تــــــــــــــــــــــــــــــــابـــــــــــــــ ـــــــع
و قد أمرنا الله عند التنازع بالرد إليه و إلى رسوله صلى الله عليه و سلّم. و الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه و الرد إلى
رسوله هو الرد إليه في حال حياته و إلى سنته بعد وفاته ، قال تعالى " { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا }( 2 )
فكلمة شيء هنا نكرة في سياق الشرط تعم كل اختلاف التضاد في الأصول و الفروع .( 3 )
يقول ابن القيم : " و لو لم يكن في كتاب الله و سنة رسوله بيان حكم ماتنازعوا فيه و لم يكن كافياً لم يأمر بالرد إليه ، إذ من الممتنع أن يامر الله تعالى بالرد عند النزاع إلى من لا يوجد عنده فصل النزاع "( 4 )
و قال تعالى { إن الذين فرقوا دينهم و كانـــــــوا شيعاً لست منهم في شيء }( 5 ) و قال تعالى: { و من يشاقق
الرسول من بعد ما تبيّن لـــه الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنــــم و ســـاءت مصيراً }( 1 )
فتوعد الله من اتبع غير سبيل المؤمنين فدلّ على أن إتباع سبيلهم في فهم شرع الله واجب و مخالفته ضلال ، و أثنى الله على السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار و على من اتبعهم فقال : { و السابقون الأولون من المهاجرين و
الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالـــــــــــــــدين
فيهـا أبــــــــداً }( 2 )
و بيّن الرسول صلى الله عليه و سلم أن خير الناس قرنه ثم الذين يلونهم، فقال صلى الله عليه و سلم: " خير الناس قرني
ثم الذين يـلونهـم ثم الذيــن يلونهـم "( 3 )وأمر صلى الله عليه و سلم بإتباع سنته و سنة خلفائه الراشدين و حذر من
مخالفتهم، فقال صلى الله عليه و سلم:" عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسّكوا بها و
عضّوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة"( 4 )
و وصف صلى الله عليه و سلم الفرقة الناجية بقوله " ما أنا عليه اليوم و أصحـابي" ( 5 ) فدلت هذه النصوص و غيرها على وجوب إتباع الكتاب و السنة و وجوب إتباع سبيل المؤمنين.
و أولى المؤمنين الذين يجب إتباع سبيلهم هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كما تقدم قول ابن القيم ( و كل من الصحابة منيب إلى الله تعالى فيجب إتباع سبيله و أقواله و اعتقاداته من أكبر سبيله ) ( 1 )
و يقول ابن مسعود رضي الله عنه:" اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم " و يقول الإمام أحمد رحمه الله: " أصول السنة عندنا
التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و الإقتداء بهم و ترك البدع " ( 2 )فالواجب على كل مسلم
هو إتباع الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح، و رغبة مني في المشاركة في الدروس التي تلقى في كلية الشريعة
بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بقسم النشاط فقد ألقيت و الحمد لله عدة دروس تتعلق بالمنهـج( 3 ) الصحيح منـهـج
السلف الصالح، لأن السلفية تعني إتباع دين الإسلام على ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و من تبعهم على منهاجهم.
اسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل و أن يوفقنا و المسلمين للعلم النافع و العمل الصالح و أن ينفع بما كتبت.
و صلى الله و سلم على عبده و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
للشيخ الدكتور / عبدالسلام السحيمي