الكآتبة / هند آل فاضل ..
بعيداً عن الأسلوب الراقي و الكلمات التي ساهمت في قوة التعبير فأنتي كاتبة تهتمين بقضايا المجتمع خصوصاً هموم المراهقين و ما قبل فترة المراهقة .. فهم البذرة لبناء المجتمع و تقوية جذوره ..
.
موضوع مميز جداً ..
و سوف أعلق على زاوية معينة و هي تلفظ الأب على الابن و نعته بالفاشل ..
في ميدان التعليم نواجه العديد من المشاكل المماثلة فتكون ردة الفعل للإبن سيئة جداً .. سواء من الجانب النفسي أو من جانب تصرفاته في المجتمع .. مثال من الواقع / طالب في الصف الثاني الثانوي .. يحاول أخذ ملفه و التقدم لأي وظيفة مهما كان مرتبها رغم تميزه في المدرسه .. حتى قال لي بالحرف الواحد .. ( أبي وظيفه لو أقهوي المدير )..
يوم من الأيام و كان بيني و بين الطالب هذه المحادثه أو بعض من المحادثه ..
.
أنا / سلامات يا عبدالله أشوف صوتك واصل لآخر الساحه ..
عبدالله / لا .. يا أستاذ سعد ما فيه شي ..
أنا / بس أسمعك تقول أبي ملفي .. و ماني مكمل .. رغم ان اللي باقي اسبوعين على الاختبارات النهائية .. و ما قدامك إلا سنه و تنهي المرحله الثانوية ..
عبدالله / و الله يا استاذ سعد ما تعرف الظروف .. و أنا مليت و ودي اعتمد على نفسي .. و ياليت ما تجبرني أتكلم ..
أنا / يا عبدالله ما أتوقع فيه ظرف يمنعك من النجاح و مواصلة أهدافك .. بالعكس مهما زادت ظروفنا قساوة تزيد همتنا و نحاول نختبر قوتنا قدام ظروفنا ..
.
سكت الطالب عبدالله .. بدأت العبره تخنق أنفاسه .. تكلم بصوت خافت ..
.
عبدالله / يا أستاذ أنا عشت مهان بالبيت .. كأني عامل عند أبوي .. يامر علي و يرفع صوته علي و يتلفظ علي بألفاظ تجرح .. و اخواني لو يخطون ما يسوي لهم شي ..
أنا / يا عبدالله مهما كان هذا أبوك .. و اعرف إن أجرك راح يزيد بصبرك و تحملك ..
عبدالله / خلاص ما أتحمل .. قبل يومين يضربني بالفنجال قدام ضيوفه إني زودت بالهيل .. و جبرني اسوي قهوه جديده مع التهديد .. و أمس يضربني بالعصا إني رحت مع أخوي للمدرسه .. يبيني أروح على رجولي ..
أنا / يا عبدالله هونها و تهون .. أبوك لو يجلدك .. لو يضربك .. لو يتكلم عليك .. هذا أبوك ..
عبدالله / لو كان أسلوبه مع اخواني نفس اسلوبه معي .. غيه .. لكن أنا .. غير ..
أنا / ريح اعصابك .. و فكر زين .. و فكر بمستقبلك .. و ما عليك من ظروف البيت .. إن شالله سنه و تعتمد على نفسك ..
عبدالله / إذا جلست عند ابوي .. مستقبلي مظلم ..
أنا / توكل على الله و ارجع فصلك و عطني رقم أبوك .. و كل شي يكون بخير ان شاء الله ..
عبدالله / مسح دموعه .. و رجع الفصل ..
.
.
اكتفي بسرد الجزء هذا من الحدث ..
في الحقيقة عندما نتحدث عنالأباء نحمّلهم الجانب الأكبر من توجيه الأبناء ..
المعلمون .. يحاولون تعديل بعض السلوكيات للطلاب .. و توجيههم إلى الطرق السليمة و لا غنى عن المنزل ..
و المشكله ليست هنا .. المشكلة ..
عندما يتحدث الطالب عن مستقبله و يقول ( مصيري مثل أخوي أو ولد عمي أو ... تقديره ممتاز و قاعد بالبيت ..) أصبحنا نربط مستقبلنا بما آل إليه مستقبل البعض ..
الفرص الوظيفية أصبحت شبه معدومه .. حتى أن أصحاب الشهادات يجلسون على مقاعد الإنتظار ..
مثل هذه الأحداث تقتل الأمل في قلوب الأبناء ..
أنا مؤيد لك أختي هند في كلمة ..
أسأل الله أن يوفق الجميع ..
.
.