع كفرصة جديدة لتوظيف الفتيات السعوديات في خط إنتاج المصنع والقيام بأعمال التعبئة والتغليف والأمن والمراقبة، حيث نجحت الفتيات بشهاداتهن التي تتراوح ما بين المتوسطة والثانوية والجامعية في إثبات الذات، في أعقاب حصولهن على دورات تدريب بإشراف ومتابعة قسم إدارة التوظيف والسعودة في الغرفة التجارية الصناعية في جدة - برنامج المسار المتخصص -.
وفي جولة ميدانية لـ«عكاظ» أمس على المصنع رصدت أعمال الفتيات في تصنيع مستحضرات التجميل من مكياج وعطورات نسائية ورجالي ة وكريمات وشامبوهات كانت تصنع أكثرها في باريس.
تقول زرعة المقعدي خريجة ثانوية عامة -مشغلة خط إنتاج- أنها وجدت نفسها في هذا العمل، والذي تستطيع أن تبدع فيه وتنطلق بآفاق جديدة مؤكدة أن الفتاة السعودية قادرة على الإبداع وإثبات الذات متى ما وجدت الفرصة المناسبة والمناخ والبيئة المساعدة والدعم الذي يقودها للعمل.
وتضيف هناء اليحياوي -مشرفة إنتاج- أنها وجدت الدعم والتشجيع من أسرتها للعمل في المصنع الذي شعاره (مكياجهن من تصنيع أيديهن)، وقد حصلت على مرتبة مشرفة إنتاج عقب اجتيازها لدورة تدريب ناجحة من المعهد المختص في التدريب.
مشيرة إلى أن المصنع يحتضن فتيات يعملن في مهن متعددة مثل عاملات خط إنتاج ومراقبات جودة ومشرفات وعاملات في التغليف وحارسات أمن وعاملات نظافة.
وتطالب نوال غنيم خريجة ثانوية عامة -مشغلة خط إنتاج- بالتوسع في مثل هذه المصانع لاستيعاب المزيد من الفتيات في مهن جديدة لاسيما أن هذه الأعمال تتناسب واهتمام الفتاة السعودية.
وفضلت رشا إبراهيم الحوباني -مشرفة جودة- خريجة تربية فنية العمل في المصنع، عن عملها السابق كمعلمة في مدرسة خاصة، مشيرة إلى أنه تكفيها رائحة العطورات والكريمات ومكياج النساء.
فيما تترقب عائشة المحضار -عاملة إنتاج- خريجة كيمياء، الفراغ من فترة التدريب لتبدأ العمل رسميا في المصنع، منوهة بما وجدته من دعم وتشجيع من أسرتها رغم أنها كانت تتخوف في بداية الفكرة من رفضهم من عملها في مصنع.
وتوضح عزيزة الدوسري خريجة دراسات إسلامية -مشغلة خط إنتاج- أنها وجدت نفسها تماما في هذه المهنة، معتبرة الانخراط في المصنع منحها فرصة الإبداع وأكسبها الخبرة والمزيد من الثقة، وستواصل العمل لإثبات قدرتها على الإنتاج.
وتؤيد رانيا العمري -استشارية إنتاج- خريجة كيمياء من جامعة الملك عبدالعزيز فكرة إيجاد خطوط إنتاج نسائية في المصانع لاستيعاب المزيد من الفتيات وخلق فرص عمل جديدة بعد أن أصبحت الفتاة السعودية قادرة على المنافسة والتفوق.
اما أميرة المولد -خريجة كيمياء- وبعدما أمضت عامين في البحث عن عمل مناسب لمساعدة أسرتها، وجدت فرصتها الذهبية في العمل كمشرفة جودة في توجيه عاملات خطوط الإنتاج والتأكد من نظافة وجودة المنتج وتطابقه مع الشروط المطلوبة وطباعة الإستيكرات عليه.
واعتبر مدير التصنيع في المصنع قيصر عبد العزيز أن صناعة العطور ومستحضرات التجميل من أفضل المجالات التي يمكن أن تشغلها العناصر النسوية، مبينا أن الفرصة متاحة لجميع الفتيات والشهادات لأن المهم الرغبة والجدية والحس الإبداعي بالصناعة.
وأوضح أن المصنع يتكفل بالتدريب والتأهيل والتشجيع وإتاحتة الفرصة للعمل التجريبي بما في ذلك الأقسام الفنية من أعمال وتصاميم وابتكار، لاسيما أن العطور ومستحضرات التجميل من اللمسات الجمالية التي تحتاج إلى القدرة على الإبداع و الابتكار.
وأضاف مدير المصنع محمد افتخار أن برنامج المصنع يرفع شعار سعودة العمالة النسائية، حيث يركز على تدريب الفتيات في معهد خاص وإيجاد فرص وظيفية لهن، وقال «تأكد لنا نجاح التجربة و أثبتت الفتيات تفوقهن في خطوط الإنتاج عن الرجال بنسبة 60%»، مشيرا إلى أنه جار العمل لإضافة خطوط إنتاج جديدة واستيعاب أعداد جديدة من الفتيات بعد تدريبهن.