ليهودي إيلي كوهين
هو إلياهو بن شول كوهين ، دخل سوريا عام 1962 تحت اسم كامل أمين ثابت، وكوهين من مواليد الإسكندرية حي الأزاريطة عام 1924 ولد لأبوين يهوديين ثم تعلم الإرهاب والتجسس.
في مطلع حياته.. في عام 1940 أحب فتاة مصرية مسلمة تدعى (لواحظ) وأحبته إلا أن والده اعترض طريقه قائلا أتتزوج من مسلمة؟ يجب عليك أن تتزوج من يهودية لتنجب أبناء يهود من أجل خدمة إسرائيل العظمى.
وهكذا تلاشى الحب من قلب كوهين.. بهذه السرعة.
وفي عام 1944 التحق كوهين لجهاز الموساد بواسطة يوسي صديقه اليهودي الشاب ودخل في دورة استخبارية في الإسكندرية وأشرف على تدريبه ضابط يهودي هو الكابتن جو يعمل في المخابرات العسكرية الإنكليزية وهو عميل مزدوج إذ كان يعمل مع الإنكليز ومع الهاغانة في آن واحد.
وقد تدرب كوهين على فنون التجسس وجمع المعلومات وتصنيع المتفجرات واستخدامها ونقل المعلومات بالراديو وبالحبر السري وبناء العلاقات وغير ذلك.
ثم تولى حاييم من تدريب كوهين وأمره بالانخراط في المنظمات اليهودية المصرية فدخل منظمة جيهالوز ومنظمة مكابي ومنظمة هابونيم.
وخلال حرب فلسطين ساهم مع زملائه في بناء شبكة لنقل المعلومات عن الجيش المصري وتحركاته.
ومن خلال الجاسوسة (سارة) أمر أن يقوم بمهمات جديدة في مصر وكانت العملية (غوشين) مساهمته في نقل يهود مصر إلى إسرائيل والاتصال مع من بقي منهم والاتصال مع راقصة مصرية مشهورة.
وقد نجح بمهمة (غوشين).. وكانت المعلومات الدقيقة عن الجيش المصري ينقلها أولا بأول إلى (سارة).
حتى أنه نقل إلى سارة تحرك الجيش ليلا (كان يظنه تحرك روتيني) إلا أنه كشف في اليوم التالي ما هو إلا ثورة الجيش على الملك فاروق (ثورة 23 تموز 1952).
وكان كوهين مغرما بسارة وصارحها بحبه إلا أنها أعرضت عنه وأبدت استعدادها لمبادلته العلاقة الجنسية فقط.
وفي عملية (لافون) رأى موشي ديان وزير الحرب الإسرائيلي أن لا يكون هدف العملية تخريب المصالح الأمريكية في مصر إلا أن (لافون) أصر على تخريب المصالح الأمريكية- المصرية وأشرك كوهين بها…
وقد نجح كوهين بتنفيذ كل مطلب منه بدقة وحذر.
واستدعى كوهين للتحقيق في المخابرات المصرية ووضع ملف خاص به وأخذت له عدة صور وقد كتب ضابط التحقيق في ملف:
ليس له علاقة بالتخريب لكنه عنيد جدا ويجيد المراوغة واقتنع الجميع بعدم جاسوسيته.
ولم يغلق ملفه بل وضع تحت المراقبة.
ووصلت إليه تعليمات عن طريق سارة على تجميد نشاطه لمدة عام.
وفي عام 1956 وصله أمر بالمغادرة فورا إلى إسرائيل.
وفي إسرائيل قي أربعة سنوات يتدرب على فنون التجارة وتعلم لهجة بلاد الشام واللغتين الأسبانية والبرتغالية.
وادخل في برنامج (العائلة السورية) داخل المخابرات حيث وضع مع عائلات يهودية سورية يتعلم منها كل شيء.
وهناك تعرف على (ايفا) وأحبها حبا عله يعوضه عن حب سارة.
فكرت إسرائيل بعد أن حصل على الجبهة السورية المصرية تقدم عسكري تجاه الحدود لتخويف إسرائيل. فكرت بعملية مقابلة وكانت عملية (البساط الأحمر) والتي أمرت بها القوات خطط هجومية ضد سورية والأردن ومصر وهكذا وضعت الأركان عام 1960 خططها الهجومية وظلت جاهزة حتى عام 1967مع حصول إسرائيل على الأسلحة الجديدة وتحرك عملائها للحصول على الخطط الدفاعية عن (مصر- القاهرة) ،(الأردن-الحسين)، (سورية-الجهاد).
وكان كوهين قد كلف عن خطة (الجهاد) السورية الدفاعية وكان ذلك مضمون ما تكلف به جواسيس آخرون كشف النقاب عن أحدهم وهي الراقصة اليهودية الأصل (أمل شعبان) التي كان اسمها الحقيقي (مسرة رباشي) والتي كانت عشيقة قائد بارز في الجيش السوري.
وقد وجدت مقتولة في شقتها بعد فضيحة كوهين.
سافر كوهين عن طريق سويسرا فالاسكندرية فبيروت بحرا ثم وصل إلى دمشق واستأجر شقة، مقابل الأركان السورية ونصب هوائي جهاز إرساله اللاسلكي.
كان كوهين (أمين ثابت) مهنته تاجرا سوريا متجولا في بلاد أمريكا الجنوبية وإنه من الموالين لحزب البعث العربي الإشتراكي وأنه مستعد للعودة إلى سورية وممارسة التجارة بالأموال التي جمعها عن والده المغترب.
وفي الأرجنتين ومن خلال عبد اللطيف الخشن رئيس تحرير مجلة (الوطن العربي) ومن خلال ولده كمال في سورية تعرف على سليم حاطوم وصلاح الضلي ركني القيادة السورية عام 1963 وتعرف على جورج سيف ومغري زهر الدين قريب رئيس الأركان السورية عبد الكريم زهر الدين من خلال (ماجد شيخ الأرضي). وقد كسب ودهم عن طريق الحفلات الماجنة والمحرمات في شقته وبذل الهدايا المالية للشخصيات.
وهكذا حصل على خطط الجهاد الميدانية وقام بتصوير الجبهة عدة مرات ورسم خرائط ومعلومات عسكرية وسياسية كثيرة.
كما أنه أول من علم بثورة آذار قيل وقوعها.
كما حل الخلاف السوري المصري عام 1963 بدقة وبشكل واقعي وعرف أسرار القادة الأوائل ونقاط ضعفهم وقوتهم.
وقد لقبته قيادته بلقب ( أفضل جاسوس إسرائيلي في القرن العشرين). في ساحة المرجة في دمشق.
وفي 18/5/1965 اعتلى كوهين المشنقة بعد أن كشف أمره من خلال السفارة الهندية التي شكت من التشويش على اتصالاتها وشكوك المخابرات المصرية في الصورة التي وصلتها والتي أمسك به متلبسا.
الفرنسي برنابور سيكو
نتمي برنارد الفرنسي الولادة للعام 1943، وفي عام 1964 التحق موظفا في وزارة الخارجية الفرنسية وهو يحمل الثانوية العامة ويرجع قبوله في هذه الوظيفة لخدماته في الجزائر مع قوات الاحتلال الفرنسي.
وفي نهاية عام 1964 عين محاسبا في السفارة الصينية وبقي في وظيفته حتى عام 1965 وقد التقى الفنا الصيني (باي بش ش) والذي كان شكله الخارجي اجمل من أي فتاة وكان هذا اللقاء لقاء حميما..
واستمرت حياتهما في سرية تامة.. إلى أن أخرست المفاجأة برنارد بعد شهور من زواجه السري إذ أن (باي) حاملا.
وفرح الفرنسي بهذا النبأ. وبحكم عمل (باي) الفني فقد غاب عن برنار سبعة شهور ليعود بعدها إلى بكين بأنه وضع طفلا في إحدى مستشفيات شنغهاي وأن الطفل سمي (دوشي).
ولما سأل برنار عن ابنه قال (باي) بالنظر لعملي الذي لا أستطيع الإتقطاع عنه لذا أخذته الدولة لترعاه وتعتني به.
بعد فترة نقل برنارد إلى العمل في السفارة الفرنسية في المملكة العربية السعودية وفي عام 1969 عاد إلى الصين بعد أن توسطت له زوجة الرئيس الفرنسي كونه أحد أقاربها.
ولم يكن برنار وهو يعود إلى الصين أن المخابرات الصينية كانت له بالمرصاد.. وفي عام 1984 يؤكد مدير المخابرات الفرنسية أن برنار قد خضع تحت تأثير المخابرات الصينية من خلال (باي) حيث خضع (باي) نفسه لتأثير المخابرات الصينية فتم تشغيله من قبل العقيد (تشاي) وأطلق من خلال (باي) عملية (البالون). وعند وصول برنار تمت مقايضة أي لقاء بينه وبين (باي) موافقة برنار على تزويد (باي) بمعلومات لصالح المخابرات الصينية التي عرفت السر.
وكانت الموافقة من برنار دون إعلام الخارجية أو السفارة أو المخابرات الفرنسية وقد حصلت المخابرات الصينية على وثائق يومية لعمل طاقم السفارة واهتماماتهم وميولهم وعرفت ماذا يعرفه الفرنسيون عن الاتحاد السوفيتي وأمريكا كما عرفوا عن موازنة السفارة وكيف تنفق وحتى معلومات عن زوجة الرئيس. وحتى الكلب الذي طلب منه في فرنسا ساعدت المخابرات الصينية للحصول على مقرزأ بطبيب صيني خاص بالكلاب مزود بجهاز خاص.
وحصلوا على برنامج الكتروني لنظام توجيه الصواريخ المضاد للطائرات المطور عن تكنولوجيا مسروقة من الاتحاد السوفيتي حمله معه برنار خطأ بدل برنامج محاسبة الكتروني ونسخه الصينيون وأعادوه مع برنار.
كما نسخت وثائق سرية والشيفرة السرية والخرائط المهمة لعمليات الطوارئ السرية وعلى نظام الأمن والإنذار داخل السفارة مع نظام الحراسة أثناء العطل. وقد عقدت المخابرات الفرنسية والقضاء الفرنسي مع برنار تعونه دونما طلب في قص سيرته التجسسية وكانت حكما مخففا لأمور كثيرة منها أن برنار حصل على سر خطير من منغوليا الصينية من منشق صيني وثق جدا به وأعلم المخابرات الفرنسية بعنوانه وكلمة السر بينهما وهي منشقة رغم موقعها الحزبي الهام.
وهكذا أسدل الستار على برنار وقضيته من قبل المخابرات الفرنسية والقضاء الفرنسي.