عرض مشاركة واحدة
قديم 03/07/11, (05:29 AM)   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
جلال الدرعان
اللقب:
مشرف منتدى الخواطر والقصص

البيانات
التسجيل: 17/12/10
العضوية: 6107
الدولة: الجبيل
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.29 يوميا
معدل التقييم: 43
نقاط التقييم: 541
جلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
جلال الدرعان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جلال الدرعان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: دراسة عن قبيلة عنزة Anza tribe bin Wael


فــــدعــــان


حصل الفدعان خلال الهجرة الكبيرة على مراع صيفية في المنطقة إلى الشرق من حلب وحماه . ومر حوالي مائة عام دون أن يكدر صفو امتلاكهم هذه البقعة مكدر ، ثم اجبرتهم عوامل كالنمو السكاني المتزايد والزراع المتعاظمة على النزوح نحو الشرق . اما الدافع الأول الذي حملهم على الهجرة فهو حرب الاخوة ، التي نشبت بين المجموعتين اللتين ينقسم الفدعان إليهما :اي الولد والخرصة وارغمت الأخيرة على عبور الفرات عام 1800 م والبقاء على الجانب الاخر منه ، داخل بلاد الرافدين. لكن الولد لحقت بهم مع نهاية القرن ، رغم انها لم تتخل ، مع ذلك ، عن منطقتهما السورية ، التي ما لبثت ان اخلتها شيئا فشيئا بعد الحرب العالمية. وما ان جاء عام 1935 م ، حتى كانت قبيلتا الفدعان والسبعة تقيمان مضاربهما في الجزيرة الشرقية .




يقع مركز الولد في عين عيسى ، الى الغرب من اعالي البليخ الذي يشكل مجراه حدودهم الشرقية تقريبا . بينما تتخطى الخرصة البليخ وتصل الى الخابور تقريبا . تجتاز القبيلتان مطلع ايلول من كل عام الفرات الى الصحرائ السورية .


بعبورهم الى بلاد الرافدين ، جاورت الفدعان الشمريين المقيمين هناك . صحيح انه لم يقع بينهما نزاع على مناطق الرعي ، لان شمر تنصب خيامها على الخابور بوجه عام ، لكن حالة الحرب الموروثة منذ قديم الزمن بين القبيلتين تواصلت ، وان قطعتها في بعض الاحيان اتفاقات معينة بين مجموعات خارجة عليهما –طلبت خرصة نفسها حماية شمر حين اجتازت الفرات لاول مرة .
كما تواصلت غزوات السلب والنهب المتبادلة بين الجانبين بعد الحرب العالمية ، الى ان وضعت سلطات الانتداب الفرنسية حدا لها ، حين فرضت في تشرين اول من عام 1926سلام دير الزور على القبائل .



اخذت القبائل الصغيرة على البليخ ، كالبوعساف والمشهور ، تدفع الاتاوات الى الفدعان ، وكانت الولدة والبوخميس قد سبقتها الى ذلك في سورية . بالمقابل حافظ الجيس الاقوياء (حول حران) على استقلاليتهم . اما جيرانهم الشماليون في اتحاد الملي الكردي، الذين اتخذول من ويرانشهر مركزا لهم ، فلم يجرؤ الفدعان على التحرش بهم الا نادرا .



قرر الصراع بين البشر والضنا مسلم سياسة الفدعان في سورية ، الذين جعلوا من انفسهم اعداء ألداء للرولة ، وخاضوا عام 1877م حربا ضدها – سنعرج لاحقا على صلتها بمصير شيخي الفدعان جدعان وتركي بن مهيد- انتهت الى اتفاقية سلام احتفالية عام 1900م ، ولم تحل بدورها دون وقوع غزوات متكررة بين قبيلتي عنزة هاتين ، في فترة قيامنا بحفريات تل حلف (1911-1913م) 00و مع ان الحرب العالمية ادت الى شيء من الانفراج في علاقة القبيلتين ، فان هذه ما لبثت أن تكدرت من جديد . أراد الفرنسيون تطبيق سلام دير الزور على الفدعان والرولة انضا ، لكن هذا لم يصمد طويلا . عندما حدثت اصطدامات بين الرولة والسبعة في شباط من عام 1929م، انحاز الفدعان فورا الى الاخيرين ، لذلك يستبعد ان يدوم السلام الاحدث ، الذي عقد عام 1930م بينهما ، فترة طويلة .



لم تخل حياة الفدعان من توترات سياسية داخلية ، نظرا لاستقلال الولد والخرصة ولان علاقات اسر شيوخهما ، ابن مهيد وابن قعيشيش ، ليست في احسن حالاتها . وقد مرت القبيلتان في اوضاع حربية احيانا ، كما حدث عام 1921-1923م اثناء الحرب العالمية ، انضمت مجموعة جديدة الى المجموعتين القائمتين ، تشكلت حين تبع قسم من الولد الشيخ الشاب مقحم ((مجحم)) ابن مهيد ، وبقي قسم اخر على ولاءه لخاله حاكم ((حاجم)) .



برزت المجموعات الثلاث ، في الفوضى التالية للحرب ، كمجموعات منفصلة بعضها عن بعض فانضم ولد الشيخ مقحم ((مجحم )) الذين كانوا يخيمون على الجانب الايمن من الفرات ، الى الفرنسيين ، وعندما احتل هؤلاء حلب عام 1920م .وانحاز حاكم ((حاجم)) بالمقابل الى القوميين الابراك، الذين عملوا منذ خريف عام 1919م ضد الفرنسيين شمال سورية وبلاد الرافدين . اما مهيد بن قعيشيش ، شيخ الخرصة وعدو الفرنسيين المعلن فقد حالت الغيرة القبائلية بينه وبين الانضمام الى حاكم ((حاجم)) .تمسك شيخا الولد بسياستهما فقام حاكم (حاجم) منذ بداية عام 1921م بازعاج الفرنسيين انطلاقا من معسكره في الرقة بينما غطى مقحم ((مجحم)) القوات الفرنسية الضعيفة المرابطة في موقع دير الزور البعيد . اما الشيخ مزود فقد تخلى عن موقفه المستقل والتحق في ايلول من العام ذاته بالمعسكر الفرنسي . وكانت الخرصة قد قامت قبل اشهر من ذلك باعمال عدائية ضد ولد حاكم ((حاجم)) فقد مزود احد اولاده خلالها .بعد اتفاقية انقرة (تشرين الاول عام 1921م) التي اعادت السلام من جديد الى حدود سورية الشمالية انتقل حاكم ((حاجم)) بن مهيد وانصاره الى الاراضي التركية ثم التحق في وقت لاحق بالفرنسيين ولان مجموعته خيمت فيما بعد بين قلعة جعبر وجبل عبد العزيز ، في منطقة الانتداب الفرنسية ، الى ان انحلت بموته عام 1927م.


تعززت كثيرا سلطة الحكومة على الفدعان في السنوات الاخيرة: فامكن عام 1928م استبدال ضريبة الودي (1) بضريبة عينية تدفع غنما (2) وكانت تقتصر في العصر التركي على قبائل يصف الرحل دون غيرها. فضلا عن ذلك فإن الولد يصبحون يوما بعد يوم اميل الى الهدوء والسلم بينما يحافظ الخرصة على طبيعتهم البدوية .




الشيخ مقجم بن تركي بن جدعان بن نايف بن مهيد (شيخ الفدعان ) عندما تم تكريمة من قبل الدولة الفرنسية بوسام الفرنسي الملكي 1926


من يمين الصور الشيخ محمد ب تركي بن مهيد والشيخ مقحم بن تركي بن مهيد وعمهم الشيخ حاكم بن مهيد تصوير المستشرق الالماني ماكس فون أونهايم عام 1988م

أسر شيوخ الفدعان


أسقطت أسرة ابن غبين أسرة شيوخ الفدعان القديمة ، حوالي منتصف القرن التاسع عشر . ومنذ ذلك الحين يفتقر الفدعان إلى قيادة موحدة مع أن أسرة شيوخ الولد تمارس نفوذا قويا على القبيلة بمجموعه .
ينحدر المهيد من اصول تتمتع بقدر عظيم من الاحترام . ويدينون بسلطتهم الى جد الشيخ الحالي جدعان الذي انتزع في الخمسينيات وهو شاب بعد السيطرة على الولد من جاعد بن حريميس .
امضى جدعان حياته في حروب متواصلة .فقد كان قائدا حربيا بالولادة ، اظهر حنكة خاصة خلال هجوم مباغت شنه على الاتراك عام 1857م ،ومن ثم عندما اجتاز يقبيلته وقطعانها الفرات ، وانزل ضررا شديدا بالعدو .
ثمة مسحة من الرومانسية تميز علافة جدعان بعبد الكريم ، شيخ شمر: ذلك ان ثأرا دمويا اضطر والد جدعان الى طلب الحماية في خيمة صفوق زعيم شمر ، فترعرع جدعان وعبد الكريم معا .حافظ الرجلان على اواصر الصداقة التي انعقدت في شبابهما رغم المعارك التي اضطرا الى خوضها ضد بعضهما البعض .ويحكى ان عبد الكريم اهدى جدعانا حصانا سريعا كان قد انقذ حياته خلال معركة فاشلة مع الفدعان وارفقه برسالة تقول انه سيعرف كيف يثار لهزيمته وهو ما حدث في الاشتباك التالي ، الذي نجا جدعان خلاله بفضل هدية عدوه النبيل .
بلغ جدعان اوج فوته في سبعينيات القرن حين صار قائم مقام العربان في حلب ونال لقب البيك المرتبط بهذا المنصب وتلقى قرى واراضي عديدة في جبل شبيث من الحكومة .انتهت حياة جدعان مثلما بدات بالحرب : فقد جاءت الرولة عام 1877م الى الشمال حيث تكاثرت قطعانها بفضل سنوات من الرعي الجيد وصارت منطقتها اضيق من ان تفي بحاجاتها واحتلت مراعي السبعة في حماه و، بعد ان نالت موافقة السلطان عن طريق دفعات بلغت ضعف ماكان السبعة قد حددوه من رسوم للتسوق والرعي . عندما ارادت السبعة الدخول الى المنطقة طردتهم قوات تركية مسلحة ونهبت معسكرهم. عندئذ عينوا جدعانا عقيدا لهم بسبب افتقارهم الى قادة ملائمين وبدأوا الاعمال العدائية ضد الرولة التي حاولت تكرار ماقامت به في العام المنصرم خلال رحلة ربيع عام 1878م، فوجدت الطريق مغلقا واضطرت الى التخلي عن مشروعها ولم يشهد جدعان نهاية هذه المعارك لانه توفي مطلع الثمانينيات.
واصل تركي ابن جدعان الجرب ومنذ ان كان فتى شحن صدر ابيه بالغم بسبب تخيلاته وميله الى المبالغة في تقدير نفسه(2) واثار تركي الرولة بغزواته ودفعها الى طلب دمه. وقد وجد صهره الاريب سطام بن الشعلان نفسه مكرها على القيام بهجوم معاكس وارسل الى تركي يبلغه سرا بالخطر المحدق به. لكن هذا استخف بالتحذير وقبع في معسكره ينتظر بهدوء قوى العدو المتفوقة . وقد سقط في عراك بالسلاح الابيض (1887م)وصفه شاعر الرولة خلف الاذن في ابيات مفعمة بالمبالغة ، تزعم انه هو الذي عاجله بالطعنة القاتلة . استعرت بعد موت تركي الحرب بحدة وبصورة مضاعفة ، وفشلت الرولة في اقامة السلام من بعده . ولم يعقد الصلح ويتم التغاضي عن الدم المسفوح (1900م) إلا بعد تدخل "المحايدين" من أمثال ابن مرشد وابن هذال . رفضت اخت تركي "رفعا" التنازل عن حقها في الثار .وعندما علمت ان احد قتلة تركي حل في معسكرها، انقضت عليه على خيمة الضيوف ورمته بطلقة من مسدسها فاصابته بجرح خطير .
خلف تركي وراءه ولدين صغيرين مقحم((مجحم)) ومحمد وابن عم في التاسعة عشر من عمره هو حاكم((حاجم)) الذي ترعرع في خيمته. هذا القريب نصبته اسرة مهيد شيخا لها كما اعترفت به الحكومة ايضا ثم تلقى في وقت لاحق الالقاب ذاتها التي كانت لجدعان .تتضمن وثائق تنقيباتي في تل حلف الأنطباعات التي حصلت عليها عندي زيارتي لحاكم .وقد قال جابر فيها : إن العلاقة بين حاكم((حاجم)) وقريبة الفتى الذي كان يجب ان تؤول المشيخة اليه قانونيا، كانت طيبة جدا حين زرتهم في معسكر عين عيسى (في ايار من عام( 1913م) . كان حاكم ((حاجم)) متزوجا بابنة فارس شيخ شمر بعد ان طلق زوجتين سابقتين كانتا ابنتين لتركي، فعاشتا في خيام اخوتهما.وكان رجلا متوسط القامة، له لحية سوداء مدببة وطليقة نحيف الجسم مع انحناءة خفيفة في الظهر كيس وذكي وحكيم. انه القائد السياسي بينما يحتل ابن عمه الشاب محمد موقع العقيد بمظهره الذي يدل على انه رجل حرب حقيفي . أما شقيقه الأكبر مجحم فيعطي انطباعا بأنه بارد الأعصاب إلى ابعد الحدود. وعلى رغم انه لا يشارك إلا قليلا في الحروب فان اسمه يرد كثيرا في تاريخ قبيلته والبدو الآخرين".
تولى مقحم ((مجحم)) بالاتفاق مع حاكم((حاجم)) قيادة قسم من القبيلة قبل الحرب مباشرة. وقد تكاثر انصاره بسرعة الى درجة يمكن معها اعتباره الزعيم الحقيقي للقبيلة باجمعها. وفي الوقت الذي قرر فيه حاجم خوض الحرب من اجل مملكة فيصل السورية ثم انحاز فيما بعد الى القوميين الاتراك ايد مجحم الانتداب الفرنسي(2) وتلقى وسام الشرف وعين في خريف عام 1920م زعيم عنزة حلب، أي قبيلتي الفدعان والسبعة مجتمعتين. ولم يستطع مقحم((مجحم)) انجاز المهمات التي توقعتها الحكومة منه، لجهلها التام بنفوذه الفعلي وان نجح بالمقابل في وضع مجموعة الفدعان الخاصة به تحت تصرف الفرنسيين . بقيت علاقات مقحم عادية مع حاكم ، بل إنه ارسل له خلال الحرب قوات تشد أزره وتسانده ضد الخرصة . بعد وفاة الاخير [ 31\12\1927م ] صاحر مقحم [ مجحم ] زعيم الولد الوحيد والشيخ الأكثر أهمية للفدعان . بالإضافة إلى ذلك ، تمتمع بنفوذ بيته التقليدي على السبعة ، وخاصة منهم العبيد ، واعتبرته القبائل الصغيرة قرب الباب ومنبج والتي كانت تودع قطعانها في الشتاء عند الولد ، قائدا لها . يمتلك مقحم إلى جانب ماورثه من أملاك عن جده جدعان قريتين على الفرات . وقد اشترى مؤخرا أرضا على البليخ قرب عين عيسى بنى بيتا فيها . يتمتع الشيخ بثقة حكومة الإنتداب ، التي تمده بالمال رغم انتسابه إلى الحزب القومي منذ وقت طويل . وهو اليوم [ 1937م ] كما كان في الماضي ، نائب في البرمان .
تمتلك أسرة شيوخ الخرصة [ ابن قعيشيش] كمنافسيها من أل مهيد تقاليد قديمة ، إلا اننا لا نعرف غير ثلاثة أجيال منها فقط .
قاد دحام الخرصة حوالي عام 1860م عبر الفرات(1) وحكم نايف في نهاية السبعينيات (2) وتنازل حاكم عام 1913م عن المشيخة لمذود. وتقول وثائق البعثة ما يلي حول هذه الواقعة:"عندما زرت عام 1913م الخرصة في معسكرها في عين البيضا، جنوب عرب جبل عبد العزيز كانت المشيخة لا تزال لابن عم مذود حاكم بن نايف الذي كانت مكانته قد اهتزت كثيرا انذاك. وكانت العلاقات التي اقامها مع حاكم بن مهيد، غير مقبولة في نظر الخرصة العريقين وخاصة منهم ابني عمه مذود وسليمان. اقام مذود روابط جد وطيدة مع الاتراك وفرض عام 1912م ضم الخرصة إلى دير الزور . وكانوا تابعين إلى حلب كغيرهم من الفدعان ، الأمر الذي أضعف سلطة حاكم بن مهيد وحاكم بن نايف ، يفسر هذا لماذا كانت علاقة الخرصة مع الفدعان باردة ، ولماذا تقاربت مع شمر ، لا بل أنها ذهبت عام 1912م م مع قريبها محمد الشيوخ شيخ شمر الى هترة.
خلال اقامتي في عين البيضا، تعرفت فقط على سليمان ابن قعيشيش شقيق مذود النشيط والكثير الحركة والذي كرس نفسه للشؤون الحربية. فيما بعد التقيت في الرقة بمذود وابن عمه حاكم.
منذ حصوله على المشيخة اكتسب مذود صيت قائد جسور كما يؤكد ذلك لقب "النمر" الذي لازمه. وقد تحدثنا اعلاه عن سيايته بعد الحرب .





راكان بن بشير بن هزاع بن سليمان المرشد


الشيخ فرحان بن برجس بن هديب والشيخ برجس بن هديب من شيوخ السبعة تم تصوير الصورة من قبل المستشرق الالماني ماكس فون ابونهايم سنة 1899


سبعـــــــــة :


رغم ان السبعة ليسوا اقل عددا من الفدعان فان قوتهم السياسية والعسكرية محدودة.لذلك كثيرا ماتركوا عبء المعركة للفدعان خلال الحروب التي نشبت بين الضنا مسلم والبشر. وانه لأمر ذو دلالة ان المفوض السامي الفرنسي لم يتدخل في أحدث اشبتاك نشب بين الرولة وبينهم (شباط 1929م) الا بعد انخراط الفدعان في المعركة يقترن هذا النفور من الحرب بنقص في تماسك القبيلة،التي تفتقر الى شيخ أعلى ولا تشكل مجموعتا ابن مرشد وابن هديب اللتان تسميان عادة القمصة والعبدة وحدات تقوم على رابطة الدم،كالولد والخرصه لدى الفدعان بل هي تجمعات نشأت بالاحرى بالمصادفة الصرفة.




تفوق اهمية السبعة الاقتصادية اهميتهم السياسية فهم مربو جمال وخيل موهوبون. وقد بدات القمصة تمارس مؤخرا الزراعة الحقلية وأعادت تشغيل منشآت ري قديمة شرق سلمية. تعتبر حماه سوق السبعة التي يمضون الصيف بقربها: العبدة الى شمال شرقها والقمصة الى جنوب شرقها. في الخريف ترحل السبعة من سلمية عبر اسريه وقديم الى السخنه(قمصة) او الى جبل بشري (عبدة) ومن هناك الى الصحراء السورية (وادي المياه-وادي حوران، واحيانا حتى وادي الغدف).
لا تتمتع أسرتا شيوخ السبعة من ابن مرشد وابن هديب بأية شهرة خاصة . أما أخر شيوخهم المهمين ، فهو سليمان ابن مرشد ، الذي توفي حوالي عام 1875م بسم يزعم ان حاكم دير الزور أمر بدسه له . وليس هناك الكثير مما يمكن ذكره حول خلفائه .



كان الشيخ راكان . [ وهو راكان بن بشير بن هزاع بن سليمان المرشد ] الشاب المنفتح الأفكار . وقد بذل جهودا حثيثة من أجل توطين قبيلته ، وتزوج من أحدى بنات نواف ، شيخ الحديديين السوريين ، وانتخب عام 1936م نائبا في البرلمان . ليست قبيلة ابن هديب من عنزة . إنما من حرب وتربطها صلة قرابة بأسرة الفرم



احدى اسر شيوخ هذه القبيلة الحجازية الكبيرة. هذا مايدعيه على الاقل حرب من بلاد الرافدين . يعتبر فارس اول شخص من ال "ابن هديب" الذي يورد الرحالة اسمه في تقاريرهم. وقد توفي عام1869م(1) بعد ان بلغ من العمر عتيا.اما خلفه الثاني فرحان بن معجون فكان شخصية جذابة انقلبت كياسته الى ضعف لدى ابنه الشيخ الحالي برجس بن فرحان الذي افسدته اقامة طويلة في مدرسة العشائر بالقسطنطينية وسنوات خدمة عسكرية طويلة كان خلالها ضابطا في الجيش التركي. ترك برجس انطباعا بائسا لدى موزيل، فحتى عبيده الخاصون كانوا يعصون أوامره . وقد بدد الثروة التي ورثها عن والده وبلغ من سوء حاله انه استعار في رحلته الخريفية عام1926م، الجمال التي نقلت خيمه.



عمــــــــارات

ليس في حوزتنا الكثير من اخبار العمارات. يرجع هذا الى قلة الزيارات التي قام بها الرحالة الاوروبيون الى منطقتهم في عمق هيت وكربلاء بالمقارنة مع الاجزاء الاخرى ن الصحراء السورية. تقدم الصحائف الوهابية بعض المعلومات حول تاريخ القبيلة الاقدم. وتخبرنا انهم كانوا يسكنون منطقة امتدت انذاك من النهاية الشمالية للدهناء الى سدير ومن جبال شمر الى شرق جزيرة العرب وقاتلوا منذ عام 1758م مع قبيلة بني خالد عدوة الوهابيين اللدودة. لكنهم غيروا موقفهم بمجرد ان تاكدوا من انتصار النحلة الجديدة تلك وشرعوا يقاتلون منذ علم1786م الى جانب الوهابيين.
بدأت هجرة القبيلة بعد ذلك بقليل فقد انتشرت عام 1808م لاول مرة اقوال عن وجود العمارات في الشمال. ويذكر روسو قنصل فرنسا في بغداد بان المطارفة كانوا من بين البدو الذين يفرضون ‏ضارئب على طريق قوافل بغداد-حلب وبعد عشرة اعوام من ذلك تجمعت لدى الحكومة معلومات دقيقة عن الصقور الذين "يخيمون غالبا في منطقة حلب لكنهم يتمونون كل عام في الحلة والحسكة(الديوانية)" بقيت علاقات المهاجرين بموطنهم حية لذلك قاتلت اسرة شيوخ ال هذال من عام1812 م الى1815م في الحجاز وفي القصيم خلال العشرينيات ضد قوات الاحتلال المصرية/التركية.




لم تنقطع اواصر العمارات مع جزيرة العرب الا بعد عام1860م حين غادرت مجموعة ثانية كبيرة منهم المنطقة بين القصيم والدهناء واتجهت شمالا.


منذ ذلك الوقت يمكن اعتبار (wadi el cherr) وادي الشر الذي يبدا غير بعيد عن النفود وينتهي في مستنقعات النجف حدودا جنوبية للعمارات. وان كانت بعض اقسامها(الدهامشة)تتجاوزه الى الجانب الاخر ويبدو ان الحدود السورية صارت الان مانعا امام حركتهم هم الذين كانوا يصلون في السابق الى الرقه وضواحي حلب .


تشكل اراضي غرب كربلاء مع واحتي رحالية وشثاثه منطقة العمارات المركزية الذين يمضون الشتاء في الوديان المنحدرة من السفح الشرقي لهضبة الصحراء السورية ويتوغلون في الربيع شمالا الى القعرا الذي يخليه الفدعان والسبعة في هذا الوقت ويقودهم الترحل في نهاية الصيف الى ما وراء الفرات ، بين الفلوجة وبغداد قبل ان يعودوا من هناك الى مقراتهم الشتوية مرورا بكربلاء.
تحدد موقع العمارات في تحالفي عنزة منذ ان قاموا بتقدمهم في الصحراء السورية لمنع ضنا مسلم من الوصول الى الفرات ففي اخر اصطدام بين المجموعتين وقفت العمارت الى جانب الفدعان-السبعة ضد -الرولة- لم يقم أي تماس الا نادرا بين الاتراك والعمارات لان هؤلاء كانوا يخيمون معظم السنة داخل الصحراء ويمضون اغلب وقتهم في امارة حائل.



بعد وفاة الامير محمد بن رشيد (1897) قام الشيخان فهد بن هذال وعقيل بن مجلاد بالتعاون مع بطين بن مرشد من السبعة بغزوة ضد شمر انتهت بهزيمة نكراء نزلت بهم قرب تبال ((تيبال)) (على مسيرة اربعة ايام غربي كربلاء) وسوف نتحدث عن عملية اخرى في فصل الرولة.
ينقسم العمارات الى عمارا ت بالمعنى الضيق (جبل) وهم قبيلتا صقور وسلقا اللتان يتزعمهما ابن هذال والدهامشة بزعامة ابن مجلاد. يفتقر الجبل والدهامشة كلاهما الى ارادة سياسة موحدة وقد فصم شرخ تم خلال الحرب العالمية ماكان بينهما من عرى حين التحق الشيوخ المعترف بهم فهد ابن هذال وجزاع بن (راكان) بن مجلاد بالانجليز. تبع ابن هذال اخر هو فهد بن ضغيم ومحمد بن (تركي) بن مجلاد الجانب التركي عندما نصب الانجليز بعد الحرب فهد بن هذال زعيما على مجموع العمارات. هاجر فهد بن دغيم مع انصاره وابنا مجلاد مع الدهامشة شمالا وانتقلوا في صيف عام 1920م الى منطقة الانتداب الفرنسية ومع انهم عادوا من جديد الى ماوراء الحدود في الشتاء فانهم رجعوا عام1921م مجددا الى البادية التدمرية .لكن حكومة العراق نجحت عام 1925م في اعادتهم الى اراضيها .



استقبال ملك العراق الملك فيصل الشريف في بيت الشيخ فهد بن عبدالمحسن الحميدي الهذال


الشيخ فهد بن عبدالمحسن الحميدي الهذال

أسرة شيوخ ابن هذال

يرجع التاريخ المثبت لقبيلة ابن هذال الى عام1551م فهي اذن قبيلة قديمة.أما منصب الشيخ فيبدو انه تم تناقله بالوراثه من الاب الى الابن خلال الاجيال الخمسة الاخيرة – وهذا حدث غير عادي او مالوف الى ابعد حد.عاش عبد الله في مطلع القرن التاسع عشر على الارجح وتظهره احدى حكايات كتاب فريزر:رحلات في كردستان وبلاد الرافدين ... الخ(الجزء الاول،صفحة 381)في واحد من تنقلاته في منطقة الفرات الاعلى.وبينما تميز ابنه الحميدي كقائد جيش وهابي ضد المصريين عام1812-1815م فان عبد المحسن ابن الحميدي يدخلنا الى عمق القرن التاسع عشر ويصل ابنه فهد بنا الى الزمن الحالي.كان فهد بيك سياسيا رصينا واريبا عينه الاتراك كأبيه قبله قائمقاما على الرزازة ،حيث عاشت اسرته الموسرة وقد رافق عام 1905م حملة عسكرية تركية من النجف الى القصيم، ,وقدم فيما بعد خدمات طيبة الى الانجليز الى ان مات يوم 28/8/1927م وهو في الثمانين من العمر .







......(يتبع 5 )


















عرض البوم صور جلال الدرعان   رد مع اقتباس