ثانياً : ثالث ركن في الاسلام ( الصيام )
يقول العلامة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى :
من فوائد الصوم: أنه يُعرّف العبد نفسه وحاجته وضعفه وفقره لربه ويذكره بعظيم نعم الله تعالى عليه ويذكره أيضاً بحاجة إخوانه الفقراء، فيوجب له ذلك شكراً لله سبحانه وتعالى والاستعانة بنعمه على طاعته، ومواساة إخوانه الفقراء والإحسان إليه، وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الفوائد في قوله- عزّ وجلّ-: { يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصِّيام كما كُتب على الَّذين من قبلكم لعلَّكُم تتَّقُون } [البقرة:183].
فأوضح- سبحانه- أنه كتب علينا الصيام لنتقيه سبحانه؛ فذل ذلك: على أن الصيام وسيلة للتقوى. والتقوى: هي توحيد الله- سبحانه- والإيمان به وبرسوله وبكل ما أخبر الله به ورسوله وطاعته ورسوله، بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه من إخلاص لله- عزّ وجلّ- ومحبة ورغبة ورهبة، وبذلك يتقي العبد عذاب الله تعالى وغضبه.
فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى، وقُربة إلى المولى عزّ وجلّ ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شؤون الدين والدنيا، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض فوائد الصوم في قوله: « يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفجر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء » [رواه البخاري، ومسلم].
فبين النبي- صلى الله عليه وسلم-: أن الصوم وجاء للصائم ووسيلة لطهارته وعفافه؛ وما ذاك إلا لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والصوم يضيق تلك المجاري، ويذكر بالله وعظمته، فيضعف سلطان الشيطان ويقوي سلطان الإيمان وتكثر بسببه الطاعات من المؤمنين وتقل به المعاصي، ومن فوائد الصوم أيضاً أنه يطهر البدن من الأخلاط الرديئة ويكسبه صحة وقوة، اعترف بذلك الكثير من الأطباء وعالجوا به كثيراً من الأمراض.
وقد أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أنه كُتب علينا الصيام كما كتبه على من قبلنا، وأوضح سبحانه وتعالى أن المفروض علينا هو صيام شهر رمضان، وأخبر نبينا- صلى الله عليه وسلم- أن صيامه هو أحد أركان الإسلام الخمسة، قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصِّيام كما كُتب على الَّذين من قبلكم لعلَّكُم تتَّقُون } [البقرة:182-183]. إلى أن قال- عزّ وجلّ: {شهرُ رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن هدًى للناس وبيِّناتٍ من الهُدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدَّةٌ من أيامٍ أُخر يريد الله بكم اليُسر ولا يريد بكم العسر ولتُكملوا العِدَّة ولتُكبِّروا الله على ما هداكم ولعلَّكُم تشكرون } [البقرة: 185]. وفي الصحيحين عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وان محمّداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت » [رواه البخاري، ومسلم].
أيها المسلمون إن الصوم عمل صالح عظيم، وثوابه جزيل، ولا سيما صوم رمضان، فإن الصوم الذي فرضه الله تعالى على عباده وجعله من أسباب الفوز لديه، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يقول الله تعالى: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطرة، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك » [رواه البخاري، ومسلم].
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين » [رواه البخاري، ومسلم]. وأخرج الترمذي، وابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إذا كان أول ليلة من رمضان صُفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغُلقِّت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب، ويُنادي منادٍ يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة » .
وعن عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويُباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حُرِمَ فيه رحمة الله » [مجمع الزوائد للهيثمي، وقال رواه الطبراني].
ثالثاً : قيام رمضان
ويقول ايضاً رحمه الله في قيام رمضان :
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله- تبارك وتعالى- فرض صيام رمضان عليكم، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه » [رواه النسائي]. وليس في قيام رمضان حد محدود؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت لأمته في ذلك شيئاً، وإنما حثهم على قيام رمضان ولم يحدد ذلك بركعات معدودة، ولما سُئل صلى الله عليه وسلم- عن قيام الليل قال: «مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى » [رواه البخاري، ومسلم].
فدل ذلك على: التوسعة في هذا الأمر، فمن أحب أن يُصلي عشرين ركعة ويوتر بثلاث فلا بأس، ومن أحب أن يصلي عشر ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس، ومن أحب أن يُصلي ثمان ركعت ويوتر بثلاث فلا بأس، ومن زاد على ذلك أو نقص عنه فلا حرج عليه، والأفضل: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله غالباً وهو أن يقوم بثمان ركعات يسلم من كل ركعتين ويوتر بثلاث مع الخشوع والطمأنينة وترتيل القراءة لما ثبت في الصحيحين عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً » .
وفي الصحيحين عنها- رضي الله عنها-: « أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل عشر ركعات يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة » . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى أنه كان يجتهد في بعض الليالي بأقل من ذلك، وثبت عنه أيضاً صلى الله عليه وسلم أنه في بعض الليالي يصلي ثلاث عشرة ركعة يسلم من كل اثنتين.
فدلت هذه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ على أن الأمر في صلاة الليل موسع فيه بحمد الله، وليس فيها حد محدود لا يجوز غيره، وهو من فضل الله تبارك وتعالى ورحمته وتيسيره على عباده حتى يفعل كل مسلم ما يستطيع من ذلك، وهذا يعم رمضان وغيره، وينبغي أن يُعلم أن المشروع للمسلم في قيام رمضان وفي سائر الصلوات هو الإقبال على صلاته والخشوع فيها، والطمأنينة في القيام والقعود والركوع والسجود وترتيل التلاوة، وعدم العجلة لأن روح الصلاة هو الإقبال عليها بالقلب والقالب، والخشوع فيها وأداؤها كما شرع الله بإخلاص وصدق، ورغبة ورهبة وحضور قلب. كما قال- سبحانه-: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُون . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهم خَاشِعُون } [المؤمنون: 1، 2].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «جُعِلَت قُرة عيني في الصلاة » [رواه الإمام أحمد، والنسائي]، وقال للذي أساء في صلاته: « إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها » [رواه البخاري، ومسلم]. وكثير من الناس يصلي في قيام رمضان صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها، بل ينقرها نقراً وذلك لا يجوز، بل هو منكر لا تصح معه الصلاة؛ لأن الطمأنينة ركن في الصلاة لا بد منه كما دل عليه الحديث المذكور آنفاً، فالواجب الحذر من ذلك، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته » . قالوا: يا رسول الله كيف يسرق صلاته؟، قال: « لا يتم ركوعها ولا سجودها» [رواه الإمام احمد، والدارمي]. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر الذي نقر صلاته أن يعيدها.
رابعاً : قراءة القرآن :
إن رمضان هو شهر القرآن اختصه الله -عز وجل- بنزول هذا الكتاب المبين فيه، وقال – سبحانه-:"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ " (البقرة: من الآية185)، قال بعض السلف- رحمهم الله-: "ما من كتاب أنزله الله على نبي من الأنبياء إلا كان في هذا الشهر المبارك " ويقول- سبحانه وتعالى-: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ" (القدر:1،2) ، "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ" (الدخان: من الآية3) ولا تعارض بين إنزال القرآن في شهر رمضان وفي ليلة القدر منه، وبين قول ربنا- سبحانه-:"وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً" (الإسراء:106)، وقول الله -عز وجل-:"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً" (الفرقان:32)، فالقرآن نزل في ليلة القدر جملة من بيت العزة إلى سماء الدنيا، ثم بعد ذلك نزل به جبريل -عليه السلام- مفرّقاً منجّماً على امتداد ثلاث وعشرين سنة بحسب الحوادث والأحوال التي تجددت للأمة.
فالقرآن الكريم ابتدأ نزوله في شهر رمضان لما نزل جبريل على نبينا الأمين- صلى الله عليه وسلم- في غار حراء كان هذا النزول المبارك في هذا الشهر المبارك في شهر رمضان، ولذلك كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يُعنى بالقرآن عناية خاصة في هذا الشهر المبارك، وإلا حاله - عليه الصلاة والسلام- أنه كان يقرأ القرآن على كل أحواله، كان يقرأ القرآن قائماً وقاعداً ومضطجعاً، وما كان يمنعه من القرآن شيء إلا الجنابة، لكنه في رمضان -عليه الصلاة والسلام- كان يلقاه جبريل ينزل عليه في رمضان من كل عام فيدارسه القرآن مرة، فلما كان العام الذي توفي فيه- صلوات ربي وسلامه عليه- نزل عليه جبريل فدارسه القرآن مرتين، فيحصل معارضة النبي- صلى الله عليه وسلم- يتلو وجبريل يسمع، جبريل يتلو والنبي- صلى الله عليه وسلم- يسمع عارضه القرآن مرتين، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "ما أُراني إلا قد حضر أجلي"، ولذلك بعد رمضان بشهرين في حجة الوداع كان يقول للناس: "خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا".
إخوتي الكرام: في رمضان نحرص على أن نختم القرآن مرة بعد مرة، وعلى أن نتدارسه ونتدبره ونتأمل في حكمه وأحكامه، وفي ذلك الأجر العظيم والثواب الكبير، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "ألم" حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"، الله أكبر كل حرف من القرآن بعشر حسنات! لو أن إنساناً قال: بسم الله الرحمن الرحيم هذه تسعة عشر حرفاً بمئة وتسعين حسنة، والله يضاعف لمن يشاء، لو أن إنساناً قرأ سورة الإخلاص "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ،وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ" هذه فيها ستة وستون حرفاً بستمائة وستين حسنة في أقل من دقيقة، والله يضاعف لمن يشاء،
ولذلك كان السلف- رضوان الله عليهم- يحرصون على القرآن في رمضان فكان أصحاب محمد- صلى الله عليه وسلم- يقومون الليل في رمضان بالمئين، أي: بالسور الطويلة التي فيها مائة آية أو تزيد، حتى كانوا يستندون على العصي من طول القيام، وكانوا يبتدرون سواري المسجد وما ينصرفون من القيام إلا قدر ما يأكلون أكلة السَحَر، وكان سيدنا عمر - رضي الله عنه- يرى الناس أوزاعاً يصلون متفرقين، فجمعهم على أقرئهم أبي بن كعب -- رضي الله عنه- فصلوا خلفه صلاة التراويح، وكان يقرأ بهم قراءة طويلة - رضوان الله عليه-.
وكذلك كان إمامنا مالك - رحمه الله- إذا دخل رمضان غلّق كتب العلم؛ كتب الحديث والفقه وغيرها لا يشتغل إلا بالقرآن، وكان الإمام محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله- إذا دخل رمضان، قال: إنما هما خصلتان قراءة القرآن وإطعام الطعام، ولا يشتغل بغيرهما، وكذلك أمنا عائشة - رضي الله عنها- كانت تقدّم غلامها زكوان ليصلي بهم من المصحف.
والإمام الشافعي - رحمه الله- ذكر عنه الإمام الذهبي بأنه كان يختم القرآن في رمضان ستين ختمة، وبعض الناس يستغرب يقول: كيف هذا؟ نقول: نعم ما كانوا يشتغلون بشيء سوى القرآن، ما كانوا يدخلون الأسواق، ولا كانوا يلغون، ولا كانوا يلهون، ولا كانوا يلعبون، ولا كانوا يغتابون، ولا كانوا يجلسون مجالس لغو باطل، وإنما الواحد منهم همّه كله في القرآن، فيبارك الله - عز وجل- في أوقاتهم وفي أعمارهم فيتيسر لأحدهم أن يختم القرآن مرة بعد مرة، فيكون حالاًّ مرتحلاً كلما اختتم القرآن مرة افتتح أخرى، وكان بعضهم كقتادة بن دعامة السدوسي- رحمه الله- يختم القرآن كل سبع في الأيام العادية، فإذا دخل رمضان كان يختمه كل ثلاث، وإذا دخلت العشر الأواخر كان يختمه في كل ليلة مرة، وبعض الناس أيضاً يستغرب إذا سمع هذا الكلام، وبعض الصالحين الموفقين- ممن نحسبهم كذلك- في زماننا هذا ليس في زمان السلف يختم القرآن في كل ثلاث مرة، وهذا أمر يسير على من يسّره الله عليه.
لِمَ كانوا يفعلون ذلك؟ لأنهم علموا من حال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه كان يحرص على القرآن في رمضان حرصاً أعظم من حرصه في سائر الشهور؛ لأن رمضان هو شهر القرآن، وعلموا أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: يا رب منعته الطعام والشراب فشفّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفّعني فيه فيشفعان، وعلموا من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، وأن الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران، وفي هذا الحديث بشرى، فإن كثيراً من الناس يقول: أنا أحب أن أقرأ القرآن، لكنني لا أجوِّد، لكنني لا أخرج الحروف من مخارجها، لكنني لا أقرأ قراءة صحيحة، نقول له: لا تمتنع عن تلاوة القرآن، تعلَّم وواصل فإن الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- ، و"خيركم من تعلم القرآن وعلّمه"،
فحريٌّ بنا إخوتي وأخواتي أن نجعل من هذا الشهر فرصة لنقوّي صلتنا بهذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.