" التغير " هذا هو محور الحديث
فبرأيكم من الذي تغير:
أهوالزمن نفسه ؟
أرى ومن وجهة نظري المتواضعة نحن من نحدث ذلك التغير سواء كان على انفسنا أو على الزمن ..
قال تعالى : (
إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
فالزمن ثابت يسير في حركة دائبة بمشيئة الله تعالى والتغير سنة جارية في الأنفس .
نحن في زمن تتسارع فيه عجلة الحياة ونحن من نقود تلك العجلة فنحاول أن نواكب ذلك التطور وهذه الحضارة
بما يتماشى مع عقيدتنا الإسلامية وتقاليدنا الأصيلة .
لكن بعدنا عن تطبيق تعاليم ديننا الإسلامي ومبادئه الصحيحة هو من أحدث ذلك التغير.
فلو نظرنا إلى حال زماننا اليوم والأوضاع التي وصل إليها لوجدناها كلها من تجسيد النفس البشرية .
بمعنى أننا السبب الرئيسي في تشكيل حياتنا وبالطريقة التي نختارها ..
وربما اننا لاندرك الطرق الصحيحة التي تقودنا إلى بر الأمان وغرتنا الملذات والشهوات وجرفتنا المعاصي
وابهرتنا حضارة الغرب فأصبحنا متأرجحين لاندرك نقطة الإتزان أين تكمن ....!!
جمدنا عقولنا وعلقنا أسباب أخطائنا على شماعة الزمن ولانلوم أنفسنا التي أبت عاجزة عن صنع مجداً لها في هذا الزمن .
ولم نحاسب أنفسنا على اخطائنا بل نجد المبرر لذلك ونلتمس لأنفسنا اعذاراً واهية .
أم الإنسان الذي تغير ومات ضميره ؟
نعم هو الإنسان الذي مات ضميره بسبب ضعف الوازع الديني وعدم مخافة الله فانتشرت الرذائل والمعاصي والفتن
فطغت السوداوية قلوبنا .. وهذا هو الإختلاف بيننا وبين ذلك الجيل الذي رسم لنا لوحة جميلة من خلال غرس
الفضائل في النفوس لأنها مصدر ذلك التغيير .
أو الدنيا والعولمة التي طرأت على عالمناا ؟
علينا أن نواكب العولمة بثقافة وإدراك ووعي عالي لايكون همنا اللهث وراء مستجدات الحياة التي قد تدمر
عقائدنا وغرائزنا الإنسانية .
فإذا نظرنا إلى العولمة بمنظار اسود اصبحت سوداوية فإن أردناها أن تكون هكذا فهي هكذا ..
وإن أردناها العكس فهي كذلك ..
وعيشتنا والتطورالذي حل بالدنيا وبالتالي أثر على الأنسان؟
نحن من نرسم الحياة فإذا اردنا أن تكون حياتنا كريمة فلنراجع أنفسنا ..
وإذا اردنا أن تكون اوضاعنا كما نحب فلنتدارك انفسنا ونخلصها من الشوائب العالقة
اليوم كلنا نشكي الأوضاع .. إلا أننا لانبحث عن الأسباب التي ادت إلى ذلك ..
نطالب بتغيير الأحوال إلى الأحسن ولكننا لانحاول أن نغير من أنفسنا ...
ام برايكم شي آخر؟
الإنسان الراسخ في الحق .. الثابت على مبادئه ودينه لايجرفه تيار الزمن ..
نعيب زماننا والعيـب فينـا=وما لزماننا عيـب سوانـا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ=ولو نطق الزمان لنا هجانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ=ويأكل بعضنا بعضا عيانـا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ أبو غرام
يعطيك العافية
موضوع هادف
شكري وتقديري لشخصك