إن مِن أشد الدعوات المُغرضة التي يغيب عن كثير من الناس خَطَرُ بداياتِها، مسألةُ الحجاب, والإختلاط بين الجنسين في ميادين الحياة, والتي تولى كِبْرَها أعداء الإسلام, مِن بني جِلْدَتِنا, من خلال الدعوات الآثمة، والشِّعَارات المُضَلِّلَة باسم حقوق المرأة، وحريتها، ومساواتها بالرجل، من دعوات تناولوها بعقول صغيرة، وأفكار مريضة، يتبجحون بالمناداة إليها في بلاد الإسلام، وفي المجتمعات المستقيمة لإسقاط الحجاب وخلعه، ونشر التبرج والسفور والعري.
ففي اللباس والحجاب: أَلْبَسُوا الأطفالَ الملابس العارية، لما فيها من إيلاف الأطفال على هذه الملابس والزينة، بما فيها من تشبه وعُريّ وتهتك. وتطور الأمر إلى أن أَلِفَهَا البَالِغَاتُ, والأمهات.
وفي الإختلاط بين الجنسين في ميادين الحياة, وضَعُوا لَبِنَة الاختلاط في رياض الأطفال، وبرامج الأطفال في وسائل الإعلام، وَرُكنِ التعارف بين الأطفال، وتقديم باقات الزهور من الجنسين في الاحتفالات،
وهكذا يُخترق الحجاب، ويُؤسَّس الاختلاط، بمثل هذه البدايات التي يستسهلها كثير من الناس!!
وَهَاهُم اليوم يَطرحون شيئاً من خُطُوَاتِهم الآثِمَة, ألا وهي تَدْريس النساءِ لِلذُّكورِ في المراحل الإبتدائية الأولية.
زاعمين أنها أكثر تأثيراً وحناناً وعاطفة وليونة من الرجل, ولأن الطفل يألفها أكثر من الرجل!!!
مع العلم أن الله تعالى لَما نَهَى المرأةَ عن إِبْداءِ الزينةِ لِغير مَحارِمها ونسائِها, لَمْ يَسْتَثْن من الأطفال, إلا الذين لم يَظْهَرُوا على عورات النساء, لِيُبَيِّن لِلمرأة أن الأطفال على قسمين:
قسم لا يفهم ولا يميز بين أحوال النساء وعوراتهن وكلامهن الرخيم وتَعَطُّفِهِن في المَشْيَة, وحركاتهن وسَكَناتِهِن, فهذا يُلْحَق بِمَحَارِمِهن ونسائِهِن,
وأما غيره فلا يجوز التساهلُ معه وإن كان طفلاً.
وذكر أهل العلم أن الذين لم يظهروا على عورات النساء هُمْ مَن دون سِنِّ التَمْيِيز.
فإذا كانت المرأة مُطَالبَةً بالتَّحَرُّز من الأطفال في إبداء الزينة, وَأَخْذِ الحذر لأنهم ليسوا سواء,
فكيف تُطَالَبُ بتدريس الأطفال الذكور, وتُقَدَم على الرجل؟
ومن المعلوم أن البنين في هذه المرحلة يهابون المعلم الذكر ويحترمونه ويصغون إلى مايقول أكثر من المرأة.
إضافةً إلى أن الطالب في هذه المرحلة يحتاج إلى أن يُربى على أخلاق الرجال وشهامتهم وصبرهم وقوتهم.
فهذه خطوة من خُطُواتِ الشيطان وجنوده التي إذا تركوا وشأنهم فيها قادوا الأمة إلى الهلاك.
نسأل الله السلامة والعافية