عرض مشاركة واحدة
قديم 01/01/09, (04:18 PM)   المشاركة رقم: 95
المعلومات
الكاتب:
سعود المسعودي
اللقب:
مراقب عام
الرتبة:

البيانات
التسجيل: 26/11/07
العضوية: 2130
الدولة: الرياض
المشاركات: 15,843
بمعدل : 2.49 يوميا
معدل التقييم: 76
نقاط التقييم: 598
سعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدودسعود المسعودي مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
سعود المسعودي غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سعود المسعودي المنتدى : المنتدي العام
افتراضي رد: اخبار يوم( الخميس 04/01/1430هـ ) 01/ يناير /2009

بعد فيلم «مناحي».. والضجة الكبرى (1)
صناعة سينما إسلامية.. كيف؟



قراءة: خالد الأصور
شهدت المملكة عودة للسينما (الفن السابع) بعد نحو ثلاثة عقود من الغياب، مع عرض فيلم «مناحي» في مدينتي جدة والطائف. لكن رغم الإقبال الكبير على الفيلم وحصول على التراخيص كافة اللازمة لعرضه، فضلا عن الحرص على عدم الاختلاط بين الجنسين داخل قاعات العرض، أثار جدلا واسعا في المجتمع السعودي، وهناك من رفع رايات التحريم لفن السينما، بل للفنون بصفة عامة، الأمر الذي يدعو إلى تحرير هذه المسألة.
لا شك أن قضية الفن من أهم القضايا التى شغلت الناس عبر التاريخ، مرورا بكل الحضارات القديمة والحديثة، وفي مقدمتها الحضارة الإسلامية، فلم يكن اهتمام المسلمين بالفنون والجماليات أمرا طارئا أو تأثرا بثقافات وحضارات أخرى، بل هو أمر عميق فى الثقافة والحياة الإسلامية، وأي متتبع للفكر الإسلامي يجد مسألة الجمال والإحساس به وتذوقه والاهتمام بفنونه، هو أحد الأبعاد الأساسية في هذا الفكر.
لقد حرص الإسلام على تصحيح نظرة الناس إلى الخالق والكون والحياة، لأن مفهوم التدين -في فترات الغلو- بات محصورا فى زوايا المعابد والصوامع، حتى ابتدع البعض التبتل والرهبانية والانقطاع عن شهوة الجسد، ومنهم من اعتنق فلسفة تعذيب الجسد وحرمانه باعتباره إخلاصا لله بزعمهم، وفى حمأة ذلك يغيب عن بعض المسلمين دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى شكر الله بطاعته والتمتع بما خلق، وكما أمر، بقوله: «إن أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض، إدخال السرور على المسلم».
إن هذا يدعونا ابتداء إلى إعادة النظر فى بعض المسلمات التى يغلب على ظن البعض أنها من الدين، وهى ألصق بالعرف والعادة، لأن إطالة لائحة المحرمات دون توفير البديل الحلال ليس من الإسلام في شيء، والأصل فى الأشياء الإباحة، إلا ما نص الشرع على تحريمه بنص قطعي الثبوت والدلالة، وذلك من واقعية الإسلام الوسطى، الذي لا يعامل الناس على أنهم ملائكة أولى أجنحة، بل بشر يأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق، فلم يفرض عليهم أن يكون كل كلامهم ذكرا، وكل صمتهم فكرا، وكل سماعهم قرآنا، وكل فراغهم في المسجد، وإنما اعترف بهم وبفطرهم وغرائزهم التي خلقهم عليها، فقد خلقهم يفرحون ويمرحون، ويضحكون ويلعبون، ويأكلون ويشربون.
وثمة تحذير مما استقر فى أذهان البعض من وجود تنافر بين الفنون والإسلام، وما ساعد في ترسيخ ذلك، واقع الفن الهابط -غالبا- الذي يخوض فى جل أعماله في تجسيد الصورة العارية، والفكرة العارية، وأفلامه الداعية إلى التهوين من الفضائل، وتحبيذ الرذائل، ونشر العرى والتحلل، وإشاعة الفحشاء والمنكر، وما في هذه الأفلام من حوار مكشوف يحمل إيحاءات فجة، ومشاهد العناق الحار وتبادل القبلات بين الممثلين والممثلات، مما لا يجوز إلا في غرف النوم بين الأزواج والزوجات، مما يدعونا إلى إيجاد فن إسلامي نظيف، لا يتحدث بالضرورة عن الإسلام، بالخطابة والوعظ المباشر، بل برسم صورة الوجود من زاوية التصور الاسلامي لهذا الوجود، بحيث تكون غاية الفن التخلق بالأخلاق التي شرعها الله، أي «الفن للفضيلة» و«الفن للدين»، وهو ما يتعارض مع «الفن الإباحي» أو «الفن اللاديني».
إن فن التمثيل السينمائي والتليفزيوني على سبيل المثال، يأتي فى مقدمة أدوات التأثير الجماهيرية، وقد يكون أعمق أثرا من مناهج التربية والتعليم، وفي ثلاثينيات القرن الميلادي الماضي، زار الرئيس الأمريكي روزفلت مدينة صناعة السينما (هوليود) واجتمع بصناع السينما فيها، وقال لهم: «إذا أردتم الرفعة والمجد لأمريكا، فاهتموا بالفيلم الأمريكي».. وقد كان، بحيث أصبح الفيلم الأمريكي سفيرا فوق العادة لأمريكا إلى العالم كله، واستخدمته في بث أفكارها في وجدان الشعوب والتأثير فيها.
وإذا كان التمثيل قد ظهر في الخلف ولم يعرفه السلف، فليس ذلك مبررا لتحريمه، فهو مجرد أداة، قد تباح إذا دعت إلى خير، وقد تحرم إذا دعت إلى شر، ولأننا لو سرنا على منوال التحريم، فسوف نحرم كل جديد نافع فى حياتنا، فالسلف لم يعرفوا السيارة والطائرة والدبابة والهاتف.. الى آخر هذه المخترعات المفيدة، فهل نحرم ذلك كله؟
إن كثيرا من علماء المسلمين ومفكريهم المعاصرين، أكدوا على أن السينما مرهونة بالوظيفة التي تقدمها، وبالأهداف التى تبتغيها من حيث الحل أو الحرمة، فهي تباح إذا دعت إلى خير.
ولكن حتى تتأكد هذه الإباحة فهي مرهونة بشروط، من أهمها خلو العمل السينمائي من كل ما يتعارض مع شعائر الاسلام وشرائعه، وألا يتناقض مع القيم والأخلاق الاسلامية، وألا يدعو للانحراف أو يثير الغرائز، وألا يلهي عن أداء الفرائض وحق الله تعالى على العباد، بمعنى أن الفن التمثيلى ليس إلا وعاء، إذا وضعنا فيه شيئا محرما، فهو محرم بهذا الشيء وليس لذاته، وإذا وضعنا فيه شيئا مباحا فهو مباح، أي أن أمر الإباحة والتحريم تدور حول مضمون العمل الفني وكيفية معالجته، وهناك مقولة جميلة للشيخ أحمد الشرباصي يقول فيها: «إذا تدين رجل الفن، وتفنن رجل الدين، التقيا فى منتصف الطريق لخدمة العقيدة والفن السليم».
إن حاجتنا ماسة لصناعة سينما إسلامية، نوقف بها مظاهر الغزو الثقافي لأمتنا، ونواجه بها حملات التشويه والتشكيك والعداء، التي يضمها جزء من السينما الأجنبية الواردة إلينا عبر الفضائيات، وقد كان الأجدى للرافضين لفن التمثيل السينمائي، بدلا من اعتماد السلبية، والانزواء في خندق الدفاع أو الاتهام، أن يخترقوا هذه الفنون واستيعابها وتطويعها وتطويرها وتوجيهها الوجهة الإسلامية الصحيحة المأمونة، لأن المسلم صاحب موقف عملي إزاء ما يعرض له من مستجدات.
وينبغى أن نشير هنا إلى أن «موضوعات السينما الإسلامية» لا يجب أن تقتصر فقط على الموضوعات المستمدة من التاريخ الإسلامي، بحوادثه وأحداثه، ومن السيرة النبوية، وعصر الخلفاء الراشدين، والمعارك الكبرى في الإسلام، وحياة قادته البارزين، فإذا ذكر (الفيلم الإسلامي) انطبع في الذهن توا أن مجاله ومضمونه التاريخ الإسلامي، مما يتطلب توسيع هذه النظرة الضيقة لتناسب سعة التصور الإسلامي للإنسان والكون والحياة .. فالأفلام العلمية والتعليمية، والأفلام الاجتماعية وأفلام الأطفال، على تنوع الموضوعات التي تتناولها، حين تعرض من منظور إسلامي -ومن غير وعظ مباشر- قد تكون سينما إسلامية أيضا.


















توقيع : سعود المسعودي

-----------------------------
-------------------------
-----------------------
--------------------
----------------
-----------
---------

عرض البوم صور سعود المسعودي   رد مع اقتباس