إنّ إيجاد الكون الصالح للعيش ؛ وخلق الجن والإنس فيه لم يكن إلا لهدف (وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون) . ولبقية الخلق غاية وهدف ( إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين) الجاثية
وألصق الآيات الكونية الخارجية بنا: الشمس والقمر ودوارهما دوماً تحت محطّ أبصارنا وأرواحنا له هدف تقليب الليل والنهار ؛ وانسجام أجسادنا مع هذا (التقليب) ؛ وعندما يختفي أحدهما(كسوف أو خسوف) فهو يختفي إنذاراً وتخويفاً فالهدف التوبة وصلاتي الكسوف والخسوف لا التقافز على المراصد الجوية العلمية!
أمّا عندما ينعكس هذا الدوران ؛ فيكون هول يوم القيامة وهدف إعلانها ..
وهكذا نحن..وكل شيء من حولنا يسير للأمام أو منعكس المسير فهو متوجه نحو ... هدفه!
هدفٍ صالحٍ يرضاه الله عز وجل له ..
أو هدفٍ فاسد غلبته نفسه وهواه والشيطان عليه ...
المهم أنه ...ماضٍ ... إليه ( شاء أم أبى )
وكثيراً ما كانت الأحكام الشرعية مرتبطة بحكمٍ تشريعية ؛ أي أهداف شُرعت الأوامر لأجل تحقيقها...
وما يمهني الآن هو (رمضان- الصيام) والهدف..
أمّا رمضان ومواسم مضاعفة الأجور؛ فهي منّة من الله عز وجل على هذه الأمة لتستدرك به قِصر عمرها فغالب عمر الإنسان الآن هو السبعين بينما كان الإنسان يعيش حتى ألف سنة في الأمم السابقة ..
وأمّا الصيام ؛ فهدفه الأعظم: تحقيق التقوى ؛ والتجويع ليس غايةَ ما نفعله في هذا الشهر الكريم!
فمن سلك طرق تنافي التقوى فهل سيصل من الصيام لهدفه (التقوى) أم أنه سيظل يرواح عبثاً بين لهيب الجوع وأصناف المسلسلات؟!
هل صام حقيقة؟!!
قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" البخاري
ما أجمل الإسلام لو سعينا لأهدافه بما يوصل إليها! ولم نسلك مغبات الميامن والمياسر من الطرق المُضلة
وما أجمل العبادة لو بصرنا أهدافها وتنعمنا بها ؛ فنستمتع بها بدل أن تضيق أنفسنا عليها وننتظر ساعة الخلاص منها و (متى يؤذن المغرب؟؟!!)
وليس ناصح القوم بخيرهم .. فلا تنسونا – يا صائمين- من صالح الدعاء ..
تقبلوا دعواتي ,,,