عرض مشاركة واحدة
قديم 29/04/05, (01:20 PM)   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
خيال البويضا الصقري
اللقب:
عضو نشط

البيانات
التسجيل: 15/04/05
العضوية: 66
المشاركات: 128
بمعدل : 0.02 يوميا
معدل التقييم: 62
نقاط التقييم: 50
خيال البويضا الصقري يستحق التميز


الإتصالات
الحالة:
خيال البويضا الصقري غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : خيال البويضا الصقري المنتدى : المنتدي الاسلامي
افتراضي وقفات مع ذكرى غزوتي أحد والخندق رقم 2

هذه كمالة للموضوع السابق يتبع




دور المنافقين بين الأمس واليوم

على أن طغيان الكافرين وضلال حجتهم وعلو أحقادهم كثيرا ما يثير حفائظ المسلمين الغافلين عن حقيقة الخطر المحدق بهم، ويكون بفضل الله عامل إيقاظ للأمة، ويختصر الزمن اختصارا نحو الإفاقة الإسلامية الكاملة، والصحوة المؤمنة الراشدة، لكن الخطر الأسود إنما يتسلل إلى صفوف الأمة من جماعات المنافقين فيها، الذين يدّعون الحرص عليها والسعي لسلامتها وخيرها، وإن خور نفوسهم وضعف عقيدتهم إن كان ثمة عقيدة - لتقترب بهم من خندق الأعداء، وحين يعلو صوت الكفر وينتفش أعداء الأمة تعلو أصوات المنافقين، حتى لا نكاد نميز بينها وبين أصوات الصهاينة الغلاة والأمريكان الطغاة .. ويؤثر بعضهم ادعاء الحكمة ويرتدي ثوب الناصحين، وتلك حجتهم للمجاهدين في فلسطين أن يؤثروا السلامة والعافية، ويلقوا كل سلاحهم، فيتجردوا بذلك من كل عوامل قوتهم، ثم يجلسوا إلى طاولة المفاوضات مع عدوهم المدجج بالسلاح والمتغطرس بالقوة، فيرضوا منه بالفتات إن منحه لهم !! وتلك حجتهم في العراق أن لا قبل لنا بقوة أمريكا وحلفائها، وخير لنا أن نحمد صنيعهم، ونقبل حمايتهم الموهومة، وديموقراطيتهم المفروضة بالقوة والغشم.

وهؤلاء لا يفهمون منطق أهل الإيمان ورجال العقيدة وأصحاب الرسالات .. فقلوبهم مظلمة لا عهد لها بنور الحق، وهم أيضا جاهلون بسنن التاريخ وحكمته، فأين ذهبت إمبراطورية الرومان والفرس؟ وأين ذهب مجد بريطانيا التي لم تكن تغيب عن إمبراطوريتها الشمس؟ وأين وحشية الاستعمار الفرنسي في أقطارنا العربية؟ وأين ذهب هتلر ونازيته التي أرعبت العالم؟ بل أين ذهب الاتحاد السوفيتي الذي زين للعالمين الشيوعية والإلحاد عقودا من الزمن وفرضها فرضا على عديد من شعوب الإسلام؟ لقد ذهب هؤلاء الطغاة جميعا وبقي الإسلام وأهله، وسيبقى الإسلام لأنه كلمة الله ورسالته إلى العالمين التي تكفل بحفظها بنفسه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9) .. وارتضى حفظها بأوليائه وجنده (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر: 51).

لقد فضح القرآن الكريم سلوك المنافقين يوم أحد، لما انسحب زعيمهم عبد الله بن أبّي بثلث الجيش تاركا المسلمين في نحور أعدائهم، فقال الله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ، الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (آل عمران: 167-168).

وفضحهم يوم الخندق (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً، وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً، وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً، قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (الأحزاب: 13-16).

الدواء .. الصبر والشهادة

يا قومنا .. أيها المجاهدون المرابطون في فلسطين وأفغانستان وكشمير وفطاني .. يا أهلنا في الفلوجة والرمادي وبعقوبة وبغداد والموصل وفي كل العراق .. لقد ارتضيتم الطريق الصعب، طريق العزة والكرامة لأمتكم، والجنة لأولياء الله وحزبه، وقد حفت الجنة بالمكاره وأنتم لها بإذن الله صابرون: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ، وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (آل عمران: 139-143).

واذكروا أن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد كُسرت رباعيته يوم أحد، وجُحشت ركبتاه، وغارت حلقتا المغفر في وجنتيه .. ولقد أصيبت أم عمارة نسيبة بنت كعب بإثني عشر إصابة، لقد جاع رسولكم يوم الخندق حتى ربط حجرين على بطنه، وتضور الصحابة جوعاً وخوفاً (وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) (الأحزاب: 10-11)، فما فت ذلك في عضدهم، وما قلب الحق باطلا، ولا أعطى للباطل حقا (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (آل عمران: 146-147)، وتذكروا أنه بعد عامين من قرح أحد وهزيمة المسلمين فيه وانفضاض الأحزاب خائبين يوم الخندق هتف النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً واثقاً: الآن نغزوهم ولا يغزوننا.

تذكروا أن نصر الله قريب، وأن مع العسر يسرا، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق أخذ المعول ليضرب صخرة استعصت على صحابته فبرقت ثلاث مرات، وهو يقول: (الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام ... الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس .. الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن) وقد كان المسلمون وقتها لا يأمنون على الذهاب لقضاء حاجتهم.

اهتفوا مع رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم: (اللهم إن العيش عيش الآخرة)، وتمتموا مع عمرو بن الجموح: "إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة"، وتمثلوا قول عبد الله بن عمرو بن حرام لله تعالى في الجنة وقد سأله: يا عبدي سل أعطك، فقال: أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانيا .. فقال الله تعالى: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، فقال: يا رب فأبلغ من ورائي، فأنزل الله تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران: 169) - رواه الترمذي وقال حديث حسن، ورواه ابن ماجه وأحمد في مسنده.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. والحمد لله رب العالمين


















توقيع : خيال البويضا الصقري



abo_a_h_d_996@hotmail.com

عرض البوم صور خيال البويضا الصقري   رد مع اقتباس