عرض مشاركة واحدة
قديم 28/06/09, (08:56 PM)   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
البحتري
اللقب:
كاتب
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية البحتري

البيانات
التسجيل: 07/11/06
العضوية: 1225
الدولة: الآداب و الفنون الجميلة
المشاركات: 1,986
بمعدل : 0.31 يوميا
معدل التقييم: 57
نقاط التقييم: 516
البحتري مـــبــــدع بـــلا حـــدودالبحتري مـــبــــدع بـــلا حـــدودالبحتري مـــبــــدع بـــلا حـــدودالبحتري مـــبــــدع بـــلا حـــدودالبحتري مـــبــــدع بـــلا حـــدودالبحتري مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
البحتري غير متصل
وسائل الإتصال:

المنتدى : منتدى المقال والنقد
افتراضي هل يعاب العرب على .. ( البكاء على الأطلال ) ..؟

المقدمة الطللية أو البكاء على الأطلال من مميزات الشعر العربي القديم وقد حاول الكثير من الكارهين للعروبة

الهجوم على الشعر العربي من خلال الطعن في هذه المقدمة الجميلة .. ( البكاء على الاطلال ) .. !
لماذا عابواعلى العرب بكائهم على أطلالهم ..؟

كثير من المستشرقين يتهم العرب بالسخف ! .. لانهم يبكون على الماضي ! وهل البكاء على الماضي سخافه !

لايهمنا اعداء الأصالة العربية .. ولكن كثير ما نسمع من بعض الأصدقاء هذه الجملة .. ( انتم لا تزالون

تبكون على الاطلال .. أو عندما نستحضر عبق الماضي الجميل .. يقطع الحديث علينا احد المستمعين بقوله

.. دع عنك التباكي على اطلال الماضي !.. ان يكون الاعتراض من الاعداء فهذا شيء طبيعي أما

أن يأتي التسخيف و التهكم من ابناء العروبه فهذا الشيء يحتاج الى وقفه أدبية نراجع بها اوراق

الادب العربي القديم .. ونرى بأعيننا هل اصاب العرب القدماء ام كانوا سخفاء في شعرهم !

المشكلة تبدأ اولا من ( المقارنه ) بين شاعر بديهي وشاعر مثقف هنا نبدأ نقطة الحوار

العرب الاوائل لا يعرفون الثقافة بمعناها المتعارف عليه الان فمن الطبيعي أنهم عندما انشدوا الشعر

انطلقوا من الوجدان الصافي البعيد عن المسائل العقلية المنطقية الوجدان الذي يرتكز على الحس

المرهف الذي يبتعد عن الحكم المنطقي و ابرز صفة نستطيع من خلالها تصوير الوجدان هي البكاء

على الاطلال فكأن الشاعر العربي اراد ان يستدر دموع السامعين بهذه المقدمة قبل ان يتحدث عن

عن الموضوع المراد وهي أشارة من الشاعر ان الشعر يدور في فلك الوجدان ويبتعد كثيرا عن المنطق

الجدلي .. أذن البكاء على الاطلال هو من ابرز الفنون العاطفية التي سبق اليها العرب القدماء

ولأن الانسان بلا بكاء وحنين ليس بإنسان بل اما حجر او الة صماء لا تحس ولا تبكي !

ثانيا : الشعر العربي لا يحاكم بالمنطق الصارم لانه شعر وجداني بحت يدورفي فلك الوجدان و العواطف

ويأخذ بشي بسيط من المنطق و اقرب مثال على توضيح هذه القضية هي القصيدة المشهورة قصيدة ابو العلاء المعري صاحب العقل الجبار في رثاء احد الامراء عندما قال ...

غير مجدن في ملتي واعتقادي = نوح باكن ولا ترنم شادي

وشبيه صوت النعي إذا قيس = بصوت البشير في كل نادي

أبكت تلكم الحمامة أم غنت = على فرع غصنها الميادي

لو حاكمنا هذه القصيدة بحكم المنطق لسقطت من اول وهله ! ولم تصمد امام النقد ! كيف ذلك

وصاحبها من الفلاسفة الكبار ؟! كيف يسوي الشاعر بين النقيضين ؟

هل يستوي البكاء و الضحك ؟ هل يستوي إعلان الوفاة بإعلان الميلاد ؟
هل هذه الفروق متساوية ؟!


إن الشاعر عبر عن الوجدان العربي اجمل تعبير وكأنه رجع بنا الى منبع الشعر القديم
الشعر الجاهلي وكأنه من شعراء ذلك الزمان الغابر .

إن المعري انفعل انفعال شديد فتحولت مشاعره الجياشه الى جمال فني اثار الحزن الدفين وتركنا

نتسائل في انفسنا ما الفرق بين هذه الاشياء المتناقضه ؟ انه يخاطب الوجدان وليس العقل

انه يعبر عن النفس البشرية عندما تصل الى حالة وجدانية تستوي فيها جميعا الاشياء المتناقضة

استواء عاطفي نفسي ليس استواء عقلي منطقي .. كأنه يقول ان الانسان في بعض حالاته
تهدأ نفسه وتستقبل الامور بهدوء تام ...

في الختام . .. لابد من دراسة الادب العربي بعمق لكي نفهم مراد العرب الاوائل من قصائدهم

ولكي لا يتجراء احد على السخرية منهم ومن فنهم الجميل .. كانت هذه الكليمات ردا على الإستهزاء بالادب

الجاهلي وعلى من عاب عليهم بكائهم على الاطلال .. اترك لك التعليق
..


















عرض البوم صور البحتري   رد مع اقتباس