أخي القدير حمد،
معك قلباً وقالباً، وهذه الدعوة هي التي ننادي بها، للخروج من زخم الكلام الزائد، والنسخ واللصق في الردود التي لا تخدم الشاعر ولا النص ولا القارئ، تلك التي جعلت المجاملة ديدن الجميع، فأكاد أجزم بأن ثلاثة أرباع من يكتب رده على القصيدة لم يقرأها كاملة، وإن قرأ، فلن تكون إلا قراءة سريعة ( مسح ضوئي)، وهذا يعيق الشعر ولا يحفّز الشاعر إطلاقاً، حتى وإن كان الشاعر من أولئك الذين يبحثون عن التصفيق وصراخ الجمهور كما في الأمسيات الشعرية مؤخراً.
فهذا رجاء، وطلب، بأن من لا يجرأ على طرح رأي صريح، ليس بالضرورة أن ينتقد لأن النقد فن وعلم أوسع من الشعر أبواباً وله تقاطعات وتداخلات لا يجيدها معظم الشعراء المتمكنين ولا القراء المطلعين، حتى أن بعض علماء اللغة والنقد لا يفصحون بما لديهم كي لا يقعون في خطأ نقدي يحسب ضدهم، فهو سلاح ذو حدّين، أن لا يكيل المدح والثناء ويخرج...، والمطلوب منّا جميعاً أن نتجاوز الردود الفضفاضة، وقراءة النص بتأمل وتركيز لتمييز القصيدة عن العصيدة، والولوج إلى العمق؛ للخروج برأي انطباعي يعبر عن صاحب الرد والأثر الذي تركته الأبيات في نفسه.
معك أخي ابن وائل في هذه الدعوة، الدعوة للتميّز.
وآمل من أخواني وأخواتي عدم الإنجراف في بحر النقد وعرض القراءات الإنطباعية التي تمثل رأي القارئ، ولا تمثل علم النقد.
خالص الشكر، وقوّاكم الله
المحب
مرضي الخمعلي