ساكمل بعون الله واتطرق لاول نقطه جرى عليها الخلاف وهي خلاف ابن الزبير والحجاج وملابسات ضرب الكعبه بالمنجنيق والاسباب التي جعلت الحجاج يتغلب على ابن الزبير :
كانت الحجاز لاتزال تحت امرة ابن الزبير ..
الامر الذي جعل عبدالملك بن مروان في امر هذا الخارج عليه المعتصم ببيت الله الحرام .. فراي ان يحاربه ويقضي عليه ...
وخرجت حمله من العراق (على اختلاف الرويات التي تقول انها خرجت من الشام ) وتجمع المصادر جميعا ان عبدالملك اسندها للحجاج ..
الامر الراجح عن كيفيه اسناد الحجاج لها هو ان الحجاج هو من رشح نفسه لهذه الحمله .. ولاقى ترشيح الحجاج نفسه قبولا في نفس عبدالملك لما راه منه من بلاء حسن وشكيمه ي حملة العراق ...
خرج الحجاج على راس جيش لايزيد عن 3000 من المقاتلين ولم يمر بالمدينه بل مر على الطائف
وبقي الحجاج في الطائف وجعل منها مركزا لجيشه يسير منها السرايا الى عرفات حيث كان يحصل اصدام بين رجالات الزبير ورجالات الحجاج .. جدير بالذكر ان رجالات الحجاج يعودون دوما غانمين
وطالت المناوشات بين الحجاج وابن الزبير ولما راي الحجاج ضعف ابن الزبير كتب الى عبدالملك يخبره بذلك وان كثير من اصحاب ابن الزبير فرو من حوله وتفرقو .. سالا اياه ان يمده بالمال والرجال .. وان يسمح له بالدخول للحرم للقضاء على ابن الزبير قبل ان يستجمع ابن الزبير قواه ويجلب الاعوان...
(ينفرد صاحب انساب الاشراف براويه ان عبدالملك هو من طلب من الحجاج ذلك )
ويعلل موقف عبدالملك هذا من الحجاج ان الشعراء كانو يحرضوه على قتل ابن الزبير
كانت المدينه قد الت الى عبدالملك بعد ان كانت بقبضه ابن الزبير ..
فلما ارسل الحجاج يطلب المدد كان عبدالملك قد امر طارق بن عمرو ان يلحق بمن معه من الجيش بالحجاج ويعينوه على حصار ابن الزبير حيث كان طارق بن عمرو مكلفا قبل لحاقه بالحجاج بمحاربه عمال ابن الزبير في المنطقه الواقعه بين ايله ووادي القرى .. فبعد الفراغ منها لحق بالحجاج
وحاصر الحجاج ابن الزبير في ارباض المدينه من شمالها الشرقي عن طريق عرفات وجاء جيش طارق من الشمال الغربي عن طريق وادي فاطمه
حري بالذكر ان نزول طارق كان بجبل قعيقعان ومزول الحجاج في بئر ميمون .. وقد استغل الحجاج جبل ابي قبيس لذلك فنصب عليه المنجنيق واقام عليه الجيش
للتوضيح بعض الملابسات (يقال ان جنود الحجاج ذعروا حينما راو المنجنيق اذ يقول قائلون ان الحجاج اوهم انهم ذاهبون للحج وعندما راو المنجنيق وقد وجه للكعبه نصحوه عن ذلك ولم يرق لهم حتى ان عبدالله بن عمر كتب له ينهاه عن ذلك فاجاب الحجاج(والله اني كاره لما ترون ولكن ماافعل وقد التجا هذا بالبيت (يعني ابن الزبير)
وعندما انتهى الناس من الحج اخذ الحجاج يرمي الكعبه بالمنجنيق فارعدت السماء وابرقت .. وتوقف جزء منهم تصورا انه غضب من الله فاخذ الحجاره ووضعها بالمنجنيق ورمى ثم رمو وفي اليوم التالي كررو الامر وارعدت السماء ولكنها كانت اعنف من سابقها وقتلت من جنده ماقتلت وضعفت عزيمتهم وقالو انه غضب من الله فقال الحجاج( لاتنكرو هذا فانا ابن تهامه وهذ صواعقها وهذا الفتح قد حظر فابشرو وسيصيبهم في الغد ما اصابكم ..
وفي اليوم التالي نزلت الصواعق وقتلت من قتلت من اصحاب ابن الزبير
فقال الحجاج لجنده : الم اقل لكم انهم يصابون وانتم على الطاعه وهم على خلافها ..
_ استمر الحصار بين الطرفين وكانت وطاه الحصار شديده على اهل مكه .. وحدثت مجاعه شديده
دخل ابن الزبير على امه اسماء رضي الله عنها وقال ياماه قد خذلني الناس حتى اهلي وولدي .. ولم يبق معي الا اليسير فما رايك؟ قالت انت والله اعلم بنفسك ان كنت على حق واليه تدعو فامض له فقد قتل عليه اصحابك ولا تمكن من رقبتك يتلعب بها غلمان بني اميه .. الخ ماقال اخاف ان قتلوني ان يمثلو بي قلت ان الشاه لايضرها السلخ بعد الذبح ..فامض واستعن بالله
فخرج ابن الزبير الى الحجاج وحدثت مناوشه قتل فيها من قتل انتهى الامر بمقتل ابن الزبير وقطع راسه ثم ارساله الى المدينه ثم الى عبدالملك بن مروان
اما جثته فقد صلبت على الثنيه اليمنى بالحجون
وقطع الرؤس وارسالها من العوائد المعروفه فلم يات الحجاج ببدعه في فعلته .. ايضا عندما استاذنت اسماء رضي الله عنها عبدالملك بان يامر الحجاج ان يخلي لها ان تكفن ابنها سمح لها بذلك
_وهكذا انتهت حركة ابن الزبير التي استمرت 12 سنه منافسا فيها بني اميه حتى كادت تعصف بالدوله الامويه لولا عزيمة مروان بن الحكم وابنه
اسباب انتصار الحجاج على ابن الزبير:
وهذا ليس كلام من عندي ولكنه مجمل ماذكرته الكتب
1_ وفرة موارد الحجاج وقلة موارد ابن الزبير
2_كرم الحجاج وبخل ابن الزبير حيث كان يغدق الناس بالعطايا الامر الذي يشجعهم على القتال فيقول لهم(قاتلو على اعطيات امير المؤمنين)
الامر عكسه لدى ابن الزبير حيث قال فيه عبدالملك( ان فيه ثلاث خصال لايسود بها ابدا . عجب قد ملاه واستغناء برايه وبخل التزمه .. فلا يسود بها ابدا .. المصدر(الامامه والسياسه جـ2 ص22)
3_استمساك ابن الزبير بالبقاء بالحرم :
حيث عرض الحرم لسفك الدماء وعرض نفسه واصحابه لهلاك محقق وكان بامكانه مهاجمه الحجاج بالطائف بعد مشقة السفر
اخطاء ابن الزبير السياسيه :
1_ حين قتل الحسن بن علي قام ابن الزبير في مكه خطيبا مبينا للناس ظلم بني اميه وقتلهم الحسين فبايعه المسلمون على ان يكون الامر شورى بعد الفتح وحينما نجحت حركته استبد بالامر واضطهدهم وبلغ به العناد ان ترك الصلاه على النبي في خطبه
2_ ان الحجاج كان يعرف كيف يستغل الظروف وينتهز الفرص سمع ان الجراح بن الحصين عامل ابن الزبير على وادي القرى حيث حدثت مجاعه في عهده ففرق تمرا من الصدقه على الناس فلما علم ابن الزبير بذلك غضب وقال( اكلت تمري وعصيت امري؟)
فدعا الحجاج الجراح اثناء حصاره لابن الزبير وقال اخبرني بحديثك مع ابن الزبير فخدثه والناس يسمعون فقال : اهذا ممن يرجى لخير؟)
تبع ذلك مهاجمة الحرم وضرب الكعبه ...
وقفه : كثير ممن يضع اللوم على الحجاج ولاينظرون للظروف السياسيه وغيرها التي ادت الى سقوط ابن الزبير والتي كان هو سببا فيها
فالكل يتاثر بابن الزبير لانه ابن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها وارضاها وانه اول مولود في الاسلام وما يسمعون من كثرة تعبده .. فلا يضعون اللوم الا على الحجاج ...
ولو نوقش الامر بين الكثير غير متاثرين بابن الزبير وربط الحوادث لاكتشفو ان الحجاج لايستوجب كل هذه الحمله التي تجر عليه
حري بالذكر ان اهل الشام يعتقدون انه يحل قتال ابن الزبير في أي مكان واي زمان يدل على ذلك انهم كبرو فرحا حينما علمو ان الحجاج استولى على جبل ابي قبيس ..(المصدر المسعودي مروج الذهب جـ2 ص 89)
وشاركهم في ذلك اهل العقيده من اهل الحجاز كانو يتذكرون الحديث الشريف (ليحرقن هذا البيت على يد رجل من ال زبير اسمه عبدالله )
اما الحجاج ففضلا عن ان له مصلحه سياسيه في حرب ابن الزبير فانه يعتقد انه خارج عن الخلافه يدل ذلك حينما اشار عليه البعض ان يكف عن المنجنيق حتى ينتهي الناس من الطواف قال( اني والله كاره لما ترون ولكن ابن الزبير لجا الى البيت والبيت لايمنع خالع طاعه ولاعاصيا ولو انه اتقى الله وخرج الينا فاصحر لنا فاما ان يظفر واما ان نظفر فيستريح الناس من هذا الحصر .. المصدر( المنتقى في اخبار ام القرى ص 26)
وبالنسبه لنصب المنجنيق فلم يقصد الحجاج اهانه الكعبه بدليل انه اراد الزياده فيها التي زادها ابن الزبير فقط وبعد مقتل الاخير امر الحجاج بتنظيف الكعبه ...
........
هذا ما خرجت به عن خلاف الحجاج وابن الزبير من ماقرات في كتب شتى من لديه اضافات او نقاش بخصوص هذه النقطه فقط فليتفضل وانا هنا اود الاستزاده فليس كل مايقرا صحيحا وبعد ان نستوفي النقاش هنا ساكمل في الحديث عن علاقة الحجاج بابن الاشعث والتي جرت عليها ملابسات عده