عرض مشاركة واحدة
قديم 09/03/09, (03:16 AM)   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
فهد الشافي
اللقب:
][®][عضو مبدع بلاحدود][®][
الرتبة:

البيانات
التسجيل: 13/04/07
العضوية: 1619
الدولة: الجزيرة العربية
المشاركات: 5,737
بمعدل : 0.87 يوميا
معدل التقييم: 62
نقاط التقييم: 240
فهد الشافي متميزفهد الشافي متميزفهد الشافي متميز


الإتصالات
الحالة:
فهد الشافي غير متصل
وسائل الإتصال:

المنتدى : المنتدي العام
افتراضي مسنون وأطفال يجمعون علب المشروبات الغازية لمصانع تمرض "الصدور" !

مسنون وأطفال يجمعون علب المشروبات الغازية لمصانع تمرض "الصدور" !

براءة رغم الفقر عبدالرحمن الشريف (سبق) الرياض: في ساعات الفجر الأولى، قد تلمح في أفق وسط الرياض أعمدة دخان كربونية تتصاعد، حينها ستعتقد أن تلك المنطقة التي تنبعث منها الأدخنة منطقة صناعية مزدهرة، ولكنك حينما تحاول تتبع هذا "الازدهار" فستصل إلى حي الفيصلية حيث تستقر تلك المصانع. وستكتشف أن تلك المصانع لم تختر الفيصلية لأنه حي حيوي أو تجاري، ولكنها تختاره لأنه منزوٍ عن الناس وعن العيون.

ويمكنك كتاجر أن تفعل ما يحلو لك هناك، دون أن تزعج قيلولتك شكوى ساكن من أدخنة مصنعك التي قتلت طفله، أو يكدر صفو سهرتك مفتش دائرة حكومية يريد التدقيق في وضع مصنعك، فكل هذا لن يحصل إلا بأحلامك إن كنت تاجراً وتملك منشأة صناعية في الفيصلية.
هناك مصانع عدة، للحديد والبلاستيك والألمنيوم والكرتون، ومعظمها تعمل بنظام إعادة الإنتاج أي أنها تستخدم مواد مستهلكة وتعيد تصنيعها، ويقال إن مصنعاً أو اثنين من هذه المصانع كانت أول من استوطن الفيصلية ثم اجتمعت حولها تلك الأسر التي كان جمع القمامة وبيع الصالح منها هو مصدر دخلهم، وشيئاً فشيئاً تكون الحي، ثم تقاطرت المصانع على الحي وكل منها تمنّي نفسها بتلك العمالة الرخيصة جداً، التي تجلب لها موادها الخام حتى باب المصنع وبمقابل بخس جداً لا يذكر، فالقاعدة هناك تقول: (الكيلو بريال)، لذا فعليك أن تجمع أكثر من 100 علبة مشروب غازي فارغ حتى تصل إلى حدود (الكيلو) وتأخذ ريالك وتمضي.

إن بعض كبار وكبيرات السن في الحي، ممن ما زالوا يعملون في جمع الخردة البسيطة، سعداء لقرب هذه المصانع من أماكن سكنهم، وسعادتهم هذه تنبع من الجهل بواقع الأمور، وعدم المعرفة بمدى الخطورة التي تنفثها تلك المصانع يوميا في أجواء حيهم.

وكثير من الأطفال الصغار في الفيصلية مصابون بأمراض صدرية متفاوتة، والأكيد أن نسبة كبيرة من سكان الحي يجهلون أثر تلك الأدخنة على الرئة البشرية، والمفارقة المحزنة أن منهم من يتنشق أدخنة المصنع كل يوم أثناء بيع العلب التي يجمعها، لتحصيل مبلغ يعالج فيه أمراضه الصدرية أو أمراض أطفاله... إنه يذهب إلى عقر الداء في سبيل البحث عن الدواء.

إن سكان الحي سيعترضون بالتأكيد على أي قرار يصدر الآن بنقل تلك المصانع من حيهم، فمنهم من سيقول أن تلك المصانع هي سبب بقائه، وأن نقلها سيكون بمثابة الفصل عن العمل، وهذا بسبب الجهل المخيّم في أرجاء الحي، والذي يكوّن ثالوثا مع المرض والفقر، يسيطر على بشر الحي، ويسيّرهم في طرق لا يدركون عواقبها المفجعة والأليمة، فكم طفل وطفلة فقدوا صحتهم بل وحياتهم بسبب الجو المشبع بالكربون.. ولكن من سيسأل؟ فهؤلاء ليسوا سوى أطفال الفيصلية!

ويوجه متابعون لاوضاع الحي نداءً لمنظري "العمل التطوعي": انشروا المعرفة في الفيصلية بالمحاضرات العامّية، بالكلمات والخطب العلنية، بتوعية الشباب والفتيات، وهكذا يمكن القضاء على الفقر والمرض، وقبلهما الجهل.


















توقيع : فهد الشافي

http://www.3rb2.net/get-1199819424.jpg

عرض البوم صور فهد الشافي   رد مع اقتباس