جهلاءُ دهري لم يعوا التفسيرا = وتوهّموا في شكّهم تبريرا
وتجرّعوا سوءَ الشكوك كأنّهم = في رملةٍ يتوجّسون غديرا
وتمضْمضوا كالظامئين بمرتعٍ = ماءَ المبازل مغسِلاً وعصيرا
فإذا بهم ساروا لكلّ رذيلةٍ = وتوسّدوا كاليائسين عسيرا
عجباً لمقتنع بأنّ وجودنا = من صدفةٍ جاءت به تحويرا
إنْ كان هذا الخلق منبع صدفةٍ = فالعدل أن ندنوا لها تكبيرا
بل تستحقُ بأنْ نمجّد قدرها = ولها نخرُّ مذلّةً وشكورا
إنْ كان خلق الكائنات بصدفةٍ = منْ أنشأ الأولى لها تسخيرا
كم صدفة يحتاجُ خلق خليّة = قد حيّرت في خلقها التفكيرا