عرض مشاركة واحدة
قديم 20/12/05, (07:01 AM)   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
محمد الدلماني
اللقب:
مــديــر الـمـنـتـدى
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد الدلماني

البيانات
التسجيل: 14/04/05
العضوية: 62
الدولة: kuwait
المشاركات: 19,226
بمعدل : 2.59 يوميا
معدل التقييم: 100
نقاط التقييم: 1500
محمد الدلماني يستحق وسام ويلانمحمد الدلماني يستحق وسام ويلانمحمد الدلماني يستحق وسام ويلانمحمد الدلماني يستحق وسام ويلانمحمد الدلماني يستحق وسام ويلانمحمد الدلماني يستحق وسام ويلانمحمد الدلماني يستحق وسام ويلانمحمد الدلماني يستحق وسام ويلانمحمد الدلماني يستحق وسام ويلانمحمد الدلماني يستحق وسام ويلانمحمد الدلماني يستحق وسام ويلان


الإتصالات
الحالة:
محمد الدلماني غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : محمد الدلماني المنتدى : المنتدي العام
افتراضي

(( .. التـاريخ الإسبـانـي .. ))
.
.


ذكر مؤرّخو الإسلام أن أول من سَكَن الأندلس قومٌ يسمَّون الأندلش ، و كان هذا بعد الطوفان الذي أهلك قوم نوح ، و غير العرب تسميتها فأحالوا الشين سيناً ، و كان هؤلاء القوم أهل سوء و فسق ، فأفسدوا في الأرض و ظَهَر خُبثُهم ، فانقلب حال بلادهم إلى القحط و الضيق و الضنك ، و جفّت العيون و انقطع المطر و أجدبت الأرض ، حتى هلك منهم ما لا يُحصى ، و فرّ من بقي (و هم قليل) ، فخَلَت الأندلس و ظلت على هذا الحال قرابة قرن في بعض الروايات ، حتى كان أنْ ضاق الحال بأهل أفريقيا ، فحمل مَلِكهم جماعةً من قومه إلى الأندلس ، ليخف عدد الأفارقة و يخف الضيق عليهم ، فلما وصلوا فوجئوا أنها انفجرت أنهاراً و عيوناً ، غير ما عُرِفَ عنها ، و اخضرّت و أخصبت ، فسرّهم ذلك و نزلوها ، و دام ملكهم زمناً ثم اندثروا و بادوا ، فأتى مكانهم الروم من إيطاليا و سكنوها ، و سُمِّيَت بإسم ملكهم الأول هناك إسبان ابن تايتَس ، أو طيطس ، و كان إسبان هذا هو الذي بنى "إشبيلية".

توالت دولٌ و أمم على مُلك الأندلس ، إلى أن أتت أمة الجوث ، و هم من سماهم العرب "القوط" (Goth بالإنجليزي ، و تلك الطائفة الأسبانية تحديداً إسمها Visigoth). كان القوط هؤلاء هم آخر قوم سكنوا الأندلس قبل أن يفتحها المسلمون. لم يندثروا تماماً بعد الفتح ، و كانوا بالجوار ، و أخذوا الأندلس منا لاحقاً ، و إنا لله و إنا إليه راجعون.


(( .. عصـر الإسـلام وصفـة الأندلـس .. ))
.
.


بعد النصر الكبير ، شيّد المسلمون المساجد في الأندلس ، و نشروا نور الإسلام ، و أقاموا العدل و الحق ، كما فعلوا في أي قطرٍ فتحه الإسلام ، و ظل هذا حال الأندلس.
لكن ، شيئاً فشيئاً ، ساعدت عوامل الأندلس على قيام حضارة إسلامية جديدة ، لم يصنع المسلمون مثلها سابقاً. كانت الأندلس مرتعاً خصباً لقيام الحضارة. كانت تبعث على الحياة و البهجة ، فكل شئٍ فها كان طيباً كريماً. وَصَفها "الحميري" في كتاب "صفة جزيرة الأندلس" فقال:
"والأندلس شأمية في طيبها وهوائها، يمانية في اعتدالها واستوائها، هندية في عطرها وذكائها، أهوازية في عظم جبايتها، صينية في جواهر معادنها، عدنية في منافع سواحلها؛ وفيها آثار عظيمة لليونانيين أهل الحكمة وحاملي الفلسفة..."
و نقل المقري عنها من كلام غيره من عجيب حُسنِها ، فقال:
"وقال الوزير لسان الدين بن الخطيب - رحمه الله تعالى - في بعض كلامٍ له أجرى فيه ذكر البلاد الأندلسية، أعادها الله تعالى للإسلام ببركة المصطفى عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى السلام، ما نصّه: خصّ الله تعالى بلاد الأندلس من الرّيع وغدق السّقيا، ولذاذة الأقوات، وفراهة الحيوان، ودرور الفواكه، وكثرة المياه، وتبحر العمران، وجودة اللباس، وشرف الآنية، وكثرة السلاح، وصحّة الهواء، وابيضاض ألوان الإنسان، ونبل الأذهان، وقبول الصنائع، وشهامة الطباع، ونفوذ الإدراك، وإحكام التمدّن والاعتمار، بما حرمه الكثير من الأقطار ممّا سواها.
قال أبو عامرٍ السالمي، في كتابه المسمى "بدرر القلائد وغرر الفوائد": الأندلس من الإقليم الشامي، وهو خير الأقاليم، وأعدلها هواءً وتراباً، وأعذبها ماءً وأطيبها هواءً وحيواناً ونباتاً، وهو أوسط الأقاليم، وخير الأمور أوسطها."
و ليس البلاد فقط ، بل قد جَرَت الألسن بفضل أهل الأندلس ، و جمعهم لشتى الفضائل و أكملها ، فقال صاحب "نفح الطيب" فيهم:
"ثم قال صاحب الفرحة: وأهل الأندلس عرب في الأنساب والعزة والأنفة وعلو الهمم وفصاحة الألسن وطيب النفوس وإباء الضيم وقلة احتمال الذل والسماحة بما في أيديهم والنزاهة عن الخضوع وإتيان الدنية، هنديون في إفراط عنايتهم بالعلوم وحبهم فيها وضبطهم لها وروايتهم، بغداديون في ظرفهم ونظافتهم ورقة أخلاقهم ونباهتهم وذكائهم وحسن نظرهم وجودة قرائحهم ولطافة أذهانهم وحدة أفكارهم ونفوذ خواطرهم، يونانيون في استنباطهم للمياه ومعاناتهم لضروب الغراسات واختيارهم لأجناس الفواكه وتدبيرهم لتركيب الشجر وتحسينهم للبساتين بأنواع الخضر وصنوف الزهر، فهم أحكم الناس لأسباب الفلاحة، ومنهم ابن بصال صاحب "كتاب الفلاحة" الذي شهدت له التجربة بفضله، وهم أصبر الناس على مطاولة التعب في تجويد الأعمال ومقاساة النصب في تحسين الصنائع أحذق الناس بالفروسية، وأبصرهم بالطعن والضرب."
و قد قيل أنهم أنظف خلق الله ، يكادون يُبالغون في ذلك ، حتى أنه يكون المقل منهم جائعاً ، فيعطيه الله قوت يومه ، فيطوي سائر يومه و يبتاع بماله ذاك صابوناً يتنظف به. و كان فيهم ظرافة ، و فكاهة ، و كانوا أشبه في زيّهم و سلاحهم بالنصارى ، و كان كثيرٌ منهم لا يعتمّ ، و إذا رأوا مسلماً أتى من الشرق متعمماً و هيئته كهيئة العرب تعجبوا من ذلك و أشاروا إليه.
أما السبب الحقيقي لسقوط الأندلس ، فكما يلي: ظلت الأندلس على خيرٍ وفير ردحاً من الزمن ، إلا أنه لا يصلح آخر الأمة إلا بما صلح به أولها ، و حيث أن طارق ابن زياد و جيشه كانوا أهل صلاحٍ و تقوى و إيمان ، مؤثرين الآخرة على الدنيا ، فلم يكن خَلَفُهم كذلك ، بل كثر العشق و التعشق ، و الموسيقى و التغني بها ، و الإنشاد في المدام و التشهي على كل ما حسُنت صورته ، إناثاً و ذكوراً ، و لم يتشبهوا بسيرة رسول الله ، و لا بسيرة عمر ، فضعف أمرهم ، و تشتتوا ، و ظَهَر ملوك الطوائف: ملكٌ لكل إقليم ، يتناوشون و يتقاتلون ، كل ذلك و النصارى يحشدون و ينشدون الثأر ، بل إن أحد الملوك هؤلاء (المعتمد ابن عباد) عاون ملك النصارى "ألفونسو" على اجتياح بلد أخيه من أمه و أبيه ، لنزاعٍ سياسي تافه ، سامحه الله ، و أدرك خطأه لاحقاً و عوض عنه بأن استعان بمجموعة من مسلمي المغرب ، بقيادة يوشف ابن تاشفين ، فهزم النصارى شر هزيمة و لله الحمد ، لكن لم يدم الحال هكذا ، و بقيت الفرقة و البعد عن الله ، و انشغل الناس بالدنيا ، فكان لزاماً أن تسقط الأندلس ، و هل في ذلك شك؟ منذ متى و نحن أمة حضارة و عز؟ بل عِزُّنا بالإسلام و أصوله و فروعه ، فمتى ما تركنا ذلك أُذلِلنا ، و الأندلس خير شاهد ، بل إن حالنا اليوم خيرٌ شاهداً مِن ذلك.
أما مُدُن الأندلس ، فكنَّ - من ناحيةٍ دنوية بحتة - جناناً في الأرض ، و لنرَ بعض أخبار مُدُنها:


غرناطة (و في بعض اللفظات "أغرناطة")


تَقَع على بُعد 430 كيلومتراً (تقريباً) جنوب العاصمة الحالية مدريد ، و تعني بلغتها الأصلية "الرمّانة" ، روى المقري نقلاً عن الشقندي في "نفح الطيب" عنها: "أما غرناطة فإنها دمشق بلاد الأندلس، ومسرح الأبصار، ومطمح الأنفس، ولم تخل من أشرافٍ أماثلٍ، وعلماءٍ أكابرٍ، وشعراءٍ أفاضلٍ، انتهى؛ ولو لم يكن لها إلى ما خصّها الله تعالى به من المرج الطويل العريض ونهر شنيل لكفاها" ، و قد تغنّى بها المفتتنون ، فقال أحدهم:
غــرنـاطـة مـا لـهـا نـظـيـرٌ =ما مصر ما الشام ما العراق
ما هي إلا العروس تجلى= وتلك من جمـلة الـصّـداق
و كان في غرناطة وادٍ حَسَن ، حوله البساتين و الأنهار ، يُسمّى وادي الأشات (أو وادي آش) و ساكنوه أهل شِعرٍ و أدب ، و أنشد أحد شعرائه في حُسنه:
وادي الأشات يهيج وجدي كلّما=أذكرت ما قضّت بك النعمـاء
لله ظلّك والهجـير مـسـلّـطٌ=قد برّدت لفـحـاتـه الأنـداء
والشمس ترغب أن تفوز بلحظةٍ =منه فتطرف طرفهـا الأفـياء
والنهر يبسم بالحبـاب كـأنّـه=سلخٌ نضتـه حـيّةٌ رقـشـاء
فلذاك تحذره الغصون فميلهـا=أبداً على جـنـبـاتـه إيمـاء

سَقَطت غرناطة عام 1492 ميلادي ، و حوّل النصارى مساجدها إلى كنائس ، و ظلّت غرناطة بلا مساجد لقرونٍ طويلة ، إلى أن افتُتِحَ مسجدٌ عام 1424 الموافق 2003 و لله الحمد و المنة ، و ارتفع أذان التوحيد لأول مرة بعد أن أنتنت البلاد برائحة الشرك لأكثر من 5 قرون .






(( .. القصر الحمراء والذي بناه عبدالرحمن الداخل ..))



هنا مقطع فيديو لغرناطـــــــــــــه

ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ


(( .. قرطبـة ..))


فَتَحها مغيث بن الحارث تحت إمرة طارق ، بها الجامع المعروف ، و بنى فيها المسلمون جسراً عظيماً على النهر ، بأمرٍ من عمر بن عبدالعزيز ، و كانت أرض علمٍ و فقه ، و منها خَرَج العالم الكبير أبو عبدالله القرطبي ، صاحب التفسير الشهير "الجامع لأحكام القرآن" ، و كانت عاصمة الدولة الأموية بقيادة عبد الرحمن الداخل و التي قامت أثناء وجود الدولة العباسية . قال فيها أحد علماء الأندلس:
بأربعٍ فاقت الأمصـار قـرطــبـةٌ = منهنّ قنطرة الوادي، وجامـعـها
هاتان ثنتان، والزهراء ثـالـثةٌ = والعلم أعظم شيءٍ، وهو رابعها
يقول عنها الحجاري في "المسهب": "كانت مركز الكرماء، ومعدن العلماء، وهي من الأندلس بمنزلة الرأس من الجسد، ونهرها من أحسن الأنهار، مكتنفٌ بديباج المروج مطرزٌ بالأزهار، تصدح في جنباته الأطيار، وتنعر النواعير ويبسم النّوّار، وقرطاها الزاهرة والزهراء، حاضرتا الملك وأفقا النعماء والسرّاء" ، و تكلم عنها الحميري في "صفة جزيرة الأندلس فقال: "قاعدة الأندلس، أم مدائنها ومستقر خلافة الأمويين بها، وآثارهم بها ظاهرة، وفضائل قرطبة ومناقب خلفائها أشهر من أن تذكر؛ وهم أعلام البلاد، وأعيان الناس؛ اشتهروا بصحة المذهب، وطيب المكسب، وحسن الزى، وعلو الهمة، وجميل الأخلاق؛ وكان فيها أعلام العلماء، وسادة الفضلاء؛ وتجارها مياسير، وأحوالهم واسعة..."
لما تميّزَت بعض مُدُن الأندلس بالطبيعة و الخضرة ، كانت قرطبة مدينةً حضارية كبيرة. سأل أحد سلاطين الأندلس ، و اسمه يوسف بن عبد المؤمن ، أديباً و مؤرخاً لهم ، يُدعى موسى بن سعيد العنسي ، فقال: ما عندك في قرطبة? قال له: ما كان لي أن أتكلّم حتى أسمع مذهب أمير المؤمنين فيها، فقال السلطان: إن ملوك بين أمية حين اتخذوها حضرة مملكتهم لعلى بصيرةٍ، الديار المنفسحة الكثيرة، والشوارع المتسعة، والمباني الضخمة المشيدة، والنهر الجاري، والهواء المعتدل، والخارج الناضر، والمحرث العظيم، والشّعراء الكافية، والتوسط بين شرق الأندلس وغربها، قال: فقلت: ما أبقى لي أمير المؤمنين ما أقول.
و في قرطبة شُيِّدَ أحد أشهر المساجد في تاريخ الإسلام ، و هو الجامع الكبير ، و ذلك في عهد عبدالرحمن الداخل. كان هذا صرحاً معمارياً بديعاً يخلب اللب و يأسر الفؤاد. قال الحميري فيه: "...وفيها المسجد الجامع المشهور أمره، الشائع ذكره؛ من أجل مصانع الدنيا كبر مساحةٍ، وأحكام صنعةٍ، وجمال هيئةٍ، وإتقان بنيةٍ؛ تهمم به الخلفاء المروانيون، فزادوا فيه زيادةً بعد زيادة، وتتميماً إثر تتميم، حتى بلغ الغاية في الإتقان، فصار يحار فيه الطرف، ويعجز عن حسنه الوصف؛ فليس في مساجد المسلمين مثله تنميقاً وطولاً وعرضاً..."



(( .. صور من داخـل المســجد ..))


ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ






يتبع


















توقيع : محمد الدلماني

وقفتنا وجيه علمتنا دروب السناعه
واحتوتنا وجيه تلغي اللي تعلمنا


عرض البوم صور محمد الدلماني   رد مع اقتباس