قال أبو العيناء: سمعتُ العباس بن الحسن العلويَّ يصف كلامَ رجل فقال:
كلامُه سهل، كأنَّ بينه وبين القلوب نسبًا، وبينه وبين الحياة سببًا،
كأنَّما هو تحفةُ قادم، ودواء مريض، وواسطة قلادة
وقال آخر:
من الكلمات ما يكون له مغزًى عميقٌ، ويلامس القلوبَ كالندى، وتظلُّ رائحتُه العطرة عَبِقة طيِّبة، وتأتي الشهور والسِّنون، وتلك الكلمات لها وقعُها الحسن، وصداها الجميل،
ومن الكلمات ما هي كالحِجارة الصلدة، والمطارق البغيضة، فصاحبُها يُثير الاشمئزاز، ويغرس الكراهيةَ، وينكد الحياة، وهذا النَّوْع من الكلمات بقدر ما هي مستثقلَة مبغضة،
فإنَّها دليلٌ بارِز على ثِقل قائلها وبغضه، وأنه من فئة لا تُحتمل، ولا تُطاق رؤيتُها؛ لأنَّها قذًى في العين، وكابوسٌ على الصدر،
ونكبة من النكبات.