وتاريخ الجاسوسيه لم يكن قصرا على الرجال فقط ...
الجاسوسه فلورا
لم يكن أحد يعرف عنها شيئا.. حتى بعض رجال دائرة الاستخبارات الإنجليزية أنفسهم لم يكونوا يعرفون عنها شيئا بالرغم أنها كانت تتدرج على دائرتهم وتجتمع إلى بعض رؤسائهم.
هذه هي فلورا الفتاة الإنجليزية الجميلة..
فلورا الجاسوسة الجريئة..
هذه المرأة التي تعرف العديد من اللغات وحظيت من العلم نصيبها كبيرا.. فهي امرأة داهية إن دخلت مأزق خرجت منه لتوقع من أوقعها فيه.
انخرطت هذه الفتاة الجذابة في سلك الجاسوسية لدوائر الاستخبارات الإنجليزية.. وكلفت بأصعب المهمات واعقدها وأخطرها.
ولهذا كانت تستعمل لباقتها وجاذبيتها وأنوثتها الساحرة لمعرفة أسرار الوزراء وكبار الضباط حتى الجواسيس المحنكين منهم.
هذه المرأة التي ما يكاد يقع أحد في حبالها حتى تنتزع منه أسراره وأوراقه.. فلورا كانت من الجمال والروعة بحيث كان يقع في حبها كل من يراها..
ويقال أن أحد كبار الفرنسيين عرض عليها أن يترك عائلته وأولاده ويتزوجها فرفضت فلورا عرضه.
وهذا رئيس إحدى الوزارات الإيطالية الذي جن في حبها وكيف أنه لم يعد يفارقها مما كان حديث المجتمعات الإيطالية في بداية الحرب العالمية الأولى.
وفي عام 1915 عرف رجال الاستخبارات البريطانية بوجود أحد كبار جواسيس الألمان في سويسرا فبعثوا بفلورا إليه لتنتزع منه أسراره.
وكان هذا الجاسوس يطلق على نفسه (الأستاذ أهرادت) ويدعي أنه عالم آثار.. ولذا لم يكن يسمح لأحد بدخول غرفته التي يقطنها في النزل بحجة أنه لا يريد أن يعبث أحد بمجموعة الآثار التي يحتفظ بها في غرفته.
حتى أن مفتاح غرفته كان خاصا به وليس في الفندق مثله. إن الآثار القديمة التي ادعى أنها في غرفته ما هي بالحقيقة إلا عبارة عن نظام للجاسوسية الألمانية وأغراضها وأسماء رجالها في سويسرا وهذا ما تريد المخابرات البريطانية الحصول عليه لتكمل ما لديها من معلومات عن نظام الجاسوسية الألمانية. وأن تبرهن للسلطات السويسرية بأن الأستاذ أهرادت يعمل لحساب مصلحة الجاسوسية الألمانية وهو ما يجعل حكومة سويسرا أن تقوم بإبعاده عن بلادها.
نزلت فلورا في نفس الفندق الذي يقطنه اهرادت وحاولت أن تستلفت نظره إليها حتى أوقعته بشباكها.. وحبها.
بعد أيام دعاها اهرادت إلى غرفته لتناول قدح من الشراب.. وبعد أن احتسيا الخمرة طلبت فلورا منه أن يحضر لها غرضا من الصالون كانت قد نسته. وكاتن المفروض بالجاسوس أن لا يغادر غرفته وفيها أسراره.. ولكنه ذهب.. فقامت فلورا إلى أوراقه ووضعتها في محفظتها وهمت بالهرب لولا فتح الباب فجأة وظهر على عتبته سكرتير ألماني كان ينظر بعين حاقدة إلى ما ينصرف إليه رئيسه من عبث ولهو..
ولما جاء الألماني وعرف أن فلورا قد أخذت أوراقه أقسم أن يسلمها للبوليس فلاطفته فلورا ووعدته بأن تعطيه أسماء الجواسيس الإنكليز وأخبارهم في ألمانيا مقابل إخلاء سبيلها.
ووافق الألماني على ذلك وأخذ يكتب ما تميله عليه فلورا من أسرار.. وفي الصباح تركته فلورا وخرجت بينما ذهب هو ليبعث بتقريره إلى حكومته. سافرت فلورا من سويسرا فور خروجها بينما تلقى الألماني بعد أيام كتابا من حكومته تلومه وتوبخه على تقريره العاري من الحقيقة والصحة والواقع.
وقد استغرب الألمان عندما علموا أن فلورا تنتقل في ألمانيا طوال الحرب العالمية وكانت تزور كل مدنها.
وكانت تحمل جوازا هولنديا ليس فيه ما يدعو للشك..
كانت هدف فلورا الوصول إلى الشيفرة الألمانية الحربية ولكنها لم تتمكن لصعوبة الأمر، إلا أنها استطاعت أن تحصل على الشيفرة التي تتخابر بواسطتها المدرعات الألمانية حينما تكون في عرض البحر وهذا ما ساعد الاستخبارات الإنجليزية على معرفة أغراض الألمان في معركة جوتلندا البحرية.
ومما قامت به فلورا أنها تمكنت من سرقة الشيفرة الألمانية الخاصة بالمخابرات بين سفن الأسطول الألماني وذلك لما وقع أحد الضباط الألمان في غرامها وأخذها معه لزيارة الطراد الذي يقوده.
وكانت المخابرات الإنجليزية تعمل في أوروبا ويعمل رحالها في الشرق.. في الجزيرة العربية وسورية ولبنان.
وكان الكولونيل (لورانس) أكثرهم حركة وأشدهم كرها للانتداب الفرنسي. يقول أحد الكتاب الفرنسيين يصف حركات لورنس ونشاطه:
"لم يكتف لورانس بما كان يحاوله من التهوين من نفوذنا في الشرق وإزالته، بل راح يعمل لإثارة القبائل والشعب العربي ضدنا حتى كانت الثورة السورية. ذلك أن رجال الاستخبارات الإنجليز لم يقبلوا ولا رضوا بقرار عصبة الأمم على انتداب فرنسا في البلدين".
وكانوا ينظرون إلينا كدخلاء من الواجب إخراجنا من هذه المنطقة ليصبح بمقدورهم ضم سوريا ولبنان إلى امبراطوريتهم الواسعة الأطراف.
أو وضعها تحت النفوذ الإنجليزي كما فعلوا في البلاد العربية الأخرى. ولما تقدم الجنرال اللنبي بجيشه إلى فلسطين وسورية وذلك قبل الهدنة بأيام قام رجال الاستخبارات الإنجليزية ينظمون الإمبراطورية العربية الجديدة التي قدروا أنها سوف تساندهم وتخضع لنفوذهم.
وقام أحد رجالهم وهو الجنرال (مود) الذي كان قائدا للقوات الإنجليزية في العراق بإصدار منشور حيا فيه الشعب العربي الذي ضحى بدمائه في سبيل استقلاله. والذي ستكون بريطانيا أكبر مساعد له على تحقيق أمانيه بحيث يعيد للأمة ماضيها المجيد بمساعدة جيوش صاحب الجلالة.
لكن الفرنسيين ثبتوا في مراكزهم في سورية ولبنان ودافعوا عن انتدابهم وأبوا التخلي عنه، فقاومهم رجال الاستخبارات الإنجليز وحاربوهم بمختلف الأسلحة حتى كانت الثورة السورية في سنة 1926.
وكان الماجور (ماكالوم) الضابط العسكري الملحق في القنصلية الإنجليزية في بيروت يساعد لورانس في سياسته هذه.
وإذا كانت الخطة الإنجليزية لم تنجح فسبب ذلك كما يقول الفرنسيون أن لورانس وأنصاره وجدوا في الكابتن دي كاربنتري الفرنسي خصما عنيدا، وهذا الضابط الشاب الذي تمكن من الوقوف في وجه اللنبي ولورانس وماكالوم لم يكن من أولئك الذين ينصرفون لقراءة التقارير في الغرف المغلفة، وإنما كان همه أن يبحث بنفسه وأن يشرف بعينه على كل ما يحاك من مكائد.
ولقد أحس المارشال اللنبي بخطورة هذا الكابتن فقال عنه يوما:
"إن باستطاعته أن يقوم مقام فرقة من الجند".
ولكن دائرة الاستخبارات الإنجليزية راحت تحارب خصمها العنيد وساعدتها الأقدار فأصيب هذا الضابط الفرنسي برصاصة طائشة سقط ميتا على الأرض السورية التي كان يعمل عليها.
وليس بالميسور أن نتناول تاريخ هذا العراك بيننا وبين حلفائنا الإنجليز فقد كان شديدا وعنيفا..
ولعل انهيار الفرنك أحد مظاهر هذا العراك الشديد الهائل. وكان لورانس وماكالوم يصارحنا العداء على رؤوس الأشهاد ويقدمان المال والرأي لأعدائنا دونما تردد ولا خفاء.
ولقد حدث يوما أن نشط الأكراد ضدنا فأوقعوا بعض جنودنا في كمين سقط فيه رجالنا صرعى الواحد تلو الآخر وسقط معهم في هذه المعركة بعض خصومنا أيضا. ولما أرسلنا فرقة من جنودنا لتعقب الجناة وجدنا في جيوب بعض الأكراد الذين سقطوا في العراك ما يؤكد علاقتهم بالاستخبارات الإنجليزية.
حوادث مثيرة ذهب ضحيتها 22 من العلماء البريطانيين والمشاركين بالبرنامج الأمريكي المسمى (المبادرة الاستراتيجية الدفاعية) أو كما يعرفها الإعلام بـ "حرب النجوم" لقد وقعت في ظروف متشابهة أدت إلى مصرعهم وسجلت على أنها حوادث انتحار.
وللتحقيق تحركت المخابرات الأمريكية ومخابرات منظمة حلف الأطلسي للكشف عن هذا اللغز وقد طلب البنتاغون من وزارة الدفاع البريطانية إشراكه في التحقيقات التي تجري في بريطانيا بعدما لقي ثلاثة علماء بريطانيين حتفهم في حوادث غامضة خلال شهري آب وأيلول 1983 وتبين أنهم من المشتغلين بجوانب من البرنامج الأمريكي لإنتاج نظام أسلحة فضائي مضاد للصواريخ العابرة للقارات.
المسؤولون الأمريكيون يلاحظون أن الحوادث العشرة وقعت خلال الفترة منذ اشتراك بريطانيا في أبحاث برنامج (حرب النجوم) الأمريكي الذي أطلقه الرئيس ريغان في آذار 1983 وبعدها راح أندروهول 33 عاما ضحية أمور غامضة. وهول هذا مهندس متخصص في علوم الفضاء ويعمل في شركة إليروسبيس البريطانية وهي في الواقع مؤسسة أمريكية - بريطانية مشتركة.
لقد عثر على هول مختنقا داخل سيارته بعد تسرب الغاز من عادم السيارة إلى داخلها وقيدت السلطات البريطانية الحادث على أنه انتحار.
وقبل قتل هول بشهر واحد عثرت الشرطة البريطانية على اليستيربيكهام وهو مهندس فضاء يعمل في شركة بليسي الأمريكية ميتا في كوخ صغير بحديقة منزله وقد قيد بأسلاك كهربائية ممتدة من داخل البيت وقد صعقه التيار الكهربائي.
ورغم ملابسات الحادث إلا أن السلطات البريطانية اعتبرت الوفاة حادث انتحار أيضا. بالرغم من أسرة القتيل تصر على أنه قتل وأنه لا يعاني أي اضطراب نفسي واكتئابي ولا توجد لديه أي مشكلات شخصية أو مهنية.
لقد طلب الممثلين العسكريين للولايات المتحدة لدى منظمة حلف الأطلسي من سلطات الاستخبارات في مقر الحلف في بروكسل التدخل لدى السلطات البريطانية للحصول منهم على تقرير عن مسلسل الاغتيالات ضد العلماء الذين يشتغلون على أبحاث برنامج حرب النجوم الأمريكي.
وقد توصلت استخبارات الأطلسي إلى معلومة تؤكد الشكوك الأمريكية إذ تبين أن خمسة من العلماء المغدورين كانوا يشغلون مناصب حساسة لدى مؤسسة ماركوني البريطانية وهي مؤسسة تنفذ عقود الأبحاث العسكرية الأمريكية في إطار برنامج حرب النجوم.
وتبين أنه في ثلاث من هذه الحالات الخمس كانت الوفاة ناتجة عن تسرب الغاز من العادم إلى جاخل السيارة وإن أحد العلماء الخمسة الذين لقوا مصرعهم كانوا يشغلون مناصب حساسة في الشركة وهو من أصل عربي واسمه أسعد شريف وقد وجد داخل سيارته مختنقا بحبل لف حول رقبته ولف طرفه الآخر إلى شجرة على الطريق وقد وقع الحادث في تشرين الأول 1986.
وتقول مصادر البنتاغون أن اثنين من العلماء القتلى البريطانيين يشتغلون في مناصب رسمية في الحكومة البريطانية أحدهم اسمه ريتشارد بوغ وكان خبيرا في الكومبيوتر في وزارة الدفاع البريطانية والثاني جون بريتان من أساتذة الكلية العسكرية الملكية البريطانية أو بعد هذا تسأل: من اغتال هؤلاء العلماء؟
إذا أردت الجواب فعد لقراءة موضوع وكالات الاستخبارات في بريطانيا..ا
الكوريه كيم هوي
[color=#008080]لقد كشفت المخابرات الكورية الجنوبية بعد إجراء تحقيقات مكثفة وصعبة مع فايومي اليابانية (حسب البيانات الواردة في جواز السفر) بعد أن سمحوا لها باختيار محامي وعقدوا معها اتفاقا أن يكون هناك حكم مخفف إن تعاونت مع اللجنة المحققة.
قالت: أولا إن الجواز مزولار ، كما أن الرجل العجوز الذي كان معي ليس والدي ولقد توفي بالسم الذي كان مخبأ داخل ضرس صناعي فأخرجه ثم ابتلعه لأنه خاف الاعتراف.
أنا يا سادتي كورية شمالية انتمي لعائلة من الطبقة العاملة بعد أن انتهيت دراستي عملت في مصنع لمدة عامين ثم التحقت بالمخابرات الكورية الشمالية.
وأنا من مواليد 1960 دخلت دوائر الاستخبارات بعد ترشيحي أولا واجتيازي عدة دورات وتعلمت فنون التجسس والقتال الهجومي والدفاعي وكلفت بمهمات كثيرة عبر العالم وبجوازات سفر مزورة وقد نفذت كل ما طلب مني بالحرف.
إن المهمات التي كلفت بها ونفذتها كتبتها بخط يدي.
أنا لم أقتل شخصا في حياتي قط ولم أكلف بذلك من الجهة التي أعمل بإمرتها. لقد نلت عدة ميداليات ونياشن ورتب عديدة نتيجة لأعمال الناجحة.
وفي مهمة تفجير الطائرة الكورية كان اسمي مزورا في جواز السفر كما أن الذي يرافقني ليس أبي.
كما كنت أحمل زجاجة بلاستيكية على أنها مشروب الـ (كوكا كولا) وقد سألت عن محتوى هذه الزجاجة فقيل لي بأنها مادة خاصة بالتجسس كوع من أنواع الحبر السري ستضعينها في الطائرة الذاهبة إلى سيؤول ونحن نهبط في مطار البحرين عائدين إلى روما بينما يتلقى عميل لنا الزجاجة في الطائرة ويمررها لسيؤول.
كما إني لم أكن أعلم أن الزجاجة تحتوي مادة متفجرة وإن الهدف هو تفجير الطائرة للضغط على العالم حتى لا يذهب هناك عند الأمبرياليين للاشتراك في الألعاب الأولمبية العالمية.
ولو كنت أعرف بأنني سأفجر الطائرة لما ترددت فأنا عضوة مهمة في الحزب والاستخبارات وليس لي إلا القبول فيما أكلف به.
وربما قائدي كيم سونغ إيل الذي قام بدور والدي أمرني بابتلاع كبسولة السم بعد مضغها فلم تتح لي الفرصة لمضغها فابتلعتها بينما قائدي مضغها ومات.
ولكني لم أمت فالمخابرات البحرينية لم تمكننا من ذلك من أجل التحقيق، ولو مت ما عرفتم عن عملية (الطائر الصغير) أي تفجير الطائرة.
ولم يدر بخلدنا أن موظف الشركة الجوية في مطار أبو ظبي سيتذكرنا ونحن نسأله عن الطائرة العائدة لروما ويغير لنا التذاكر كمساعدة لنا ثم يبلغ مطار البحرين بهذه السرعة ومن قم أقف أنا في هذا الموقف من 29/11/1987.
أنا هنا دخلت التاريخ كجاسوسة وسيذكرني شيوعيو العالم كمناضلة في سبيل قضيتهم.
أنا إن تسببت في قتل الأبرياء في حادث تفجير الطائرة وابتلعت كبسولة السيانيد لم أكن أطلب الحياة بل الموت.
كما أود أن أوضح لكم إن كل الأسماء الذي ذكرتها في اعترافاتي عن ضباطي هم ليسوا بهذه الأسماء إذ أنها أسماء حركية لا نعرفهم بغيرها.
ورغم إني لا أستحق الحياة وأتحمل مسؤولية ما فعلت فأنا شريكة في الجرم رغم عدم معرفتي بالنية وأنا نادمة على ما فعلت.
وهكذا حكم عليها بالسجن الطويل.. حكم على كيم هوي المواطنة الكورية الشمالية..
بقي أن نعلم أنه جرت محاولة لتقل كيم في السجن من قبل المخابرات الكورية الشمالية إلا أنها باءت بالفشل.[/color