فلو علمت يا جاري العزيز أن احتفاظك لنفسك بالصلاح لا ينجيك يوم الدين لمَا
أهملتني، ولو علمت أن استثقالي لنصيحتك لا يسوّغ لك ترك نصيحتي، ولبادرت إلى هذه النصيحة
* * * * * * * * :more19: * * * * * * * * * * * * * * :more19: * * * * * * * * * * * * * * *
يــــال ذلك الموت المهيل الذي يعري الدنيا من كل زيفها ،، ويضعنا وجهاً لوجه امام مصيره الأبدي ،،
فإما نعيم ٌ مقيم ،، وإاما عذاب ٌ عظيم ،، والعياذ بالله ..
ويــــال تلك المقارنة بين مانجنيه في الدنيا ونسعى إليه فيها ،،، وبين ماهو مؤخر ٌ لا نسعى إلى الجمع له في دنيانا من عمل ٍ صالح ..
فلو حملنا قبورنا معنا ،، في كل زمان ٍ ومكان ،، وهو حمل الفكرة لا التربة ،، لما استطاعت الدنيا أن تغرينا بها ،،
ولا ان تجعلنا نغرف من شهواتها وأباطيلها ،، وما كان خوفنا من القبر إلا بقصور ٍ عنه نعترف ُ ،، فنحن مقصرين في طاعاتنا ،،
وعباداتنا ،، ومعاملاتنا ،، ومنحرفين وراء النفس التي لا تأمر إلا بالسوء ،،، فكيف بعد هذا كله نقبل على الموت وعلى القبر ؟؟
إنه لسؤال ٌ لا استطيع الإجابة عليه يا عزيزتي لما فيه من مكاشفة النفس ومحاسبتها ،، على ماقصرنا في حق الله وفي حق أنفسنا ،،
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنا ،، ويغفر لنا ،، إنه على كل شيء ٍ قدير ،، وبالإجابة جدير ... اللهم آميين ....
وشكراً لهذا الطرح المبارك ،، من قلم ٍ لا يفتأ ينور لنا الظلمات ،، ويزيح الغمام لتتجلى الحقيقة أمامنا واضحة ً بينة ...
فشكرأ مرة أخرى ،، ولك كل الإحترام والتقدير على ماتكتبين عزيزتي بشاير ،، وسجله ربي في ميزان حسناتك يوم الدين ...
ودمتي بخير ...:more19: