بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا )
وقال عليه الصلاة والسلام ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة , فمن تركها فقد كفر )
وكما وعدتكم سابقاً أحبتي في الله بِأن موضوعنا القادم بإذن الله سيكون عن
الصــــلاة
وها نحن هنا الآن لهذا الركن العظيم...
الركن الثاني من أركان الإسلام وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين
والصلاة روضة عبادات فيها من كل زوج بهيج
تكبيرٌ....وتلاوة
ركوعٌ....وقيام
سجودٌ....وقعود
تشهدٌ....وختـام
بتسليمتـان
وللصـلاة شُروط ( وهي تسعة )... وأركان ( وهي أربعة عشرة )... وواجبات (وهي ثمانية )
ولا أظن أنها تخفى عليكم أحبتي في الله إنما هي للتذكير
فالأركان ما سقط منها سهواً أو عمداً بطلت الصلاة بتركه
والواجبات ما سقط منها عمداً بطلت الصلاة بتركه , وسهواً جبره السجود للسهو. والله أعلم
بعد هذه المقدمة عن هذا الركن العظيم أود أن اكتب لكم اليوم أحبتي في الله عن
أقســام النــاس في الصــلاة
وهـم خمسـة:
الأول
مرتبة الظالم لنفسه المفرط
وهـو الذي انتقص من وضوئـها ومواقيتـها وحدودهـا وأركانـها
الثاني
من يحافظ على مواقيتـها وحدودهـا وأركانـها الظاهرة ووضوئـها
لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوسواس والأفكار
الثالث
من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار
فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته , وهو في صلاة وجِهـاد
الرابع
من إذا قام إلى الصـلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه
مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئاً منها بل همه كله مصروف إلى
إقامتها كما ينبغي وإكمالها وإتمامها فقد استغرق قلبـه شأن الصــلاة
وعبـوديـة ربه تبـارك وتـعالى
الخامس
من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك (أي القسم الرابع) , ولكن مع هذا قد أخذ
قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل ناظراً بقلبه إليـه مراقباً له ممتلئاً من
محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات
وارتفعت حجبها بينه وبين ربه فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم
مما بين السماء والأرض ,وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين به
وبعد معرفة أقسام الناس في الصلاة بقي علي أن أخبركم بإن
القسم الأول : مُعاقب
القسم الثاني : مُحاسب
القسـم الثـالث : مُكفرٌ عنه
القســم الرابـع : مُثـــاب
القســم الخـامس : مُقرب عنـد ربـه
لأن له نصيباً ممن جُعلت قرة عينه في الصلاة , فمن قرت عينه بالصلاة في
الدنيا قرت عينه بقربه من ربه عز وجل في الآخرة , وقرت عينه أيضاً به
في الدنيا , ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين
ويا حسرتي على من لم تقرعينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات
وأخيراً وليس آخراً
فدعوا الرحمن أن يثبتكم على ما أحببتم وأن يثبتني على ما أحببتم لمحبكم في الله
دُمتم
أحبتي في الله
قائمين راكعيـن
ساجدين خاشعين
لله عز وجل