عرض مشاركة واحدة
قديم 26/04/09, (10:21 AM)   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
ابو مشعل
اللقب:
][®][عضو مميز][®][
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو مشعل

البيانات
التسجيل: 17/05/07
العضوية: 1709
الدولة: الجبيل الصناعيه
المشاركات: 2,015
بمعدل : 0.32 يوميا
معدل التقييم: 54
نقاط التقييم: 201
ابو مشعل متميزابو مشعل متميزابو مشعل متميز


الإتصالات
الحالة:
ابو مشعل غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو مشعل المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: مجلس ابو غرام وابو مشعل للماضي والحاضر

نرجع لمحور حديثنا....

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد ففي الحديث الشريف

عن سلمة بن سعد أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وجماعة من أهل بيته وولده فاستأذنوا عليه فدخلوا فقال : من هؤلاء ؟ فقيل له : هذا وفد عنزة , فقال : نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون مرحباً بقوم شعيب واختان موسى . سل ياسلمة عن حاجتك . فقال : أسألك عمّا افترضت علي في الإبل والغنم . فأخبره , ثم جلس عنده قريباً ثم استأذنه في الإنصراف فما عدا أن قام لينصرف , فقال : اللهم ارزق عنزة كفافاً لاقوتاً ولاإسرافاً . رواه الطبراني والبزار باختصار عنه وقال اللهم ارزق عنزة قوتاً لاسرف فيه .

وعن حنضلة بن نعيم العنزي أن عمر بن عصام جاءه , فقال ياأبا رباح مالذي ذكر لك أمير المؤمنين عمر حين قدمتعليه في قومك ؟ قال : مررت عليه فقال من أنت ؟ وممن أنت ؟ فقلت ياأمير المؤمنين أنا حنضلة بن نعيم العنزي , فقال عنزة , قلت نعم , فقال أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر قومك ذات يوم , فقال أصحابه , يارسول الله وماعنزة . فأشار بيده نحو المشرق فقال : حي من ههنا مبغي عليهم منصورون .


في هذا الموضوع هو رد على ماكتبه الأخ الباحث فايز بن موسى البدراني الحربي في كتابه فصول من تاريخ قبيلة حرب الجزء الأول الطبعة الثانية ولذي صدر عن دار البدراني للنشر والتوزيع سنة 1420 هجري وله فهرسة بمكتبة الملك فهد الوطنية وهو يحتوي على 649 صفحة

لاخلاف على أن منطقة الحناكية الواقعة على بعد 100كم تقريبا شرق المدينة المنورة كانت آخر المعاقل الحصينة لقبيلة عنزة في الحجاز 0 ولاخلاف أيضا على أن عنزة رحلوا عن هذه المنطقة وحلت قبائل حرب محلهم 0 لكن الخلاف القائم الآن بين أبناء الجيل الحاضر من الطرفين يقوم على كيفية هذا الأنتقال0 فرواة حرب يقولون إن ذلك تم بعد حوادث مشهورة تسمى وقعة الحناكية وبعضهم يسميها قلفة أو المجللة بينما يقول رواة عنزة إن الشيخ ابن هذال ومن معه تركوا الحناكية وانزاحوا إلى نجد باختيارهم 0
وقد أورد البلادي كلاما مبالغا فيه عن وقعة الحناكية وأرى أن ماأورده تعوزه الدقة وينقصه التحقيق التاريخي لمثل هذه الحوادث كما أن فيه أخطاء ظاهرة وخاصة فيما يتعلق بأسباب الوقعة وملابساتها وزمانها ومن هذه الأخطاء مثلا مايلي:
أولا : قصة المرأة التي رفع ثوبها من الخلف فكانت سببا في القتال فهذه القصة يستعملها العوام أحيانا ولكنها قصة قديمة تكرر ورودها في التاريخ العربي ومن ذلك أن شبابا من قريش فعلوا ذلك بفتاة من بني عامر فنادت : يآل عامر فحمل القوم السلاح واقتتلوا 0كما يروى ايضا أن هذه القصة حدثت في المدينة المنورة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك أن قوما من اليهود تعرضوا لامرأة من المسلمين فعمدوا إلى ثوبها فعقدوه على ظهرها فلما انكشقت سوأتها فضحكوا منها فوثب رجل من المسلمين فقتل اليهودي فنشبت الفتنة بين يهود بني قينقاع والمسلمين 0000000
وبالمناسبة فقد حاولت تتبع قصة المرأة التي رفع ثوبها هذا النحو فوجدت أنها من القصص المتكررة في التاريخ العربي حتى أني أحصيت أكثر من عشر قصص على هذا النحو وكل قبيلة تدعي هذه القصة
وهكذا فأن ربط القصة بهذه الحادثة ليس إلا من تخيلات العوام التي يجب على المؤرخ أن لاينقلها على علاتها دون تحقيق
ثانيا: قوله أن الحناكية كانت بئرا يستقى منها ابن هذال وينزلها وقت الصيف فهذا القول ايضا ليس على اطلاقة لأن المشهور أن الخناكية كانت أكثر من كونها مجرد مورد ماء لابن هذال بل كان فيها أملاك وقلعة مشهورة عرفت بهذا الاسم إلى عهد قريب فقد ذكر الفاخري في أحداث سنة 1288 هجري مايلي : وغزا سعود رحمه الله مغزا الحناكية وحصر عثمان الكاشف ومعه مائتي عسكري في قصر آل هذال 0000000000الخ)0



ثالثا: يرى البلادي أن الفروم لم يكونوا أمراء في ذلك الوقت وأن الأمارة كانت لابن دهيم ومع أن هذه الفكرة سائدة عند العوام إلا أنه لم يرد ذكر لآل دهيم في المصادر المكتوبة بينما ورد ذكر مشيخة الفرم في أخبار هذا الكتاب 0000000000


رابعا : يذكر البلادي أن تلك الوقعة جرت في القرن الحادي عشر تقريبا وأرى أن الاستدلالات التي بنى عليها هذا الأستنتاج ليست كافية وذلك للأسباب التالية :
1- انه لم يذكر تاريخ أي حجة من حجج التملك الخاصة بالحناكية التي ذكر أنه اطلع عليها وإنما اكتفى بالقول : انها تعود للقرن الحادي عشر الهجري0
2- أن قوله لم يذكر لحرب أية وقائع شرق المدينة قبل هذا التاريخ 0ليس دقيقا فقد مرمعنا أن حربا اشتركوا في عدة مناخات في نجد قبل هذا التاريخ0
3- أنه اعتمد في حساب الجدود على قاعدة ضرب عدد الجدود في أربعين وقد ثبت أن الضرب في ثلاثين أو ثلاثة وثلاثين أدق تاريخيا لأن ذلك يجعل ثلاثة أجيال في قرن واحد وهو الأقرب للصواب 000000مما يشير إلى أن الوقعة حدثت في حدود 1169هجري أي أنها في القرن الثاني عشر وليس الحادي عشر0
4- المشهور لدى رواة قبيلة حرب انه قتل في هذه الوقعة مفرح بن هزاع بن مضيان وسمي ذلك الموضع باسمه ولازال معروفا بهذا الاسم عند كبار السن من اهل تلك الجهات في نواحي الحناكية وهو غير جبل مفرحات المعروف على مشارف المدينة من جهة الغرب 0ويتناقل رواة أسرة ال مضيان أن مفرح بن مضيان قتل شابا وقد مر معنا أن الشيخ هزاع بن مضيان شارك في حوادث المدينة المنورة سنة 1155هجري وكذلك حوادث سنة 1171 هجري غير ان الوثائق التي اطلعت عليها والمتعلقة بآل مضيان لم يرد فيها اسم مفرح بن مضيان مما يضعف الرواية ولذا فإن ايراد هذه الروايات العامية التي لاتسلم عادة من تأثير الخيال القصصي وتداخل المناسبات كما أنني لم أقف على الجبل المشار إليه ولم أتاكد من وجوده وسبب تسميته0
5- المشهور لدى رواة عنزة أن آخر من كان بالحناكية من شيوخ آل هذال كان منديل بن هذال وهناك من يرى أنه ابنه جديع بن منديل الهذال وحيث أن المصادر التاريخية المكتوبة تفيد أن جديع بن هذال قتل في وقعة كير سنة 1195هجري حيث ذكر ذلك ابن بشر وابن غنام والفاخري وغيرهم0
وإذا كان الشيخ منديل بن هذال آخر من كان في الحناكية وهو المشهور فإن تلك الحوادث تكون قد وقعت في القرن الثاني عشر وليس الحادي عشر 0

وبناء على الاستنتاجات السابقة فالمرجح أن وقائع حرب وعنزة حول الحناكية جرت خلال الفترة مابين سنة 1160 هجري والله أعلم0

هذا فيما يتعلق بتاريخ حوادث الحناكية أما سببها فأن الثقاة من رواة بني علي وحرب يذكرون أنه حصل خلاف بين رؤساء بني علي من الفروم وشيوخ عنزة من ال هذال وذلك أن الفروم أسروا ابن هذال ويقال أنه الشيخ جديع الهذال فجمعت عنزة جموعها وتمكنت من تخليص ابن هذال وبعد فترة احتال ابن هذال على الفروم حتى تمكن منهم فقتل كبارهم ونجا أصغرهم واسمه محسن فسمي شريدة الفرسان ثم صاح الزعيم الصغير مستنجدا بقبائل حرب فلبوا نداءه وقاموا للانتصار له فسمي الفروم أهل الصيحة حيث حشدت قبائل حرب جشودها وهاجمت عنزة في عدة وقائع انتهت باحتلال قبائل حرب لمنطقة الحناكية وماحولها إلى هذا اليوم 0هذه هي القصة باختصار إن صدقت أقرب الروايات للواقع أما مايتناقله الرواة العوام من تفاصيل ساذجة لوقعة الحناكية فلا تعدوا كونها من تخرصات العوام وخيالاتهم الواسعة0


















عرض البوم صور ابو مشعل   رد مع اقتباس